بعد حديث السيسي.. ماذا قدمت "الصحة" لمواجهة الزواج المبكر؟
كتب - أحمد جمعة:
تعتزم الحكومة، التقدم بمشروع قانون تجريم الزواج المبكر للفتيات دون 18 سنة، إلى مجلس النواب خلال دور الانعقاد الثالث؛ تزامنًا مع مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواجهة تلك الظاهرة على المستوى المجتمعي والإعلامي.
وانتقد الرئيس السيسي -في كلمته بحفل إعلان التعداد السكاني، أمس السبت- السماح بزواج الفتيات دون 18 عامًا، قائلًا: "فوجئت بأن عدد المتزوجات فى سن 12 عاما ليس بسيطا.. بنت عندها 12 عاما نحملها مسؤولية زواج وبيت. انتبهوا لأولادكم وبناتكم لأن ذلك يؤلمني ويؤلم أي إنسان عنده ضمير حقيقي".
وأعدّ المجلس القومي للسكان التابع لوزارة الصحة، قانونًا لتجريم الزواج المبكر، يتضمن عقوبات تتراوح بين السجن والغرامة المالية لولي الأمر والمأذون الشرعي حال إتمام زواج القاصرات، وأرسله إلى وزارة العدل لمراجعته ووضع العقوبات القانونية المناسبة.
وقال الدكتور طارق توفيق، مقرر المجلس القومي للسكان، إنّ "قانون الأحوال المدنية الحالي لا يجرم الزواج المبكر لكنه يمنع تسجيل الزواج فقط"، مضيفًا أن المجتمع يواجه الكثير من المشكلات على إثر ارتفاع معدل الزواج المبكر منها ما يهدد صحة الأم والأطفال.
ورفعت الحكومة عام 2008 سن زواج الإناث من 16 إلى 18 عامًا أسوة بالذكور بحسب المادة 31 مكرر من قانون الأحوال المدنية، إلا أن الثغرات القانونية حالت دون تنفيذ هذه المادة إلى حد كبير، إذ تركت فرصاً من شأنها التحايل على القانون بالزواج المبكر بعد غير موثق، كما لا توجد آليات للتعامل مع مشكلة إجبار الصغيرات على الزواج، كما أن النصوص على تجريم وتغريم المتسبب في حرمان الطفل من التعليم غير مفعلة، حسبما ذكرت الاستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر.
وكشف بحث أجراه المجلس القومي للسكان، بمحافظة الشرقية، بلوغ نسبة الزواج المبكر بين الفتيات قبل 18 عامًا نحو 37%، في حين رصدت دراسة أجراها المجلس القومي للمرأة، أن نسبة الزواج المبكر للفتيات ممن تتراوح أعمارهن بين 15 حتى 19 عامًا بلغت 14.4%.
"هذا رقم خطير جدا على المستوى الصحي والحقوقي، واعتبر الزواج المبكر اعتداءً جنسياً على البنات".. حسبما تحدث طارق توفيق، مشيرًا إلى أنه من المزمع تقديم مشروع القانون إلى البرلمان في دور الانعقاد الثالث لمناقشته وإقراره، بعد انتهاء دراسته بوزارة العدل.
وأطلقت وزارة الصحة عدة دورات لتدريب الواعظات في 10 محافظات تجاه القضايا السكانية وإدماجها في الخطاب الديني، على أن تتضمن التعريف بمخاطر الزواج المبكر وكثرة الإنجاب.
وقالت الدكتورة سعاد عبد المجيد، رئيس قطاع الأسرة وتنظيم السكان بوزارة الصحة، إنّ هذه الدورات للواعظات تتضمن شرح مخاطر الزواج المبكر، حيث تكون الفتاة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العضويّة والنفسيّة من بينها إنجاب أطفال مبتسرين وناقصي النمو، فضلًا عن إصابتها بالإنيميا وأزمات صحية أخرى.
وبحسب الاستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر، فهناك عدة أسباب لانتشار زواج القاصرات، من بينها: الضغوط الاقتصادية والوضع التعليمي المتدني، وزيادة عدد الفتيات في الأسرة وعدم وجود ما يرغبهن في التعليم، فضلًا عن المعتقدات التقليدية الخاطئة التي تؤدي ورها في إسراع الآباء إلى تزويج بناتهن خوفًا من "شبح العنوسة" على سبيل المثال.
فيديو قد يعجبك: