لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شيخ الأزهر من نيجيريا: "بوكو حرام" لا تُمثل الإسلام.. وندعوهم للتوبة

06:40 م الثلاثاء 17 مايو 2016

أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبد الرحمن أحمد:

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن جماعة "بوكو حرام"، ومَنْ على نهجها من الجماعات الإرهابية المتطرفة، لا يمثلون الإسلام الذي هو منهم ومِنْ أعمالهم الإجرامية براء، بحسب قوله.

وأكد الطيب، أن الإسلام لم يكن يومًا دين قتلٍ أو عنفٍ أو هدمٍ، ولكنهٌ يدعو إلى الحياة والسلام والرحمة والبناء.

وقال الطيب، ردًّا على سؤال أحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده اليوم بمقر إقامته بالعاصمة النيجيرية أبوجا:" إننا تعلمنا ونُعلم أبناءنا وطلابنا في الأزهر الشريف أن القرآن الكريم رَسم طرق ووسائل الدعوة إلى الله، ونصَّ عليها نصًّا صريحًا يفهمه أطفال المسلمين قبل شبابهم وكبارهم، حيث أوضح أن الدعوة إلى الله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يدع أحدًا من المسلمين إلى حمل السلاح لقتل الناس، ومن يفعل ذلك لا يعبر عن منهج الأزهر بأي حال من الأحوال".

وأضاف الإمام الأكبر: "نحن ندعو هؤلاء للتوبة، وتدارك أمرهم، ولزوم الجماعة التي دعا القرآن إليها، ومراجعة أنفسهم ليس هنا فقط بل في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الله –تعالى- قد حرم الدماء، وأن الإسلام انفرد بتشديد العقوبة في الدنيا والآخرة لمَنْ يقتل الناس ويستحلُّ الدماء، والله -عز وجل- لن يتسامح مع هؤلاء الذين يقتلون الناس ويسفكون دماءهم زورًا وبهتانًا، فالمسلم لا يجوز أن يقتل ويقاتل الآخَر إلا إذا كان دفاعًا عن نفسه، بل إن الإسلام لم يجعل الحدود في يد جماعة أو مجموعة، وإنما حصرها في يد ولي الأمر أو مَنْ ينوب عنه من القضاء".

وأوضح أن الاختلاف سُنة كونية، وأن العلاقة بين الناس يجب أن تقوم على التعارف، لافتًا إلى أن هذه الجماعات تسيء للإسلام، بل إن أكثر المتضررين منها هم المسلمون أنفسهم، مشددًا على أنَّ حروب المسلمين كانت دفاعية؛ لدرء خطر المتربصين بهم على الحدود.

وتابع الإمام الأكبر "جئت إلى هنا للالتقاء بكل طوائف الشعب النيجيري للتأكيد على الوقوف صفًّا واحدًا ضد مَنْ يروِّجون للتطرف والإرهاب، وسنعمل سويًّا خلال الفترة القادمة مع الشعب النيجيري لبيان صحيح الدين ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره".

وردًّا على سؤال آخر حول الهدف الرئيسي من الزيارة، أكد أنها جاءت استجابة لدعوة الرئيس النيجيري محمد بخاري، للأزهر ممثَّلًا في إمامه الأكبر، وفريقٍ من العلماء لزيارة هذا البلد الكريم، وأن الهدف الرئيسي منها هو بيان حقيقة الإسلام، وأنه دين سلام للإنسانية والعالم أجمع، وتفنيد كل المحاولات التي تحاول تشويه هذا الدين الحنيف في الشرق والغرب".

وردًّا على سؤال حول الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف في نشر ثقافة الحوار والتعايش المشترك، أكد الإمام الأكبر أنه على المستوى العالمي أنشأ الأزهر "مرصد الأزهر باللغات الأجنبية"، الذي يرصد كل ما يثار من قضايا وشبهات حول العالم بثماني لغات مختلفة، ثم يتم ترجمتها ويتولى مجموعة من العلماء المختصين الرد عليها، ومِن ثَمَّ نشرها باللغات المختلفة للتأكيد على قيم التسامح والتعايش المشترك.

وأضاف "لدينا مركزًا إعلاميًا يتعامل مع الأحداث الإعلامية على مدار الساعة، ومركز للحوار بين الأديان، وبخاصة الديانة المسيحية، إضافة إلى بيت العائلة، وأطلقنا حوارًا بين الشرق والغرب من مدينة فلورنسا بإيطاليا، ثم كانت جولات أخرى إلى بريطانيا وإندونيسيا وألمانيا، واليوم إلى نيجيريا لترسيخ وإرساء ثقافة السلام والحوار والتعايش المشترك، كما أرسلنا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قوافل سلام إلى قارات العالم المختلفة كانت آخرها إلى نيجيريا قبل أسابيع قليلة".

وفيما يتعلق بتقييمه لمبعوثي الأزهر في مختلف البلدان، قال الطيب: "إننا نحصل بشكل دوري على تقارير من خلال سفراء مصر في هذه الدول، موضحًا أنهم يقومون بجهود كبيرة لنشر منهج الأزهر الوسطي، ونحن نعتزم تفعيل هذه الجهود بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة".

وردًّا على سؤال حول تمويل البرامج التي يقوم بها الأزهر الشريف بالنسبة للطلاب الوافدين، أكد الإمام الأكبر أن جمهورية مصر العربية هي التي تمول البرامج، وأن الأزهر لا يتلقى عطايا ولا هبات من أحد، وأن كل المنح التي تقدم لأبناء المسلمين والمبعوثين تتفضل بها مصر، موضحًا أن طلاب المسلمين يدرسون مجانا في الأزهر حتى لو جاءوا من بلاد شديدة الثراء ، فهذه هي رسالة الأزهر أكثر من ألف عام.

وفي نهاية المؤتمر الصحفي، أكد الإمام الأكبر أن الرسالة التي يحملها الأزهر الشريف هي السلام التي جاء بها الإسلام، داعيًا الشعوب الإفريقية إلى التوحد في الأهداف والجهود بما يحقق طموحات وآمال شعوب هذه القارة الغنية بثرواتها وأبنائها.

فيديو قد يعجبك: