ننشر نصّ كلمة شيخ الأزهر بجامعة مونستر ببرلين

كتب_عبدالرحمن احمد:
قال  الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الإِرهَاب العَابِر للقَارَّات إنْ تُرِكَ يَنْمُو ويَقْوَى فالنتيجة الحَتْمِيَّةَ هِيَ عَودة البَشَرِيَّة كُلها إلى حَالَة مِن الهَمَجِيَّة والفَوضَى، مضيفا " الحُروب الجَدِيدَة لَا يَتوجَّه الصِّرَاع المُسَلَّح فِيهَا إلى عَدو خَارجِيِّ، بَل إلَى  أبنَاء الوَطَن الوَاحِد بَعد أَنْ تُمَهَّد الأرض وتُفْرَشُ بِبُؤَر التَّوَتُّر المَذْهَبِيِّ والطِّائِفيِّ".

وأوضح الطيب في كلمته بملتقى " مقومات السلام في الأديان"، المنعقد  الآن بجامعة مونستر ببرلين، أن  المُسْتَفيدُون مِن الحُرُوب بَرعُوا في اسْتِغْلَال الدِّين كَوَقُود يَضْمَن اشْتِعَال الحَرب واسْتِمْرَار الخَرَاب والدَّمَار، مشددا على أن   التَّخَلُّص مِنَ الأنظِمَة الدِّيكتَاتُوريَّة لَا َيتطَلَّب قَصْف الشُّعُوب الآمِنَة بالطَّائِرات وهَدْمَ البُيُوتِ عَلَى رُؤوسهم.

وأكد الإمام الأكبر، أن  الأديَانُ والمَذَاهِبُ لَيْسَت وَلِيدَة اليَوم وَقَد عَاشَت في سَلَام تَحْت ظِلَال الحَضَارة الإِسْلَامِيَّة ولَمْ تُرزأ في مُعتَقداتها وَلَا مُقدَّرَاتها، مشيرا  إلي أنه  بحث بَين قارَّات العالم عَن مَنْطِقَة يَسْمَع فيها قَعْقَعة السِّلَاح أو أرَى شَلَّالَات الدِّمَاء فَلَمْ أَجِد مَسْرَحًا لِهَذِه المَآسِي غَيْرَ الحِزَام العَربيِّ والإسْلَاميِّ.

وأضاف الطيب، أنه بِإمكَان مُؤَسَّسَة الأُمَم المُتَّحِدَة الَّتِي أُنْشِئَت مِنْ أَجْلِ حِفْظِ الأَمْن والسَّلَام الدَّولِيَين أنْ تسْهم في احتِواء مُشْكِلَات الشَّرق الأَوسَط وتُحَاصِر نِيرَانه منوها إلي أن  الإِسْلَام –أَو الأديَان– لَا يُمْكِن بِحَالٍ مِنْ الأَحْوَال أَنْ يكُون مِنْ ورَاء هَذا الجَحِيم الَّذي انْدَلَع وفَقَدَ السَّيْطَرة عَلَيْه

وقال الطيب شيخ  "يَجِب أنْ نَبْحَث عَنْ أسْبَاب غِيَاب السَّلَام في سُلُوك الحضَارات الكُبْرَى المُعَاصِرة الَّتِي لَا تَجِد بأسًا في اخْتِراع عَدو مَوهُوم تُدِير عَلَيْه رَحَى الحَرب وتُصَدِّر لَه الصِّرَاع بَعِيدًا عن أراضيها".