نشاط السيسي في أسبوع.. اتصالات وزيارات خارجية واجتماع مع رئيس الوزراء
القاهرة -أ ش أ:
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، فعقد عدة لقاءات وأجرى اتصالات بهدف دعم الاقتصاد المصري، ومتابعة تنفيذ عدد من المشروعات القومية والتعاون مع كل من روسيا وفرنسا والعراق وسنغافورة وسلوفينيا، كما أكد إدانة مصر للعملية الإرهابية الأخيرة في تونس، وشهد البيان الختامي لمناورات رعد الشمال بالسعودية، والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال فريد هوكبيرج رئيس مجلس إدارة بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي، حيث أكد الرئيس تطلع مصر للتعاون مع البنك في تمويل المشروعات التنموية بمختلف القطاعات بما يساهم في دعم الاقتصاد المصري والارتقاء بالظروف المعيشية للمواطنين، مشيرا إلى ما سيساهم به ذلك في تنشيط التعاون الاقتصادي بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة للشعبين المصري والأمريكي، كما أشار الرئيس السيسي إلى الأهمية التي توليها مصر لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بهدف توفير فرص العمل للشباب وحثهم على المبادرة والابتكار.
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس مجلس إدارة البنك الأمريكي حرص البنك على التعاون مع مصر وتقديم خدماته وتسهيلاته المالية واستكشاف البرامج والمشروعات التي يمكن للبنك المساهمة في تمويلها بمصر، لاسيما في مجالات النقل والبنية التحتية والمرافق الأساسية التي تولي الدولة اهتماماً خاصاً بتنفيذها، كما أشار إلى استعداد البنك لتمويل وتسهيل الصادرات الأمريكية إلى مصر من السلع والخدمات، فضلاً عن تقديم قروض مباشرة، وضمان الائتمان وغيرها من الخدمات المالية التي تساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
واستعرض الرئيس السيسي، في اجتماع مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية، من بينها مشروع تنمية واستصلاح المليون ونصف المليون فدان، والمهام التي ستضطلع بها شركة تنمية الريف المصري التي تعد المطور الرئيسي للمشروع.
وأكد الرئيس على ضرورة العمل على الانتهاء من كافة الإجراءات الخاصة بالبدء في تنفيذ المشروع، مؤكدا على أهمية توفير الدعم اللازم لشركة تنمية الريف المصري الجديد حتى تتمكن من تنفيذ مهامها، مع أهمية الاستعانة بالخبرات العالمية في هذا المجال.
وتطرق الاجتماع إلى متابعة تنفيذ مشروعات الشبكة القومية للطرق، حيث وجه الرئيس بزيادة معدلات التنفيذ لضمان الالتزام بالانتهاء في المواعيد المحددة، كما تم تناول ملف الاسكان الاجتماعي لتوفير وحدات سكنية مناسبة لمحدودي الدخل، وكذا تنفيذ خطط التنمية في محافظات الصعيد، فضلاً عن الموقف التنفيذي لمشروع مدينة العلمين الجديدة الذي يهدف إلى إنشاء مجتمع عمراني جديد على الساحل الشمالي، كما تم استعراض المشروعات الجاري تنفيذها في قطاع الكهرباء، حيث أشار الرئيس إلى ضرورة الاهتمام بالتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في ضوء مساهمتها في الحفاظ على البيئة والحد من التلوث، وتناول الاجتماع كذلك الخطوات التي تقوم بها الحكومة للتغلب على المعوقات التي تواجه المستثمرين وتوفير مناخ جاذب للاستثمار.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناول التطورات والمستجدات الجارية على الساحة الإقليمية، وجهود مكافحة الإرهاب، وتباحث الرئيسان بشأن سبل دعم اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، حيث أشاد الرئيس السيسي بدور كل من روسيا والولايات المتحدة في التوصل إلى هذا الاتفاق بوصفهما رئيسين للمجموعة لدولية لدعم سوريا، مؤكداً مساندة مصر للتوافق الروسي الأمريكي ولكافة الجهود الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية.
وتناول الاتصال أيضاً سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما في ضوء التنامي الملحوظ الذي تشهده على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، وخاصةً في أعقاب الاتفاق على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية ومحطة الضبعة للطاقة النووية، وقد توافق الرئيسان على أهمية المضي قدماً على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن العديد من الفرص الواعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري في الكثير من المجالات، كما تم التباحث بشأن استئناف رحلات الطيران بين البلدين، واستعادة التدفقات السياحية الروسية إلى مصر لطبيعتها.
وأكد الرئيس السيسي، خلال استقباله الدكتور فؤاد معصوم رئيس العراق، على موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الدولة العراقية على كامل أراضيها، وحرصها على مساندة كافة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار بالعراق في مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لمحاولات بث الفرقة والانقسام بين مكونات الشعب العراقي، كما أكد الرئيس السيسي على ترحيب مصر بالعمل على تعزيز التعاون بين البلدين، في مختلف المجالات، سواء الصناعة أو الزراعة وغيرهما من مجالات التعاون الأخرى مثل البنية التحتية والتشييد والبناء.
وتم خلال اللقاء الاتفاق على تفعيل آليات العمل الثنائية بين البلدين، ولاسيما اللجنة المشتركة التي تم الاتفاق على إحياء عملها وعقدها بالتناوب بين القاهرة وبغداد، وتناول مجمل تطورات الأوضاع على الساحة العربية، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية الحفاظ على وحدة الدول العربية وسيادتها على أراضيها، وصون مقدرات شعوبها، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها بما يضمن إرساء الأمن والاستقرار فيها.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حيث أعرب عن خالص التعازي لشعب وقيادة وحكومة الجمهورية التونسية الشقيقة في ضحايا الهجوم الإرهابي الذى استهدف منشآت عسكرية وأمنية في مدينة بنقردان وأسفر عن وقوع ضحايا، وأكد إدانة مصر التامة لتلك الأعمال الإرهابية الغادرة، معرباً عن مواساته لأسر المصابين والضحايا.
كما أشاد الرئيس بأداء قوات الأمن التونسي في تعاملها مع الهجوم الإرهابي وإحباطه، مثمناً ما عكسته أحداث اليوم من وحدة الشعب التونسي وتلاحمه، كما أكد السيسي أنه لا تراجع عن محاربة الإرهاب الذي يهدف إلى النيل من استقرار الدول ومقدرات شعوبها، مؤكداً على وقوف الشعب المصري مع الشعب التونسي الشقيق وتضامنه الكامل معه في مواجهة يد الإرهاب الغاشمة التي تنال من حياة الأبرياء دون تمييز فى شتى أنحاء العالم.
واستقبل الرئيس السيسي، تيو تشي هين نائب رئيس وزراء سنغافورة والوزير المنسق للأمن القومي، حيث أكد الرئيس أن هذه المناسبة تدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، ستشهد خلالها المزيد من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات، لاسيما أن سنغافورة تأتي في مقدمة الدول التي تتطلع مصر لتعزيز العلاقات معها بالنظر لتجربتها التنموية الرائدة التي حازت على احترام وتقدير العالم بأسره.
وأعرب الرئيس السيسي عن اعتزازه بزيارته إلى سنغافورة وما تمخض عنها من نتائج إيجابية، منوهاً باهتمام مصر بالبناء على هذه النتائج وبحث سُبل دفع وتطوير مختلف مجالات التعاون الثنائي، ولاسيما التعاون في مجال تطوير وإدارة الموانئ الذي تمتلك فيه سنغافورة خبرة متميزة، وأشار الرئيس في هذا الصدد إلى الزيارة التي قام بها وفد سنغافوري مؤخراً إلى ميناء شرق بورسعيد للتباحث بشأن سبل تطويره.
وتناول اللقاء أيضا مكافحة الإرهاب، ولاسيما من خلال البُعد الفكري والديني، حيث توافق الجانبان على أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار مغلوطة تكون قد علقت به، من أجل إظهار الصورة السمحة الحقيقية للإسلام وتعاليمه السامية التي تحض على التسامح والرحمة والتعارف وقبول الآخر.
واستقبل الرئيس السيسي، الدكتور دانيلو تورك رئيس جمهورية سلوفينيا السابق والمُرشح لمنصب سكرتير عام الأمم المتحدة، وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على متانة علاقات التعاون والصداقة التي تجمع مصر بسلوفينيا في شتى المجالات، كما تمنى التوفيق لرئيس سلوفينيا السابق في مسعاه لتولي منصب سكرتير عام الأمم المتحدة، مشيداً بما يتمتع به من مؤهلات شخصية وخبرة ممتدة في العمل بمنظومة الأمم المتحدة، كما أكد على الاهتمام الذي توليه مصر للأمم المتحدة في ضوء ما تساهم به في دعم جهود السلام والتنمية حول العالم، مشيراً إلى عضوية مصر الحالية بمجلس الأمن، وحرصها على الدفاع عن المصالح العربية والأفريقية.
واستقبل الرئيس السيسي، جان مارك إيرو وزير خارجية فرنسا، وأكد على ما توليه مصر من اهتمام بالغ بالعلاقات الاستراتيجية مع فرنسا، وطلب الرئيس السيسي نقل تحياته إلى الرئيس هولاند، مشيراً إلى التطلع لاستقباله في القاهرة خلال شهر أبريل المقبل، كما أكد الرئيس حرص مصر على مواصلة التعاون مع فرنسا في تنفيذ مشروعات كبرى، وتطلعها إلى زيادة استثمارات الشركات الفرنسية في مصر، لاسيما في قطاعات البنية التحتية والنقل والطاقة وكذا التعاون في تنفيذ المشروعات الجديدة بمنطقة قناة السويس.
ورحب الرئيس السيسي بمساعي فرنسا لاستئناف عملية السلام وطرح الأفكار البناءة من أجل تحريك هذا الملف، مؤكداً حرص مصر على دعم كافة الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يُنهي معاناة الشعب الفلسطيني، وتناول اللقاء أيضاً آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، حيث توافقت الرؤى بين الجانبين حول أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في دول المنطقة التي تعاني من الاقتتال الداخلي وانتشار الإرهاب، وشدد الرئيس السيسي على أهمية دعم اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، مؤكداً مساندة مصر لكافة الجهود الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية، كما أكد الرئيس على أهمية تحقيق التوافق الليبي بشأن حكومة الوفاق الوطني، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومن بينها الجيش الوطني وضرورة رفع حظر توريد السلاح إليه ليتمكن من بسط الأمن والاستقرار على الأراضي الليبية ويضطلع بدوره في مكافحة الإرهاب.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الاسبوعي بحضور البيان الختامي لمناورات رعد الشمال 2016 بمدينة الملك خالد العسكرية في منطقة حفر الباطن بالمنطقة الشمالية بالسعودية، وذلك بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية المشاركة في المناورات.
وشهد الرئيس السيسي التدريب الختامي الذي يشارك فيه 300 ألف عسكري من 14 دولة عربية و6 دول إسلامية، في إطار مناورات رعد الشمال التي عقدت خلال الفترة من 26 فبراير وحتى 10 مارس 2016 وتعد الأضخم في تاريخ منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الدول المشاركة فيها والتي بلغ عددها 20 دولة عربية وإسلامية من قارتي إفريقيا وآسيا، فضلاً عن تنوع القوات التي شاركت فيها .
وخلال زيارته للسعودية، عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحضور الأمير محمد بن نايف ولى العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وتم خلال اللقاء التأكيد على قوة وعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وضرورة تعزيز التعاون بينهما، والذي يكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة بالنظر إلى التحديات المختلفة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار وتحقيق التوازن في المنطقة، وأكد العاهل السعودي الأهمية الاستراتيجية لمصر، مشيداً بالمواقف المصرية للدفاع عن القضايا العربية، ومثنياً على دورها الفاعل لتعزيز العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة.
وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على أمن منطقة الخليج العربي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ولا تقبل مصر أيَّ مساس به، وأنه يتعين تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي ولاسيما في المرحلة الراهنة، كما أكد أن التكاتف العربي من شأنه حماية الدول العربية من الأخطار التي تهددها والتصدي لأية محاولات للتدخل في شئونها الداخلية، بالإضافة إلى العمل على استعادة استقرار الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب والمواجهات المسلحة.
وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع على الساحة العربية في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة، وقد شهد اللقاء توافقاً حول أهمية مجابهة كافة محاولات التدخل في الدول العربية أياً كانت مصادرها، وذلك حفاظاً على النظام العربي وترميمه وتقويته في مواجهات محاولات اختراقه وإضعافه.
فيديو قد يعجبك: