لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حقوقيات عن صورة المرأة في دراما رمضان: افتقدت للتعددية.. وهذه الأعمال تناولتها بـ"سطحية" - (تقرير)

05:04 م الأحد 26 يونيو 2016

دراما رمضان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت ـ هاجر حسني:

دائمًا ما تثير الدراما الرمضانية الجدل حول صورة المرأة التي تقدمها خلال أحداث المسلسلات، وهذا العام كان هناك بعض النماذج التي ناقشت قضايا مهمة للمرأة وقدمتها بصورة جيدة وكان هناك بعض المسلسلات التي اتسمت بأن معالجتها ضعيفة وغير متعمقة، وهو ما حللته بعض الحقوقيات من خلال متابعتهن للمسلسلات المعروضة.

ومن خلال متابعة عزة كامل، المدير التنفيذي لمركز التواصل "أكت"، للدراما الرمضانية ركزت على عدة مسلسلات كان أهمها "أفراح القبة"، حيث قالت إن الشخصيات التي تناولها العمل مقهورة وتعاني، ويتم استغلالها، وهذا ليس أمر سئ لأنه يقدم مأساة تعيشها الشخصيات النسائية وبصورة تعرض الأسباب التي دفعت الشخصية للوصول لما هي عليه، وهو ما تناقض مع الشخصيات التي تم تقديمها في مسلسل "فوق مستوى الشبهات" والتي ركزت بشكل كبير على الطبقة الثرية بكل مشكلاتها، وهو ما افتقد للعمق في تناول الشخصيات، كذلك التركيز على أن النساء معظمهن مرضى نفسيين، ويعانين من فراغ وبالطبع هذا موجود ولكنه يفتقد للمعالجة القوية، بحسب قولها.

وعن مسلسل "جراند أوتيل" رأت كامل أنه قدم استغلال الطبقة الثرية للخدم وعرض الشخصيات المستغلة في صورة ضعيفة ولا تحاول المقاومة، ولكنه في ذات الوقت لم يخرج عن الحيز الضيق للفندق، أما مسلسل "الخانكة" على الرغم من أنه يناقش قضية مهمة وهي التحرش، وعرض أيضًا نماذج نسائية تم الزج بهم في السجون بسبب قضايا أخرى، إلا أنه ركز على وجود الشر متمثل في رجل واحد وهو والد الشاب، وهذا صحيح، ولكن كان الأفضل أن يتم عرض زوايا للتعامل مع القضية لأن القضية الأساسية تاهت في وسط أحداث لا تخدم المسلسل.

وتابعت "لا نستطيع أن نقول أن عرض المسلسلات للشخصيات مسيئ من عدمه ولكنها لم تقدم الشخصيات بطريقة (مهضومة) فمعظم الدراما غرقت في المرض النفسي وبعدت عن التناول العميق للقضية والأحداث".

ورأت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، أن هناك أعمال جيدة بدأت تعكس الواقع الذي تعيشه المرأة، لافتة إلى أن الأعمال في السنوات السابقة كانت تعكس وجهة نظر الكاتب المبنية على شخصية وبيئة هذا الكاتب، مثل زوج الأربعة، والتي ظهرت في عدة مسلسلات سابقًا وهو ما اختفى هذا العام، قائلة إن هذا العام هناك قواسم مشتركة بين المسلسلات، منها الإيجابي والسلبي، ومنها الاعتماد على ورش للكتابة يشارك فيها أكثر من شخص وليس كاتب واحد، وهو ما خلق نوعًا من انعكاس الواقع.

ووأوضحت أبو القمصان، أن هناك 3 مسلسلات ظهرت فيهن المرأة في مهنة المحامية مثل مسلسل "الميزان والخروج" وهو أمر جيد، وكذلك مسلسلات أخرى كانت المرأة سيدة أعمال، مذيعة، وخبيرة مثل مسلسل "فوق مستوى الشبهات"، وكذلك كمرأة عاملة في أحد البنوك مثل مسلسل "سقوط حر" والذي عرض أيضًا في سياقه مشكلات لسيدات يعانين من مشكلات مجتمعية، مثل المرأة المسيحية التي تقيم بالمستشفى لعدم قدرتها على الطلاق من زوجها.

وأشارت إلى أن الجوانب السلبية ظهرت في تشابه الأفكار في المسلسلات لحد كبير، مثل فكرة المرض النفسي، فظهور المرأة في أكثر من مسلسل في دور المحامية -رغم أنه أمر جيد- يفتقد للتنوع والتعددية، بالإضافة إلى وجود أحداث مملة وهامشية خلال الحلقات، والاستمرار في فكرة الـ 30 يوم والتي أظهرت بعض المسلسلات في شكل بطئ وغير مشوق.

وعن المسلسل الأفضل في وجهة نظر رئيسة المركز المصري، قالت إن "جراند أوتيل" تميز بعناصر الجمال في الصورة والتمثيل والرقي في اللغة والأداء بالإضافة إلى عناصر التشويق وعرض للشخصيات النسائية بشكل جيد، بالإضافة إلى مسلسل "أفراح القبة" والذي ربما يظهر الشخصيات من الخارج بشكل سئ ولكن في داخله يظهر عمق كل نموذج من الفتاة الطموحة "تحية" والتي تحلم بالتمثيل ويضعها ذلك في وسط فاسد، لشقيقتهم "سنية" والتي مثلت دور الفتاة المقهورة التي دفعتها الظروف للعمل كراقصة بشكل جيد، والوالد الذي يدمر حياة بناته وزوجته وتشويهها، بخلاف الظروف التي تحيط بهم جميعًا من قهر ومعاناة.

وانتقدت أبو القمصان، ما قدمه مسلسل "فوق مستوى الشبهات" قائلة إنه يرسخ لفكر معين، وهو أن حياة الأشخاص في المجتمعات الصغيرة المغلقة، فاسدة، وكأننا نبعث برسالة أن هذه هي الحياة في هذه المجتمعات، على الرغم من أن المسلسل تم كتابته بشكل جيد جيدًا وشخصية "رحمة" رائعة، بالإضافة إلى تقديم نموذج جيد للمرأة والذي تمثل في دور المذيعة، وفق رؤيتها.

قال المجلس القومي للمرأة، إن المرأة الراقصة وفتاة الليل، المريضة نفسيًا، والمطلقة التي تخطف الزوج من زوجته، والمرأة العاملة الغير ناجحة في حياتها الأسرية، كانت من أبرز الصور التي قدمت المرأة خلال دراما رمضان 2016.

كانت هذه نتائج ما رصدته اللجنة الخاصة بمتابعة ورصد صورة المرأة في الدراما التي تذاع خلال شهر رمضان الكريم، والتي شكلتها لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، برئاسة سوزان القليني، في تقريرها النصفي.

وقالت قليني، إن اللجنة انتهت إلى مجموعة من النتائج والمؤشرات العامة، حيث ظهرت المرأة بصورة سلبية في العديد من المسلسلات، بنسبة وصلت إلى 52.4% ، فيما ظهرت صورة المرأة إلايجابية بنسبة 46.6%، بينما كانت الصورة حيادية بنسبة 1%، ومن أكثر المسلسلات تركيزًا على الصورة السلبية للمرأة فوق مستوى الشبهات، أبو البنات، الخانكة، بنات سوبر مان، الأسطورة، أزمة نسب، الكيف، صد رد، الخروج، وفق التقرير.

وأضافت أنه لوحظ تركيز نسبة كبيرة من المسلسلات على المشكلات النفسية التي تعاني منها المرأة، حيث ظهر ذلك في 61 حلقة من إجمالي حلقات المسلسلات التي تم تحليلها، ومن أبرز المسلسلات التي اهتمت بذلك: سقوط حر، هي ودافنشي، ونيلي وشريهان، المغني، فيما احتلت المشاكل الأسرية المرتبة الأولي من حيث اهتمام دراما رمضان، وركزت العديد من المسلسلات في حلقاتها على مظاهر العنف ضد المرأة، سواء كان ماديًا أو معنويًا أو كلاهما معا، كما ركزت العديد من المسلسلات في حلقاتها على قضايا عمل المرأة.

وتابعت أن التقرير أظهر تعرض المرأة في الدراما إلى العديد من مظاهر العنف سواء بالإهانات اللفظية أو بالتعدى بالضرب، كما لوحظ معاناة المرأة من العنف المعنوي والقهر سواء من الأسرة أو الزوج أو المجتمع، إلى جانب ظهور المرأة كثيرًا في أدوار الراقصة وفتاة الليل والمطلقة التي تخطف الزوج من زوجته أو المرأة العاملة غير الناجحة في حياتها الأسرية.

يُذكر أن اللجنة مسئولة عن رصد صورة المرأة في دراما رمضان وهي لجنة منبثقة من لجنة الإعلام بالمجلس بالتعاون مع طلبة كلية الإعلام جامعة عين شمس، و مهمتها رصد وتحليل مضمون دراما رمضان والخروج بتقرير نصف شهري عن كيفية تناولها لقضايا المرأة، وصورة المرأة التى تم ابرازها سواء سلبية أو ايجابية وملامح هذه الصورة ، بالإضافة إلى طريقة العرض ، وذلك بهدف الخروج بمؤشرات يتم الإعلان عنها في وسائل الاعلام المختلفة، وسوف يتم اعداد تقرير نهائي في نهاية هذا الشهر الكريم للخروج بنتائج هذا الرصد والتوصيات، بالإضافة إلى تحديد أفضل مسلسل تناول صورة المرأة في دراما رمضان.

فيديو قد يعجبك: