لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار -الفريق أسامة ربيع يتحدث عن دور القوات البحرية في تأمين الموانئ ومكافحة الهجرة غير الشرعية

03:52 م الخميس 20 أكتوبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - مصطفى المنشاوي:

تحتفل قواتنا البحرية يوم 21 من شهر أكتوبر من كل عام، بعيدها ذكرى إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات"، أكبر الوحدات البحرية المعادية، والتي أغرقت وتحطمت بنيران الصواريخ البحرية " سطح- سطح" فى معركة غيرت فكر واستراتيجيات تكتيك الحروب البحرية في العالم، وفي حوار مع الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية، يكشف خلاله عن دور مقاتلو القوات البحرية بمنطقة باب المندب، مع قوات التحالف العربي الداعم للشعب اليمنى.

كما يتحدث عن دور القوات البحرية، فى ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحديات للأمن الإقليمي القومي والعربي، وأهمية ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، وعمل الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية" وغيرها في الحوار التالي.

وإلى نص الحوار..

ما سبب اختيار هذا اليوم عيداً للقوات البحرية ؟

يوم 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت وهى المدمرة "إيلات" التى اخترقت المياه الإقليمية المصرية، كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة عدد "2" لنش صواريخ للتعامل مع المدمرة "إيلات" ونجحت فى إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية "سطح، سطح" ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل "المدمرات، الفرقاطات" مما أدى إلى تغير فى الفكر الاستراتيجي العالمي، وبناءً على هذا الحدث التاريخى فقد تم إختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيداً للقوات البحرية المصرية.

وتابع الفريق أسامة ربيع : هذه العملية تم تنفيذها بعد حرب 1967 بحوالي 3 أشهر، وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث، وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب وقواته المسلحة، كما أن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات فى مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هي الأولى من نوعها فى التاريخ لاستخدام الصواريخ "سطح، سطح" فى الحرب البحرية ونتج عن نجاح استخدام هذه الصواريخ  تغييراً شاملاً لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأسره .

وما دور القوات البحرية في تأمين كافة موانئ مصر؟

القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية منوطة بتنفيذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وتنوعت المهام المكلفة بها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية بإجمالي عدد 22 ميناءا وعلى مدار 24 ساعة، وذلك للمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة الغير شرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة السفن التجارية بالمجرى الملاحي لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالي والجنوبي، وتأمين المنشآت الحيوية من الساحل ومن منصات وحقول البترول والغاز بالبحر.

هل القوات البحرية لها دور في الاستكشافات الجديدة لحقول الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط؟

نقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالي البحار مثل حقول الغاز والبترول، مما يتطلب وجود قوة عسكرية قوية تحميه ، وبامتلاك القوات البحرية وحدات حديثة مثل "حاملات المروحيات طراز الميسترال، الفرقاطة طراز فريم، الغواصات طراز 209، القرويطات طراز جويند"، لها قدرة عالية للبقاء بالبحر لفترات طويلة و تتميز بالاتزان القتالي العالي، أصبحت القوات البحرية قادرة على حماية الاستكشافات الجديدة وتأمين مصادر الطاقة من الغاز الطبيعي والبترول فى كل من البحرين المتوسط والأحمر.

وما دور القوات البحرية في عملية "حق الشهيد" للقضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء ؟

بالطبع نقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة (حق الشهيد) منها، عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من   جهة البحر كذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه فيها، وقيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة (حق الشهيد) للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.

ما هي أبرز جهود القوات البحرية لإحباط عمليات الهجرة غير الشرعية؟

تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، خلال عام 2016 قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على عدد "16" بلنص وإحباط محاولة تهريب عدد "2310" فرد هجرة غير الشرعية إلى أوروبا وخلال شهرى "أغسطس وسبتمبر فقط"، تم القبض على عدد "9" بلنص وإحباط محاولة تهريب عدد "1517" فرد هجرة غير الشرعية ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها تم القبض على عدد "60" فلوكة قائمة بأعمال تهريب "مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية" وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد تم إحباط محاولة تهريب شحنة ضخمة من المخدرات على مسافة "120" ميل بحرى شمال شرق مدينة "برانى" نهاية شهر سبتمبر وتم القبض على المهربين وتسليمهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وهى إشارة إلى عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب  فى إطار  توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة.

هل سبب التعاقد على "مسيترال" هو تدهور الوضاع الأمني في منطقة الشرق الوسط ؟

تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية، وكان آخرها امتلاك مصر لحاملتي المروحيات طراز "ميسترال" والمدمرة الحديثة طراز "فريم" ولنش الصواريخ الروسي طراز "مولينيا"، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط، قادرةً على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج ، تمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية .

ما هي أهمية التعاون والعمل المشترك بين القوات المسلحة والدول الشقيقة؟

تتعرض منطقتنا العربية ومنطقة الشرق الأوسط للعديد من التحديات التي تؤثر على الأمن القومي المصري والعربي ومن هذا المنطلق أدركت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة أهمية التعاون والعمل المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة فى جميع المجالات، حيث تحرص القوات البحرية على نقل وتبادل الخبرات مع الدول الشقيقة  والصديقة وتنفيذ العديد من التدريبات المشتركة مع عدة دول "فرنسا - اليونان- قبرص- أمريكا - السعودية - روسيا - الإمارات - الأردن - البحرين" بالإضافة إلى اشتراك القوات البحرية مع الدول العربية فى عملية إعادة الشرعية إلى اليمن "إعادة الأمل" بتنفيذ حصار بحرى للساحل اليمنى لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين اعتبارا من مارس 2015 وحتى تاريخه.

ما هو دور القوات البحرية في عملية "إعادة الأمل"؟

حرصاً من القيادة السياسية للدولة على الحفاظ على استقرار الشعب اليمنى الشقيق وتثبيت الشرعية الدستورية للدولة اليمنية بعد الانقلاب على الحكم الشرعي للبلاد بواسطة الحوثيين وبناءً على طلب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى التدخل العربي في اليمن، انضمت وحدات القوات البحرية مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية فى اليمن فى العملية "إعادة الأمل" منذ شهر مارس 2015 وحتى تاريخه لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمنى الشقيق.  

كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية للتعامل مع هذه المنظومات ؟

سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل "فنياً - تخصصياً - لغوياً - تدريبياً"، ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمي فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة.

وتسعى القوات البحرية للاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف في جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية حيث يتم توزيع الطلاب فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقاً لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي من خلال المدارس.

كما أن تعتبر مدرسة المواد التخصصية البحرية (TAIS)  هذه المدرسة النسخة المطورة من المدارس التخصصية بقيادة المنشآت التعليمية وذلك بعد تجهيزها بمساعدات التدريب اللازمة للعملية التدريبية من خلال تطوير المناهج التعليمية والتعاقد مع المدرسين الأكفاء لتجهيز الفصول التعليمية وكذا تجهيز المكتبة العامة لتأهيل ضباط الصف فى المناهج التخصصية المطورة بمعرفة مركز تطوير المناهج والتي تشتمل على تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية، مدرسة العلوم الأساسية (GABSS).

وتعتبر مدرسة العلوم الأساسية (GABSS) من أهم المدارس التعليمية بالقوات البحرية التي تقوم بتدريس المواد الأساسية "لغة إنجليزية - كمبيوتر - رياضيات - علوم" للطلبة المتطوعين فى التخصصات المختلفة لتأهيلهم وإعدادهم بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور فى منظومة التسليح البحري العالمي حيث أن المواد التى يتم تدريسها بالمدرسة مُعدة بمركز تطوير المناهج بأحدث وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين فى هذا المجال بالإضافة إلى أن جميع الفصول والقاعات التعليمية مجهزة بأحدث وسائل التعليم "حواسب آلية - شاشات عرض - بروجيكتور".

وبالنسبة للضباط يتم تأهيل الضباط فى الكلية البحرية ومعهد الدارسات العليا البحرية ، كما يتم إيفاد الضباط فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم، وبصفة عامة فإن الحلقة التعليمية لا تنتهى عند هذا الحد وإنما يتم نقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملي داخل التشكيلات والوحدات البحرية ونقل خبرات القادة السابقين بما يمكنهم من استلام الراية وتولى دفة القيادة في القوات البحرية مستقبلاً.

هل تمتلك القوات البحرية قلاع صناع للسفن ؟

بالفعل تمتلك القوات البحرية ثلاثة قلاع صناعية تتمثل فى " ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية"، وكل ذلك يعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة..

وبدأت بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز "جويند" بالتعاون مع الجانب الفرنسي، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.

ما هي أبرز مظاهر احتفال القوات البحرية بعيدها هذا العام ؟

مظاهر احتفال القوات البحرية هذا العام هو انضمام وحدات حديثة إلى القوات البحرية متمثلة فى حاملتي المروحيات طراز "ميسترال"، الفرقاطة طراز "فريم"، لنش الصواريخ طراز "مولينيا"، وقد احتفلنا فى السادس من أكتوبر بانضمام حاملة المروحيات الثانية أنور السادات بالإضافة إلى الانتهاء من مرحلة بناء وتجهيز المنشآت الخاصة بإعادة تنظيم القوات البحرية فى أسطولين "أسطول شمالى، أسطول جنوبى"، وعدد من الألوية البحرية الجديدة .

ما هي رسالتك لرجال القوات البحرية بهذه المناسبة؟

أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التى تمر بها بلدنا الحبيبة مصر للحفاظ على مكتسبات الشعب المصري والحفاظ على الاستعداد القتالي العالي لقواتكم البحرية لتكونوا، جاهزين في أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار.

فيديو قد يعجبك: