3 حفلات فنية داخل الحرم.. وجامعة القاهرة تفشل "تنظيميًا" - تقرير

كتب- وليد العربي:

نظمت جامعة القاهرة، أول أمس الخميس، حفلًا للفنانة أمال ماهر، وذلك بقاعة الاحتفالات الكبرى، بحضور الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة قياداتها، وآلاف الطلاب.

وكان حفل آمال ماهر هو الثالث ضمن برنامج جامعة القاهرة لإقامة سلسلة من الفعاليات الفنية مع عدد من كبار الفنانين، لترسيخ قيم الفن الهادف ومواجهة الهابط منه.

وعلى الرغم من الهدف الذي يكمن وراء تلك الحفلات، إلا أن سوء التنظيم الملازم لها كان سببًا أساسيًا في تعكير صفوها.

وشهد حفل آمال ماهر سوء تنظيم من قبل إدارة الجامعة، من حيث تحديد أعداد الطلاب الحاضرين للحفل، بعد أن صرح رئيس الجامعة للطلاب قبل بداية الحفل ببضع ساعات بأن جميع الطلاب سيسمح لهم بالدخول رغم عدم حملهم دعوات دخول الحفل.

ولم تكن هذه المرة الأولى الذي يصدر فيها رئيس الجامعة، الدكتور جابر نصار، قرارًا بالسماح بدخول جميع الطلاب إلى الحفلات التي تنظمها الجامعة، دون مراجعة تلك القرارات التي قد يترتب عليها حدوث كوارث داخل الجامعة.

عشوائية في حفل الكينج

البداية كانت يوم الجمعة 26 فبراير، بحفل الفنان محمد منير، عندما أعلنت الجامعة إقامة حفل للكينج داخل الحرم الجامعي، وكان حينها حدثًا كبيرًا، أن يُحيي الكينج حفلًا داخل الحرم الجامعي لأول مرة.

وقبل بداية الحفل ببضع ساعات تجمهر طلاب الجامعة أمام البوابة الرئيسية يطبلون الدخول، دون حمل دعوات حضور، رافضين الرحيل، فقرر الدكتور جابر نصار فتح البوابات أمام جميع الأشخاص والسماح لهم بالدخول.

ودخل مئات الأشخاص ممن يحملون دعوات الحضور ومن لا يحملها، إلى الحفل، دون تفتيش بشكل تدافعي، ولم يستطع الأمن السيطرة على تلك الأعداد الغفيرة، مما أدى إلى حدوث حالات إغماء بين الفتيات، وحالات تحرش بين الطالبات، واصطحب بعض الطلاب "مواد مخدرة" إلى داخل الحرم الجامعي، بسبب عدم التفتيش.

غلق الأبواب في حفل هاني شاكر

وكانت المرة الثانية عند استضافة الجامعة أمير الغناء العربي هاني شاكر، بتاريخ 15 مارس، عندما نشر الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل الحفل بيومين، أن دخول الحفلات والندوات مجانًا لطلاب الجامعة وبـ"الكارنيه" حتى امتلاء القاعة.

وبعد كتابة رئيس الجامعة لتلك السطور، تجمع الآلاف من طلاب جامعة القاهرة، على أبواب القبة، لدخول الحفل طبقًا لتصريحات رئيس الجامعة، الأمر الذي أدي إلى اقتحام الطلاب لمبنى القبة وتكسير زجاج أحد الأبواب بداخلها وإصابة بعض أفراد الأمن الإداري بإصابات باليد، وبعض الفتيات بحالة إغماء أثر التدافع.

الأمر الذي اضطر الأمن الإداري إلى غلق جميع الأبواب بـ"الحديد" أمام الطلاب بسبب ضخامة أعدادهم، وبسبب الزحام الزائد رأى بعض إداري الجامعة إلغاء الحفل حفاظًا على الطلاب.

وانتشرت حالة من الاستياء داخل الجامعة بسبب تصريحات رئيسها بالسماح لجميع الطلاب بالدخول، مما تسبب في التكدس الذي حدث.

حرب شوارع في حفل آمال ماهر

لم يدرك الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، ما حدث من قبل في حفلتي محمد منير وهاني شاكر، من دخول المئات من الطلاب بطريقة أدت إلى حدوث العديد من الإصابات والإغماءات بسبب تصريحاته بدخول جميع الطلاب.

وبنفس الطريقة قبل بدء حفل الفنانة آمال ماهر، قام رئيس الجامعة بتوزيع الدعوات على الطلاب بنفسه داخل الحرم الجامعي، على الرغم من أن الجامعة قامت بعمل موقع خاص لحجز دعوات الحفلات، وتم تحديد عدد الطلاب الحاضرين للحفل طبقًا للموقع.

وعندما نفذت التذاكر لدى رئيس الجامعة قال للطلاب: "اعملوا صفين وادخلوا من الباب الخلفي"، فقال أحد الأشخاص لرئيس الجامعة "كدة هتبقى زحمة يا دكتور"، ليرد نصار: "لا مفيش زحمة ولا حاجة اللي ميقعدش ممكن يقف عادي".

وكما حدث من قبل، تزاحم الطلاب على الأبواب، ولكن هذه المرة قام بعض أفراد الأمن الإداري بالاعتداء عليهم لفظيًا وبدنيًا، وحمل الأمن الإداري العصا في وجه الطلاب لمنعهم من الاقتراب من جميع الأبواب.

وكان من ضمن الأشخاص المتضررين من عدم دخول الحفل بسبب الزحام على الأبواب، الدكتور عبد المنعم زمزم، وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب. 

آراء الطلاب

أكد أحمد منصور، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق، أنه رغم حصوله على تذكرة لحضور الحفل، إلا أنه لم يستطع الدخول عند الساعة السادسة أي قبل ساعة كاملة من بدء الحفل، حيث أصر الأمن على منع دخول أي فرد حتى لو حصل على تذكرة الدخول.

وأضاف الطالب: "شاهدنا مشادات كبيرة مع الطلبة وخناقات بالشوم، وشتائم نابية بسبب حرصهم على الدخول استجابة لدعوة رئيس الجامعة بدخول جميع الطلاب حتى من لم يحصل على تذكرة دخول".

وقال محمد حسين، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب، إنه جاء لحضور الحفل رغم عدم حصوله على دعوة للحضور، مشيرًا إلى أن رئيس الجامعة هو من صرح بذلك.

وأكد حسين، أن هذه تعد المرة الثانية التي يعد فيها رئيس الجامعة الطلاب بدخول الحفل ويتم منعهم من قبل الأمن، مطالبًا رئيس الجامعة بعدم دعوة الطلاب مرة أخرى لحضور الحفلات قائلًا: "يتم معاملتنا بطريقة غير محترمة"، على حد تعبيره.