لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"صقر قريش" تتحول لمنطقة ورش صناعية.. والسكان يستغيثون (صور)

10:24 م السبت 30 يناير 2016

صقر قريش تتحول لمنطقة ورش صناعية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- راندا طولان:

في مكان بعيد عن رقابة الأحياء والجهات المسئولة، تحولت العقارات في العديد من المناطق السكنية إلى ورش صيانة سيارات، والتي تعمل دون ترخيص رسمي.

تُشكّل الورش في الأحياء السكنية -خاصة منطقة "صقر قريش بمدينة نصر"- مصدر إزعاج لدى السكان وتحول حياتهم إلى ما وصفوه بـ"الجحيم"، حيث يستفيقون من سباتهم العميق على أصوات الشاحنات وورش الحدادة وتصليح السيارات.

وبات سكان تلك المنطقة في انتظار يوم الأحد من كل أسبوع ليشعروا أنهم يعيشون في منطقة سكنية وليس في منطقة صناعية. لكن، إلى أين يذهب هؤلاء لكي لا يتضرر ملاك تلك العقارات؟

"الحل هو إننا ننتقل من هنا، لكن حتى لو الحكومة خصصت مكان للورش الصناعية مش هننقل؛ لأن المكان هيكون بعيد وعبارة عن ورشة صغيرة أنا هنا فاتح محلين وبدفع إيجار 3000 جنيه وكمان بوقف العربيات قدام الورشة "، هكذا قال محمد أحمد صاحب ورشة لتصليح وسمكرة السيارات، يُضيف "المكان مُرخص كمنطقة سكنية وليست صناعية لأن تلك الورش هي مشروعات حرفية تسبب ازعاج وتلوث".

1

وبلهجة حادة، يُكمل أحمد "عايزين الحي يسبنا في حالنا، بيجوا يكسروا وياخدوا حجات من الورش ويمشوا، أنا ممكن اشتغل في مراكز الخدمة لكن أنا يهمني الراحة النفسية، فيه فرق بين إنك تشتغل عند حد وإنك تكون صاحب الشغل".

وأكد عادل نسيم، صاحب ورشة بنفس المنطقة، أنه يمتلك سجل تجاري وبطاقة ضريبية بالإضافة إلى أن رأس مال مشروعه أقل من 50000 جنية، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى ترخيص للورشة نظرًا لأنها تتبع المشروعات الصغيرة والصندوق الاجتماعي لكنه لا يَسلم من مطاردة موظفي الحي.

وتابع، "عايزين الحكومة تبعد عننا ويساعدوا الشباب، لكن الواضح إن الحكومة بتعصُر الشاب و موظفو الحي بييجوا يكسروا في الورش عشان يبان إنهم بيشتغلوا ودا بيجي على خراب بيوت ناس". واستطرد حديثه "لو فيه مكان ننقل فيه أنا موافق بس أنا مش معايا فلوس اشترى فى مكان تاني ولسه هروح أعمل زبون؛ فمش هدفع فلوس على حاجه مش ضامن رزقي فيها".

2

"ياريت الحكومة تنظر لكبار السن أمثالي نظرة رفق ورحمة ويتخذوا إجراء بنقل الورش الصناعية جميعها خارج الكتل السكنية"، هكذا عبَرت حرية حجازي، مدير عام سابق بوزارة الداخلية عن استيائها من تواجد الورش بالمناطق السكنية.

وأكدت "حرية" التي تسكن في صقر قريش بمدينة نصر، أن هناك أضرار تعانيها من تواجد تلك الورش؛ فالهواء تم تلويثه من تلك المواد المستخدمة في رش وتصليح السيارات، فضلاً عن الضوضاء والألفاظ التي وصفتها بـ"غير اللائقة" التي تصدر من العاملين بتلك الورش الصناعية.

وأوضحت أن مخلفات تلك الورش تشوه المنظر الجمالي للشارع، بالإضافة إلى الاعتداءات التي تتم أحيانا على الأرصفة والأشجار من تكسير وإزالة لهما حتى يتمكنوا من عملهم، وتتساءل لماذا يقوم صاحب العقار بتأجير تلك المحلات لأصحاب الورش التي تسبب الضجيج المستمر وتحول دون شعور الملاك بالراحه والهدوء، مضيفة، "أسوأ حاجه في مصر المحليات"- على حد تعبيرها.

3

"الأحياء هم سبب فساد البلد"، بهذه الكلمات بدأ محمد زكي، موظف، حديثه إلينا، مشيرًا إلى أن ورش تصليح السيارات والسمكرة وغيرها التي تنتشر وسط الأحياء السكنية، أحد المشاكل الكبيرة التي نعاني منها، فهي تسبب الاختناقات المرورية نتيجة لإستخدام الأرصفة والشوارع الخاصة بحركة السير لممارسة أعمال الصيانة واللحام، مما يتسبب فى إعاقة حركة المرور.

واستكمل حديثه متسائلًا، "ليه بنعطي فرصة للناس تعمل الغلط من البداية ونرجع نكسَر ونقول ممنوع إقامة ورش في المناطق والأحياء السكنية؟، لازم يكون فيه حل جذري للمشكلة دي لأن تواجد أي ورشة أو محل تجاري في عقار سكني بيشجع على السرقة والأعمال الإرهابية".

تقول مى أحمد، ربة منزل، إن الحي لا يسعى إلى حل هذا الوضع الذي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم فكل ما يفعله هو إزالة تلك اللافتات المعلقة على الورش والمحلات في الشوارع الرئيسية دون الوصول لحل جذري- على حد تعبيرها.

وأضافت، "نعاني من الضجيج المستمر ليل نهار والألفاظ الخارجة، نود فقط قسطًا من الراحة والهدوء".

4

من جانبه، أكد المتحدث باسم محافظة القاهرة، خالد مصطفى، "أي نشاط غير مرخص من قبل الحي مُعرض للإغلاق في أي وقت لأنه يُعتبر عمل غير قانوني"، مطالبًا بضرورة التنسيق بين الأحياء والشرطة بهدف إزالة تلك الورش الصناعية من الأحياء السكنية.

وأشار إلى أن محافظة القاهرة قامت منذ وقت ليس ببعيد بإخلاء منطقة وسط البلد من الورش الصناعية وقامت بعمل مُجمع لهم بمنطقة "الحرفيين" بمدينة السلام، لما لتلك الورش من تأثير سلبي على البيئة وعلى سكان تلك المناطق.

وأشار إلى أن المحافظة قد سهلت إنشاء سوق لورش الأخشاب وسينتهي العمل منه في غضون شهر؛ نظرًا لتواجد تلك الورش في أماكن قديمة ومزدحمة فضلًا عن صعوبة الوصول إليها في حال حدوث حريق.

فيديو قد يعجبك: