هل تتدخل القوات المسلحة لاحتواء أزمة السكر؟
كتب- أحمد لطفي وعبير القاضي:
أزمات عدة، تتوالي على كاهل المواطن المصري، من لبن الأطفال والبنزين والسولار واللحوم والسلع التموينية والنقل؛ لكنه سرعان ما تتدخل القوات المسلحة لحل تلك الأزمات في محاولة لاحتواء المواطن البسيط في حصوله على متطلباته الأساسية.
أزمة السكر، التي تصاعدت خلال الأيام الأخيرة ورحلة المواطن للبحث عن كيس سكر، وسط ضبط مباحث التموين لمئات الأطنان من السكر المُهرب، ومحاولة توافره بالمجمعات الاستهلاكية بسعر يناسب المواطن.
إذن هل من الممكن أن تتدخل القوات المسلحة كعادتها لاحتواء أزمة السكر؟
قال اللواء محمد علي مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، الذي تولي المنصب منذ أسابيع قليلة، إن سبب أزمة السكر يرجع إلى أن القطاع الخاص لم يقم بدوره في توفير السكر المطلوب على مستوى القطاعات الصناعية والتجارية وفي الأسواق خارج البطاقات التموينية.
وأكد مصيلحي، في تصريحات صحفية له خلال الأيام الماضية، أن تكالب البعض على شراء السكر عندما يجدونه متوافرًا في مكان ما رغم عدم حاجته إليه، أدى إلى تفاقم الأزمة، فضلا عن سلوك البعض بعدم خفض الاستهلاك رغم وجود حالة أزمة في السلعة مما أدى إلى تفاقمها.
ولفت إلى أن استهلاك الدولة من السكر يصل إلى 250 ألف طن شهريًا منها 150 ألف طن للبطاقات التموينية، ولكن تم ضخ 130 ألف طن في الأسواق خلال 12 يومًا فقط ومع ذلك استمرت المشكلة، منوهًا بأنه تم ضخ 78 ألف طن لصرفها على بطاقات التموين.
وطالب الوزير المواطنين بصرف السلع التموينية الأساسية (السكر - الزيت - الأرز) وعدم القيام بتبديلها في الفترة الحالية مع صرف الحصة المقررة لكل مواطن، حيث تم تحديد كيلو واحد سكر لكل مواطن على البطاقات التموينية.
تعليمات سيادية
قال محمد رأفت رزيقة، رئيس شعبة السكر والحلوى باتحاد الصناعات المصرية، إن أزمة السكر لاتزال قائمة حتى الآن، مؤكدًا أن هناك تعليمات سيادية للحكومة بسرعة إنهاء تلك الأزمة بأى شكل من الأشكال، لافتاً إلى أنه لا توجد أى معلومات مطلقاً عن تدخل القوات المسلحة لحل أزمة السكر داخل الشارع المصري.
وأضاف رزيقة، في تصريح خاص لمصراوي اليوم الخميس، أن الحكومة تعمل على ضخ كميات كبيرة من السكر داخل الأسواق المصرية، حيث بدأت بإجراءات إستيراد 400 ألف طن سكر، لتغطية العجز الموجود في منافذ البيع، مشيراً إلى أنه سيتم إنتاج سكر "قصب السكر" في ديسمبر المقبل، وستكون هناك كميات أخرى من الانتاج من سكر "المندر" في فبراير القادم.
وتابع رئيس شعبة السكر باتحاد الصناعات، أن الحكومة قامت بضبط كميات كبيرة جداً من السكر المُهرب، وتقوم حالياً بإعادة توزيعها على المتاجر ومنافذ البيع.
القوات المسلحة تُجار وطنيين
"جشع من التجار لبيعه بالسوق السوداء"، هكذا علق اللواء حمدي بخيت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، على أزمة السكر الحالية، مؤكدا في تصريح خاص لمصراوي، اليوم الخميس، أن القوات المسلحة دائما تحل الأزمات داخل الشارع المصري، سواء حقيقية أو مفتعلة، لأنها مؤسسة شريفة لا يوجد بها أي فساد، إنما المجتمع المدني ملئ بالفساد والشخصيات التي تسعى إلى المصالح الشخصية فقط دون مراعاة حق الوطن - على حد زعمه.
وتابع قائلا: "إن القوات المسلحة تتعامل مع الأزمات على إنهم تُجار وطنيين، وهمهم الأول هو خدمة المواطنين وحل أزماتهم"، مشيراً إلى أن "الناس مش عايزة تشتغل وعايزة كل حاجة تيجي لحد عندها على الجاهز، وطبعاً العصور دي انتهت من زمان، واللي مش هيشتغل ويجتهد مش هيشوف اى خير" - على حد تعبيره.
متى تنتهي الأزمة
قال أحمد كمال، معاون وزير التموين، إن الوزارة تنسق مع كافة الجهات المعنية بأزمة السكر، لاحتوائها التي تنتهي خلال أيام- وفقا لقوله.
وطالب كمال، في تصريح خاص لمصراوي الخميس، بتكثيف مجهودات الرقابة لضبط السكر المُهرب و اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع حدوث أزمات أخري يعاني منها المواطن البسيط.
فيديو قد يعجبك: