لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مستشار المفتي: صورة الإسلام في الخارج سيئة.. ونواجه الإرهاب بـ"الأتوبيس الجوال" (حوار)

07:56 م الأحد 07 فبراير 2016

الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - عبد الرحمن أحمد:

تصوير- محمود بكار:

قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية، تقوم مهمتها في الأساس، على بيان الحكم الشرعي في المسائل التي ترد إليها، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب القيام بمهام متعددة في الداخل والخارج.

وأضاف نجم، خلال حواره لـ"مصراوي"، أن الدار مستمرة في مواجهة الإرهاب والتطرف، من خلال الجولات العالمية التي يقوم بها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مشيرًا إلى أنها ستصل لدول حوض النيل قريبًا؛ لتقريب وجهات النظر بين القيادة السياسية في مصر وتلك الدول، وذلك فيما يتعلق بمشروع سد النهضة.

55

إلى نص الحوار:

ما هي أخر جهود دار الإفتاء في مواجهة ظاهرتي التطرف والإرهاب؟

دار الإفتاء تقوم منذ فترة بمواجهة التطرف، الذي انتشر بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية داخليًا وخارجيًا، عن طريق تفنيد الفتاوى المتطرفة، التي تخرج بين الحين والآخر، والرد عليها ردًا علميًا صحيحًا، كما قطعنا شوطًا كبيرًا في التواصل مع العالم الخارجي، واقتحمنا مجال الفضاء الإلكتروني؛ لما له من أهمية كبيرة.

وسنقوم خلال الفترة المقبلة، بتدشين أكاديمية عالمية للتدريب؛ لمعالجة ظواهر التطرف، وسيتم البدء بعلماء من فرنسا في شهر مارس المقبل.

هل ستكون أكاديمية الإفتاء مشابهة لمثيلتها التابعة لوزارة الأوقاف؟

طبيعة العمل بالنسبة لأكاديمية الإفتاء مختلفة عن التابعة لوزارة الأوقاف، ونحن نعني بالأساس بالتأهيل الإفتائي، ونسعى للتنسيق مع الوزارة في هذا المجال.

555

ما الذي لفت نظرك خلال جولاتك الخارجية مع مفتي الجمهورية؟

وجدنا للأسف، صورة ذهنية سيئة عن الإسلام ومصر، ومدى تعطش العالم أجمع لمعرفة الحقائق عنهما، ولفت نظرنا مدى التقصير الذى حدث تجاه العالم خلال الـ30 عامًا الماضية، خاصة وأن المجال امتلأ بجماعات وأفكار لا تدعم المؤسسة الدينية، ولابد من بذل مجهودات كبيرة؛ لعودة الريادة لمصر والمؤسسات الدينية، خلال الفترة المقبلة.

ما الخطط التي وضعتها دار الإفتاء لتعديل هذه الصورة؟

سنبدأ الشهر المقبل، في إرسال قوافل لجميع أنحاء العالم، تبدأ بقارة إفريقيا، وتجوب دول نيجيريا، وجنوب إفريقيا، والسنغال، وجيوبتي، وكينيا، وبعدها ستتجه إلى أوروبا وتستهل جولتها ببلجيكا، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، ثم تتوجه بعد ذلك لأمريكا الشمالية، وكندا، والولايات المتحدة، وتختتم بدول شرق آسيا، حيث الفلبين، وتايلاند، وماليزيا، وإندونيسيا، وسنغافورة في نهاية العام الجاري.

ما المعايير التي تم على أساسها تحديد تلك الدول؟

يتم اختيار الدول المستهدفة بالقوافل، عن طريق التنسيق المباشر مع وزارة الخارجية، حيث نبادر بطرح الفكرة، وتقوم الوزارة بمرحلة التنسيق، وترتيب اللقاءات.

ماذا عن دور المرأة في تقديم الفتوى داخل الدار؟

هناك بالفعل، 4 سيدات فضليات عالمات بأمور الدين، يقُمن على تقديم الفتوى داخل الدار، ويعملن في هذا المجال منذ فترة طويلة، والأمر لا يتعلق برجل أو سيدة، وإنما الكفاءة وحدها هى التي تحدد ذلك.

5

هل تقدم الدار خدمة الفتاوى للأقباط؟

بالفعل، هناك أسئلة ترد من الأقباط، ويتم الرد عليها أولًا بأول، ويتردد على الدار الكثير منهم للتعرف على بعض الموضوعات الدينية، خاصة فيما يتعلق بالمواريث، التى يحتكمون فيها إلى الشريعة الإسلامية.

كم يبلغ عدد المترددين يوميًا على دار الإفتاء؟

دار الإفتاء تقدم خدمة الفتاوى عبر الهاتف والإيميل والبريد العادي، أو عن طريق الحضور إلى مقر أمانة الفتوى بمنطقة الدراسة، ويتم تسجيل ذلك أولًا بأول، وترد إلينا من 1800 إلى 2000 طلب فتوى يوميًا.

ما المدة التي تستغرقها عملية الرد على تلك الفتاوى؟

99% من الفتاوى يتم الرد عليها على الفور، وما يتبقى منها يحتاج وقتًا كافيًا لدراسة الحالة، وهى التي تحتاج إلى بحث فقهي واجتهاد جديد.

كم يبلغ عدد الأشخاص العاملين في مجال الفتوى بالدار؟

يبلغ عدد العاملين بالدار، ممن يجيبون على الفتوى، 45 شخصًا، يردون على الأسئلة الواردة عن طريق الهاتف والإيميل والبريد العادي، ويستقبلون أيضًا المترددين على الدار.

ما أكثر الأسئلة التي ترد إلى الدار؟

معظمها متعلق بالطلاق.

كيف يمكن للدار تبني قضية تخفيض نفقات الزواج؟

الأمر يحتاج إلى ثقافة سائدة، وهذ ليست مهمة دار الإفتاء وحدها، بل يجب أن تشترك فيه جميع المؤسسات، ونحن ندعو الآباء للتيسير على الشباب، وتخفيض مبالغ الشبكة وتيسير المهور، فأي قضية تخدم الدين والوطن، نحن معها قلبًا وقالبًا.

ما الجهود التي تقوم بها دار الإفتاء على المستوى الداخلي؟

القوافل الدعوية الداخلية، هي بالأساس مهمة عمل وزارة الأوقاف، وإدارة الوعظ بالأزهر الشريف، ودار الإفتاء تقوم حاليًا بالتنسيق معهم لمشاركة أمناء من الدار في تلك القوافل، وسيتم قريبًا تدشين مشروع "الأوتوبيس الجوال"، أو دار الإفتاء المتنقلة؛ لتجوب المحافظات والقرى، والإعلان عنه سيكون قريبًا.

ما طبيعة عمل "الأوتوبيس الجوال"؟

هو عبارة عن أوتوبيس متنقل بداخله مكتبين، يجلس شيخين على كل منهما، يجوب الأماكن المكتظة بالجمهور، كالجامعات والمجمعات التجارية، وسيتجه بعد ذلك للمحافظات الكبرى والنائية مثل مطروح وسيناء، ومن ثم للقرى؛ لإتاحة الفرصة للجميع للاستعلام عن أي فتوى تخصهم.

ما المعايير التي يتم على أساسها تحديد المحافظات التي سيتم البدء بها؟

يتم ذلك من خلال مرصد الفتاوى، الذى يرصد أكثر المناطق نشاطًا، فيما يتعلق بالفكر المتطرف في الداخل والخارج، وسيتم البدء بمحافظة شمال سيناء، والمناطق النائية، والمناطق الأكثر احتياجًا، والتي يصعب عليهم التواصل مع دار الإفتاء، حرصًا من الدار على أن تصل الفتوى الصحيحة لأكبر شريحة من المجتمع.

لماذا لا تسعى الدار للتوسع في إنشاء فروع لها بالمحافظات؟

يوجد فرعين للدار، فرع بأسيوط يغطي منقطة الصعيد بالكامل، وآخر بمحافظة الإسكندرية يغطي الوجه البحري، وهناك خطة سنعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة، لتغطية باقي المحافظات.

ماذا عن مجهودات دار الإفتاء في تجديد الخطاب الديني؟

المؤسسة الدينية ـ والتي تعد دار الإفتاء أحد أركانها ـ يقع على عاتقها مهمة تجديد الخطاب الديني، كما نص رئيس الجمهورية على ذلك، والدار تقوم على تقديم الفتوى التي تُعد جزءًا من تجديد الخطاب الديني؛ لما لها من دور رئيسي في بث أفكار صحيح الدين بعقول المواطنين.

كيف يتم التنسيق بين الإفتاء والأزهر ووزارة الأوقاف فيما يتعلق بتجديد الخطاب؟

يتم التنسيق بينهم، فيما يخص المؤتمرات والندوات، كما أن مفتى الجمهورية عضوًا بمجمع البحوث، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهو ما يؤدي لتوحيد الجهود.

كيف ستواجه دار الإفتاء فوضى الفتاوى؟

دار الإفتاء تعمل حاليًا على إنشاء تشريع لضبط الفتوى، على الرغم من أن القضية تحتاج إلى ثقافة سائدة وليس تشريع، ونطالب وسائل الإعلام ببناء ثقافة تحترم التخصص في مجال الاستفتاء، خاصة وأن هناك مؤسسات معدة لهذا الأمر درست علوم الفتوى بطريقة صحيحة وهى دار الإفتاء، والإعلام أحد أدوات بناء هذه الثقافة، ونحن في الدار نعاني من إشكالية تصدر غير المتخصصين للفتوى، ونريد أن نطرح أنفسنا كمصدر أصيل للفتوى.

هل تدرسون التقدم بأي مشروع قانون لمجلس النواب؟

بالفعل، نعتزم خلال الفترة المقبلة، التقدم بمشروع قانون لمجلس النواب، لضبط عملية الفتوى، واقتصارها فقط على المؤسسات الدينية، ومعاقبة كل من يفتي بغير علم.

بم تفسر عدم قيام المؤسسة الدينية بالرد على الطاعنين في الثوابت الدينية؟

دار الإفتاء، تعي تمامًا أهمية حرية الرأي والتعبير، ولا يعني ذلك سماحها بالطعن في الثوابت الدينية، كما أنه لدينا مرصد يقوم بالرد على تلك الطعون باستمرار، وتصحيحها بما يضع الأمور في نصابها.

وبالنسبة للطعن في السنة والصحيحين، فقد أصدرنا حينئذ ما يفند تلك المزاعم، وطالبنا وسائل الإعلام بأن تستضيف المتخصصين في علوم الدين؛ لتوضيح الغث من الثمين، والصحيح من الباطل، وندعوها للاستجابة لتلك المبادرة.

كيف تتصدى دار الإفتاء لحل المشكلات التي تواجه الوطن داخليًا وخارجيًا؟

دار الإفتاء تعبر عن الحراك ونبض المجتمع، فقلب المجتمع عندنا من مشاكل وقضايا وهموم واستفسارات، ومهمتنا تتمثل في ضبط أداء الوطن من الناحية الإفتائية، والدار جزء من حل المشكلات، ونريد أن نضع إطارًا للخروج من هموم المواطن، والتي تتعلق بأمور اجتماعية مثل أمور الزواج والطلاق وغيرها.

وحينما ترى الدار مشكلة تطرأ على المجتمع، تساهم على الفور في حلها، فعلى سبيل المثال، رصدت الدار تزايد ملحوظ في حالات الطلاق، فتم عقد أربع دورات للمقبلين على الزواج؛ لوضع أطر وضوابط نفسية واجتماعية وإدارية لإدارة بيت وعلاقات أسرية ناجحة، ولاقت تلك الدورات استحسان كبير من المشتركين، لأننا لم نركز على القضايا الفقهية فقط، كما أنشأنا لجنة لفض المنازعات، بعد أن لاحظنا تزايدها خلال الفترة الماضية، ونجحت في حل أكثر من 180 مشكلة خلال العام الماضي، وسننشئ مركزًا استراتيجيًا؛ لمواجهة قضايا التطرف والتشدد، هدفه التواصل مع مراكز الأبحاث العالمية؛ لنقل تجربتها لمصر والعكس، حتى تكون الريادة لها في مثل هذه الأمور، وسيتم إطلاقه في القريب العاجل، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة.

ما الخطط التي وضعتها الدار للتواصل مع المجتمع الدولي؟

أصدرنا مؤلفات كثيرة باللغات المختلفة، وأضفنا إليها اللغة السواحلية؛ للتواصل من دول حوض النيل، ويتم ذلك من خلال التنسيق المستمر مع وزارة الخارجية، حتى تكون دار الإفتاء إحدى المؤسسات المهمة التي تساعد في دعم توجهات الدولة المصرية، فالدين والوطن قطاعان لا يتجزأن، فنحن نخدم الدين، وفي نفس الوقت نخدم الوطن، وجولات مفتى الجمهورية العالمية، ستصب في هذا الاتجاه.

من المسئول عن تحديد أماكن الجولات الخارجية؟

دار الإفتاء هي صاحبة المبادرة، ويتم التنسيق مع وزارة الخارجية، وهى التي تحدد الدول واللقاءات، التي تعقد على أربع مستويات، سياسي ويشمل رئيسي الدولة والحكومة أو الوزراء المعنيين، والثاني للجالية المسلمة لتقديم الفتاوى لها، والثالث للإعلام وهو مهم للغاية، والرابع لرجال الفكر والسياسة ومراكز الأبحاث والجامعات والنخب، ونسعى لتغطية الأربع شرائح.

ما الدور الذي تلعبه دار الإفتاء في أزمة سد النهضة؟

مفتي الجمهورية سيترأس قافلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، متجهة إلى إفريقيا وخاصة دول حوض النيل، ونتابع الآن مع وزارة الخارجية، تحديد الموعد واللقاءات، لحل المشاكل التى يعاني منها الوطن.

على جانب آخر.. ما هي مراحل إبداء الرأي الشرعي في أحكام الإعدام؟

مفتي الجمهورية يبدي رأيه في قضايا الإعدام، من الناحية الشرعية فقط، ويعاونه في ذلك لجنة من محاكم الاستئناف، ويعكفون على دراسة كل قضية على حدة، وبعد ذلك يرفعون تقريرًا للمفتي، ليبدي ملاحظاته عليه، ويكتب بدوره تقريرًا سريًا لهيئة المحكمة، حول رأيه الشرعي في تلك القضية، وللمحكمة أن تأخذ بهذا الرأي أو لا، فرأيه استشاريًا فقط.

ما المدة التي تستغرقها عملية إبداء الرأي في قضايا الإعدام؟

قد تستغرق أسبوعًا، أو شهرًا، أو أكثر من ذلك، وفقًا لحجم القضية.

هل أعادت أيِ من المحاكم قضية مرة أخرى للمفتي، بعد أن أبدى رأيه فيها؟

بالتأكيد حدث ذلك، ولكن طبقًا للإجراءات، فعندما تصدر المحكمة حكمًا في قضية ما، يتم عمل استئناف عليها، وحال قبوله، تناقشه محكمة أخرى، ومن ثم من الممكن أن تعاد للمفتى مرة أو أكثر، من محاكم مختلفة.

ما هو متوسط عدد القضايا التي ترد سنويا للمفتي؟

منذ فترة طويلة، كانت يرد لمفتي الجمهورية ما يقرب من 80 قضية سنويًا، إلا أن هذا العدد زاد بشكل كبير، بعد ثورة يناير.

فيديو قد يعجبك: