وزير الثقافة والإعلام السعودي: مصر والسعودية "ركيزتا" الاستقرار فى المنطقة
القاهرة - (أ ش أ):
أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفى أن مصر والمملكة العربية السعودية هما "ركيزتا" الاستقرار فى المنطقة والعامل الجوهري فى تحصينها.. ومن هنا يتبلور العمل فى الوقوف سويا ضد كل التهديدات التى تواجه المنطقة مهما كانت طبيعتها.
وقال الطريفى - فى مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - "إن مواقف السعودية مع مصر لم تتبدل يوما أو تتراخى، كما أن مصر شريك مهم فى التحالف العربى فى اليمن والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، كما أن لمصر مكانة خاصة وغالية فى قلب الملك سلمان، منوها بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمصر رسمت وجها جديدا للمنطقة سمته التماسك والتعاضد الكامل ومعطياته البناء والتنمية وثمرته القوة والتأثير والفعالية".
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين صاغ الدلالة والأهمية المحورية لهذه الزيارة فى كلمته أمام مجلس النواب المصرى حين قال إن التعاون السعودى المصرى الوثيق الذى نشهده اليوم انطلاقة مباركة لعالمنا العربى والإسلامى لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال وانتهاجا للعمل الجماعى والاستراتيجى بدلا من التشتت.
ونوه الطريفى بأن هذه الرؤية العميقة بتطبيقاتها العملية هى ما نحتاجه اليوم لتحقيق الاستقرار وتحصين المنطقة عبر نهج مشترك والعمل فى الوقت ذاته على تعزيز التنمية القائمة على استثمار ذكى يوسع خيارات سوق العمل ويرفع معدلات النمو والعوائد.. لافتا إلي أن هذه الزيارة تاريخية ليس فقط فى مدتها وكون الملك سلمان أول زعيم عربى يخاطب البرلمان بل لأنها رسمت وجها جديدا للمنطقة سمته التماسك والتعاضد الكامل.
وأكد أن لقاءات الزعيمين الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسى والاتفاقات الموقعة تعنى خطة متكاملة ذات مدى زمنى بعيد المدى وتؤطر لمرحلة تقوم على التناغم والاستثمار الفاعل لكل المقومات والمساهمة المشتركة بالامكانات من كل طرف ليتحقق نمو تصاعدي وحضور قوي فى كل المجالات فى خطوة غير مسبوقة فى رسم الاستراتيجيات والعمل على تطبيقها بوعى وذكاء.
وردا على سؤال حول الإنجازات التى تحققت خلال الزيارة، وهل هى مجرد مسودات أولية سيجرى رسم ملامحها مستقبلا، قال وزير الثقافة والإعلام السعودى عادل الطريفى "إن هذه الاتفاقات نتيجة جهد استثنائي لمجلس التنسيق السعودي المصري منذ أن وجه الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخوه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيله في نوفمبر الماضي عبر "إعلان القاهرة"، مشيرا إلى أن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد من الجانب السعودي والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء من الجانب المصري أدارا جلسات ماراثونية لم تنقطع لتصميم الاتفاقات وتفاصيلها وبنودها وتحديد منفعتها وأهميتها للبلدين بشكل أساسي وللمنطقة عموما، وطوال الشهور الماضية كانت فرق متعددة المستويات تعمل بدأب لتحقيق هذه الإنجازات الضخمة وصناعة رابطة وثيقة وعريضة من التعاون المثمر والمتكامل".
وأضاف "شخصيا.. وحين كنت أشاهد التوقيع على هذه الاتفاقات استحضرت صورة العمل الرائع لهذا المجلس وما شكله من أداء غير مسبوق، وأيقنت أن العمل كان يجري على أسس متينة ورؤية متناغمة للتنمية والتطوير.. وكان التوقيع حصادا رائعا لرؤية الزعيمين وتحقيقا لأهدافهما الكبرى، وتجسيدا نادر الحدوث لمعنى العمل المشترك الذي قاده وخطط له الأمير محمد بن سلمان والمهندس شريف إسماعيل".
وبشأن جزيرتي "تيران" و"صنافير" وما يدور حولهما من حديث وما يشاع حول تبعيتهما، قال عادل الطريفي "لا خلاف إطلاقا حول الموضوع، ولم يسبق أن كان موضع خلاف، والحق أن لا قول يمكن إضافته بعد الإيضاح الفريد المفصل والرائع الذي تفضل به الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الزملاء من الإعلاميين والقيادات الأخرى، حيث أزال كل لبس وأوضح الحقيقة كاملة، ما يجعل لقاءه وثيقة متينة وجلية ومفصلة تكشف الحقيقة لمن ينشدها ويبحث عنها، مشيرا إلي أن البلدين متفقان على كل التفاصيل منذ عقود.. وإيضاح الرئيس السيسي ليس عليه مزيد ولا بعده إيضاح.. وحديثه الشامل انعكس مباشرة في جميع وسائل الإعلام، ووصلت الحقيقة إلى الجميع".
وبسؤاله حول أهمية جسر الملك سلمان وتفاوت ردود الأفعال حوله، قال الوزير السعودي "لم تتفاوت بل أغضب جميع الذين يسوؤهم هذا المنجز لما فيه من وحدة وثقة بين البلدين، ولما سيؤدي إليه من تحرير سبل التجارة، ويسرع التبادل التجاري والنقل والسياحة والاستثمار من أقصى أفريقيا إلى الصين، ويسمح بالوصول المباشر إلى الأسواق الأوروبية.. ما يجعل منه طريقا للتجارة العالمية الحرة والمرنة.. هذا الجسر يربط بين أفريقيا وآسيا، ويربط بين العالم العربي بعد انقطاع دام عقودا بسبب الاحتلال الإسرائيلي لأراضي عربية".
وأضاف "أن الجسر سيرفع التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة؛ إذ أنه رغم أن التجارة البينية تقدر بـ6.3 مليار دولار العام الماضي إلا أن الصادرات السعودية إلى مصر والعكس لم تتغير كثيرا خلال العقد الماضي وظلت مستوياتها لا ترقى إلى عمق العلاقة، وتطلعات القادة في البلدين إلى تطوير الروابط الاقتصادية بينهما.. لذلك فإن جسر الملك سلمان سيشكل نقلة كبرى في التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي بين أكبر الاقتصادات العربية، كما سيشكل معبرا لتصدير النفط الخليجي إلى أوروبا والمعادن والمنتجات المرتبطة بمشروع "وعد الشمال"، منوها بأنه سوف ينتج عن هذا التعاون نموا كبيرا في القطاعات اللوجستية والصناعة، وسوف يكون رافدا مهما لتحقيق نسبة النمو المأمولة للاقتصاد المصري".
وأكد أن هذا الجسر علامة فارقة في مسار التجارة والتعاون، وأن انعكاساته ستدعم النمو والاستقرار الاقتصادي، وسيخلق مناخات عمل واستثمار كبيرة ومستديمة، وهو جزء من منظومة التعاون الكاملة التي يرسمها مجلس التنسيق المصري السعودي.
وردا على سؤال حول برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، قال وزير الثقافة والإعلام السعودى عادل الطريفى "الموضوعان متصلان، وكما قال خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس النواب المصري في كلمته إن من ثمرات الجسر الأولى ما تم الاتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، وهذا سيساعد في توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصاديا، كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم وسنصبح أقوى باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة".
وأضاف "المنافع الاقتصادية أوضحتها سابقا لكن الاهتمام الحيوي هو أن شبه جزيرة سيناء تعاني مشاكل تنموية أسهمت في تنامي وتغذية الإرهاب والتطرف، إذ شكل ضعف الفرص الاقتصادية والبرامج الاجتماعية والتنموية بيئة خصبة للإرهاب والتطرف، لذلك فإن إعادة ربطها بمراكز الثقل الاقتصادي سيغير واقعها التنموي، ويوفر لشبابها فرص تعليم وعمل تبعدهم عن تأثير الجماعات المتطرفة".
وتابع "يمكنني القول بوضوح أن مشروع المنطقة الحرة في سيناء وجسر الملك سلمان وجامعة الملك سلمان هي شبكة مترابطة لتنمية شاملة ستجعل من سيناء بالعمل المشترك من أهم مناطق الجذب الاستثماري، ومن أكثر المناطق استقرارا وانتاجية، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي ومباشرة على المنطقة وأهلها، وعلى الاقتصاد المصري عامة".
وعن العلاقات السعودية المصرية واستعادتها لحيويتها، قال عادل الطريفى "لم تفقدها يوما حتى تستعيدها.. ومن يعرف مواقف السعودية مع مصر يجدها لم تتبدل يوما أو تتراخى كما أن مصر شريك مهم في التحالف العربي في اليمن، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وأسهمت بفاعلية في مناورات "رعد الشمال".. وها هما الزعيمان الشقيقان يعلنان إنشاء القوة العربية المشتركة".
وأضاف "إن لمصر مكانة خاصة وغالية في قلب الملك سلمان، وهو الذي بادر متطوعا للدفاع عنها، وما يقوم به اليوم تأكيد لذلك، كما أن العلاقة الشخصية والغيرة على العالمين العربي والإسلامي هاجس الزعيمين الكبيرين ويعملان سويا على ذلك، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح بإرادته ووقوف الشعب المصري معه ومساندة أشقائه بالخروج بمصر إلى بر الأمان، حيث أبعد عنها كل ما يعرقل مسيرتها التنموية والسياسية.. وها نحن اليوم ننطلق بهذه الرغبة المشتركة لننقل رسالة إلى العالم أننا قادمون بقوة وتأثير وعمل مشترك فريد من نوعه يرسم لنا والأجيال القادمة واحة من النمو والأمن والاستقرار".
وعما إذا كان الإعلام ضمن هذه المنظومة من التعاون، أجاب الطريفي "أن التعاون الإعلامي فى لبها وهو صوتها والناطق باسمها والمعبر عنها.. ولقد تحدثنا وتناقشنا في ذلك، ونعمل على خطط تعزز الروابط الإعلامية، وترفع وتيرة التبادل ونقل الخبرات.. ولقد سخر الزملاء في مصر كل امكاناتهم لزملائهم السعوديين، وعملوا كفريق واحد للمرة الأولى في تجربة مميزة ومبتكرة كانت عاملا بارزا في رصد تفاصيل الزيارة وشرح منجزاتها وتوضيح دلالاتها وثمارها.. وأرجو أن نفعل مزيدا من التواصل بين المؤسسات الإعلامية والثقافية بين البلدين، وأن نهيئ الفرص للقامات الإعلامية والثقافية لحوارات ولقاءات وجولات مشتركة ومكثفة".
وردا على سؤال حول أهمية استمرار اللقاءات بين البلدين لتعزيز العلاقات، قال وزير الثقافة والإعلام السعودى عادل الطريفى "هناك من يريد الشر بنا ولا يريد الخير.. ونحن نعلم أن أية قوة للسعودية ومصر هي بالضرورة قوة للعرب، وتكريسا للدور العربي في المنطقة التي تشهد قلاقل واضطرابات خطيرة تهدد السلم والأمن والمصالح العربية العليا.. من أجل ذلك فنحن نشجع التواصل بين الإعلاميين والمثقفين من البلدين حتى نقضى على أية محاولات من قبل من سميتهم المغرضين للشوشرة أو اطلاق الشائعات لنقضي عليها في مهدها.. فمعظم النار من مستصغر الشرر كما يقال، وتبقى تفاصيل وشكل ومرجعيات وآليات هذا التواصل والتعاون.. وهذا ما سنعمل عليه مع أشقائنا في مصر".
وعن حفاوة الاستقبال الذى قوبل به الوفد السعودى خلال زيارة الملك سلمان "لقد أكرمنا إخواننا في مصر بالحفاوة، وهو أمر لم نكن بحاجة للتأكيد عليه لأن البلدين شقيقان؛ قولا وفعلا، وما يربطهما من وشائج يزداد ويتعمق.. لقد عشنا جميعا فيضا من المحبة والتلاحم في كل التفاصيل وكان دور كبير لزملائي الإعلاميين في مصر في التعبير عن ذلك، ونقل الصورة الصافية لمعنى التكامل، كما أدهشني الأرشيف في مصر بثراء مخزونه ومحتواه".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: