لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رغم عدم الاعتراف بها محليًا.. العالم يتجه إلى الصحافة الرقمية والورقية إلى زوال - (تقرير)

01:09 م الجمعة 08 يناير 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - مصطفى المنشاوي :

"الصحافة الورقية اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة في بلدان كثيرة في الشرق والغرب، وتعاني في بلدان أخرى"، هكذا كتب جهاد الخازن في إحدى مقالاته التي نشرت العام الحالي بجريدة الحياة اللندنية، تعليقًا على تفوق الصحافة الإلكترونية وسرعتها واحتلالها مكانة وأهمية كبيرة.

الصحافة الورقية في طريقها إلى الزوال، ولكن العالم العربي وبالتحديد مصر لا تعترف بالصحافة الإلكترونية أو الرقمية وصحفيها التي تتخذ النقابة مبدأ التسويف في أي مطالبات بإدراج الصحفيين الإلكترونيين تحت لواءها، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن المستقبل للصحافة الإلكترونية.

شواهد

إذا اتخذنا من الصحافة البريطانية مثلًا يعكس الصعود المتوالي للشكل الإلكتروني مقارنة بالمطبوع، حيث وفقًا لأرقام تصدرها شركة "مكتب مراقبة التوزيع"، أوضحت أن شهر نوفمبر الماضي 2015 بلغ توزيع صحيفة "ذا صن" نقص بنسبة 7.39 % عن الشهر نفسه من السنة الماضية.

وفي حالة صحيفة "الديلي ميل" سجلت نقصانًا في توزيعها بنسبة 4.36 بالمئة، بينما جاءت صحيفة "الديلي ميرور" بنقص في توزيعها بنسبة 10 %، و"الديلي تلجراف" بنسبة 2.72 بالمئة، و"الفاينانشال تايمز" بنقص 4 بالمئة، و"الجارديان" بنسبة نقص 6.88 بالمئة، و"الإندبندنت" 7.82 %.

وإذا ما عقدنا مقارنة بهذه النسبة بمثيلتها الإلكترونية سنجدها في صعود مستمر، ففي الـ "ميل" جاءت متقدمة في القراءة الإلكترونية فقد كان لها 14.631.628 قارئاً بزيادة 16.75 في المئة على الشهر نفسه من السنة الماضية و "الإندبندنت" التي تعاني ورقياً كان لها 3.3 مليون قارئ على موقعها الإلكتروني الشهر الماضي، بزيادة 47% عن الشهر نفسه من سنة 2014.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك ثمة صحف أخرى، تحولت إلى صحف رقمية، مثل كريستيان ساينس مونيتور التي الغت طبعتها الورقية منذ العام 2008 واكتفت بنسخة رقمية على موقعها على شبكة الإنترنت.

فيما أعلنت مجلة نيوزيوك الأسبوعية الأميركية الشهيرة توقف نسختها الورقية عن الصدور منذ نهاية العام الماضي واقتصارها على نسختها الإلكترونية التي حملت عنوان نيوزويك جلوبال من بداية العام الحالي.

كما توقفت مجلة يوأس نيوز أند ريبورت وهي الثالثة الأوسع انتشارا في أمريكا في نوفمبر من 2010، إضافة إلى المئات من الصحف المحلية الأميركية، التي اختفت عن الوجود نهائياً. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الوظائف في الصحافة الورقية الأمريكية قد تقلص بحوالي 30% منذ عام 2008 ومن المتوقع أن تستمر هذه العملية بوتائر أسرع في المستقبل المنظور.

وفي فرنسا توقفت جريدة فرانس سوار عن الصدور منذ شهر نوفمبر 2011، واكتفت بنسخة على الإنترنت، وكانت إلى عهد قريب مؤسسة إعلامية مرموقة، عمل فيها مجموعة كبيرة من الإعلاميين على مستوى العالم.

ووفقًا لآخر الاحصائيات بلغ عدد قراء الصحف الورقية في العالم حالياً نحو 1.7 مليار شخص، ولكن في مقابل هؤلاء فإن هناك حوالي 2.5 مليار من البشر يتعاملون مع الإنترنت وصحافته الإلكترونية، التي تكتسب مزيدا من الجمهور القاري مع الوقت.

من جانبه، قال الملياردير روبيرت مردوك ـ الذي يعد قطب من أقطاب التجارة والإعلام الدولي ـ إن الصحافة الورقية سوف تختفي بحلول عام 2020.

تعثر

ففي مصر ما يحدث للصحف الورقية يؤكد أن الأمر لن يستمر طويلًا فنحن أمام صحف ورقية ـ الخاصة ـ تحول إصدارها من اليومي إلى الأسبوعي، وأخرى أعلنت تقليص العمالة، فيما رأت صحف أخرى ضرورة تخفيض رواتب صحفيها، فيما لجأ بعض الصحفيين في صحف أخرى إلى إعلان الإضراب بعد تعثر إدارتها في صرف رواتبهم.

الأمر قد يختلف بعض الشيء في الصحف القومية الحكومية التي تحاول الصمود نظرًا للدعم المالي التي تتلقاه من الحكومة، حيث كشف وزير المالية هاني قدري دميان، في تصريحات له العام الماضي، أن وزارته صرفت 275 مليون جنيه للمؤسسات الصحفية المملوكة للدولة، بنسبة تتراوح بين 75 و%80 من إجمالي قيمة المساندة المطلوبة لإعادة هيكلة تلك المؤسسات، تتمكن في أعقابها من تغطية مصروفاتها ذاتيا.

ففي كل الأحوال نحن أمام مخاض عسير، يقود إلى التساؤل هل تنتهي الصحافة المطبوعة في مصر؟، وإذا صح هذا الأمر لماذا لم تعترف مصر ونقابتها حتى الآن بها رغم أن كل الشواهد تؤكد أن الصحافة الورقية في طريقها إلى الزوال؟!

صحافة المستقبل

قال يحي قلاش نقيب الصحفيين، إن الصحافة الإلكترونية قد حظيت بمساحة واسعة على الساحة الإعلامية نظرا لما تتمتع به من سرعة وفورية في نقل المعلومات عن الأحداث المختلفة.

وأوضح قلاش في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن مشروع قانون لجنة الخمسين نص على أهمية "الصحافة الإلكترونية"، وسيتم مناقشته في مجلس النواب المزمع انعقاده بعد يومين، مضيفا أن نقابة الصحفيين تعترف بوجود الصحافة الإلكترونية وأهميتها ولكن العائق هو قانون النقابة الذي مر عليه 45 عامًا والذي يجب أن يتم مناقشته وتحديثه بما يوكب العصر- على حد تعبيره.

وأشار نقيب الصحفيين، إلى أنه لا يمكن أن تلغي وسيلة إعلامية وسيلة أخرى، فبالرغم من كل مميزات الصحافة الإلكترونية فهي مكمل للصحافة الورقية ووسيلة تطوير فاعلة في عالم الصحافة.

مشروع القانون الموحد

أعلنت اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية والإعلامية ، في شهر أغسطس الماضي، الانتهاء من إعداد مشروع القانون الموحد لتنظيم الصحافة والإعلام ، وذلك بعد عام تقريبا من عملها عقدت خلالها أكثر من 150 جلسة عامة وخاصة حضرها نخبة من كبار الصحفيين والإعلاميين والشخصيات العامة وخبراء علوم الإدارة.

ومؤخرًا، بدأ مجلس الوزراء مناقشة مشروع القانون للانتهاء منه وإقراره، وهي الخطوة التي أثنت عليها النقابة ووصفتها بأنها خطوة لضمان استقرار المؤسسات الصحفية، وسرعة تجاوز المرحلة الانتقالية الحالية، بما يضمن حرية واستقلال الصحافة ووسائل الإعلام وأسس المحاسبة الذاتية لها.

يقول الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام سابقًا ووكيل المجلس الأعلى للصحافة، إن القانون يختلف اختلافا جذريا عن القوانين السابقة، فهو قانون موحد يحل أزمة القوانين المتعددة للصحافة منذ عام 1936 مرورًا بقانون سلطة الصحافة وقانون العقوبات وقانون تنظيم الصحافة لسنة 1996، لافتا إلى أنه تم غربلة هذه القوانين في قانون واحد يضم بداخله وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية أيضًا.

وبسؤاله عن مصير الصحف الإلكترونية في القانون الجديد، أكد وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أن سيتم الاعتراف بالصحفيين الإلكترونين إما بإنشاء نقابة جديدة لهم أو ضمهم لنقابة الصحفيين.

مرحلة تحول

قالت الكاتبة الصحافية فاطمة ناعوت، إننا "الآن في مرحلة تحول من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية، حيث أنه مازال يوجد فئة عمرية تفضل الصحافة الورقية، وذلك يرجع إلى عوامل كثيرة منها أن هناك من لا يجد التعامل مع الإنترنت".

وأوضحت ناعوت لـ"مصراوي"، أننا برغم هذا التحول نحتاج إلى وضع ضوابط وتشريعات تحكم عملية النشر على المواقع الإلكترونية، مشيرة إلى أنه يجب عدم اعتماد الصحافة الإلكترونية في الوقت الحالي لحين وضع تلك الضوابط لحماية ما يتم نشرة عليها- على حد قولها.

وأشارت الكاتبة الصحفية إلى أنه رغم اعتمدها الكلي على وسائل التكنولوجيا الحديثة إلا أنها في قراءة الكتب تفضل الكتاب الورقي.

تكامل

قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن "الصحافة الإلكترونية لن تغني عن الورقية بل هي مكملة لدور الصحافة الورقية والمطبوعة ولا يوجد أي صراع بينهما، حيث باتت المواقع الإلكترونية الصحفية من آليات نجاح الصحف الورقية".

وأضاف العالم لـ"مصراوي"، أن ثقافة الإنترنت أصبحت لها جماهيرها وشعبيتها وهي في تزايد وأصبحت لها تأثير فوري على الأحدث بخلاف قراء الصحف والكتب.

فيديو قد يعجبك: