خبراء عن إطلاق قناة إخبارية عالمية: "أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي"
كتبت- عايدة رضوان:
أعلن الرئيس السيسي، إطلاق قناة إخبارية مصرية عالمية، قريبًا، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون مفاجأة، وسادت حالة من الجدل، حول قدرة مصر على إنشاء مثل هذه القناة، والإمكانيات التي تحتاجها، وكذلك توقيت الإعلان.
قال الدكتور ياسر عبد العزيز، الكاتب والخبير الإعلامي، إن إطلاق قناة تليفزيونية إخبارية مصرية ذات مستوى عالمي، أمر ضروري؛ نظرًا لأن مصر دولة كبيرة ومحورية، ويجب أن يكون لديها وزير إعلام يخاطب الإقليم والعالم، وينقل وجهة نظرها فيما يتعلق بالتطورات المتتالية في مجال السياسة الدولية.
ياسر عبد العزيز: "فريضة غائبة"
وأضاف عبد العزيز، في حديثه لمصراوي، أن إطلاق قناة ذات مستوى عالمي يعد تحديًا كبيرًا؛ نظرًا لأن المجال الإعلامي المصري في الوقت الحالي لا يعطي انطباعًا جيدًا عن نفسه وعن قدرته على تطوير أدائه باحترافية، وبالتالي تبقى الفكرة على المحك، وبناءً عليه يكمن التحدي في القدرة على تنفيذ الأداء الاحترافي والمهني، وإعطاء البرهان على أننا قادورن على إنشاء وسيلة إعلام تعمل بطريقة مغايرة لتلك التي تعمل بها وسائل الإعلام المحلية.
وتابع الخبير الإعلامي، أن إطلاق قناة إقليمية يتطلب عدة عوامل تتمثل في إرادة سياسية، وموارد مالية، وإدارة احترافية، وكوادر بشرية، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم توفر تلك العوامل ستتحول القناة إلى بوق من أبواق الدعاية، مما سيجعلها استثمارًا غير مجدٍ، مستشهدًا بقناة النيل الإخبارية والنيل الإنجليزية: "إحنا عندنا تعبيرات إعلامية تخاطب الإقليم والعالم ولكنها تعبيرات غير فعالية لأنها لا تقدم محتوى يحدث أثرًا".
وعن توقيت الإعلان عن إطلاق القناة، يقول الخبير الإعلامي إنها "فريضة غائبة"، متابعًا: "أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا".
واتفقت معه في الرأي، الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، قائلةً إن قرار إطلاق قناة تليفزيونية إخبارية ذات مستوى عالمي جاء متأخرًا، مشيرةً إلى أننا في حاجة إلى توصيل أصواتنا إلى العالم.
ليلى عبد المجيد: "بدل ما نشتم الجزيرة نعمل قناة قوية"
وتابعت "عبد المجيد": "مكنش فيه في المنطقة العربية غير قناة الجزيرة وكانت موجهة، رغم أن مصر بها كوادر قادرة على اثبات الكفاءة، فبدل ما نقعد نشتم في الجزيرة ونطالب بإغلاقها، المفروض نعمل قناة قوية تجابه التطرف".
وأضافت عميد كلية الإعلام الأسبق، أنه يجب أن تتوفر للقناة عدة عوامل، من شبكة مراسلين وكوارد مدربة مؤهلة لممارسة الإعلام الإخباري المعاصر، مؤكدةً أن مصر تمتلك الإمكانيات لتنفيذ ذلك، لافتةً إلى أن تجربة منتدى شباب العالم، تدل على توفر الإمكانيات إن توفرت الإرادة.
صفوت العالم: تحتاج مرونة حقيقة ورغبة في تناول كل الأحداث
ومن جانبه، يقول الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن إطلاق قناة إخبارية ذات مستوى عالمي يتوقف على مرونة ورغبة النظام السياسي، أي أن توجد مرونة حقيقة ورغبة في تناول كل الأحداث.
وأضاف "العالم"، أنه يجب أن تتوفر أيضًا عدة عوامل، منها: "مراسلون متفرغون في معظم أنحاء العالم، وإدارة مهنية محترفة، وإرادة سياسية"، مؤكدًا أن الرغبة وحدها لا تكفي.
وعن الإمكانيات المناسبة، يقول الدكتور صفوت العالم، إن الخبرات التي تدير قناتي العربية والجزيرة، وهي قنوات أقرب إلى العالمية تدار بواسطة مصريين، متابعًا أن التوقيت قد يشكل مأزقًا؛ نظرًا لأن إطلاق قناة بذلك المستوى يحتاج إلى إنفاق مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن أنه يتم الإعداد حاليًا لإطلاق قناة تليفزيونية إخبارية مصرية ذات مستوى عالمي قريبًا، مشيرًا إلى أن مثل هذه القنوات ذات المستوى العالي تحتاج إلى تكلفة كبيرة، وذلك على هامش لقاء الرئيس السيسي، مع مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.
فيديو قد يعجبك: