الإفتاء: داعش يعتمد على استراتيجية "النكاية والإنهاك".. وآسيا باتت مسرح عمليات للتنظيم
كتب- عبدالرحمن أحمد:
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى بشكل حثيث لتشتيت جهود التحالف الدولي بفتح بؤر صراع جديدة في مناطق متباعدة وفي قارات مختلفة، تنفيذا لاستراتيجية "النكاية والإنهاك" والتي وردت في كتاب"إدارة التوحش"، المرجع الأهم للتنظيم الإرهابي.
جاء ذلك في أعقاب العملية الإرهابية التي نفذها التنظيم في جاكرتا عبر سلسلة من التفجيرات في العاصمة الإندونيسية قرب مكتب الأمم المتحدة ومناطق أخرى، والتي أسفرت عن مقتل نحو ثمانية أشخاص من بينهم خمسة من منفذي الهجوم، وإصابة العديد من المدنيين.
وأوضح المرصد أن لجوء تنظيم داعش إلى استراتيجية "النكاية والإنهاك" يهدف إلى تشتيت جهود مكافحته والقضاء عليه، حيث تعتمد تلك الاستراتيجية على توسيع ساحة الصراع وفتح بؤر جديدة، وتحويل أنظار التحالفات الدولية الموجه ضده إلى أماكن مختلفة من العالم، وقد زاد اعتماد التنظيم على تلك الاستراتيجية في الآونة الأخيرة، حيث نفذ التنظيم العديد من العمليات في عدد من البلدان العربية والأفريقية والأوروبية والآسيوية، وبشكل متزامن ومتوالي، وسعى لإنشاء كيانات جديدة محلية في تلك البلدان تابعة له، بهدف دفع التحالفات الدولية ضده إلى توسيع عملياتها في مختلف المناطق التي يتواجد بها التنظيم، وهو ما يخفف الضغط على معاقله في سوريا والعراق، ومؤخرًا ليبيا التي باتت مركزا استراتيجيا للتنظيم.
وأوضح المرصد أن العملية الأخيرة في أندونيسيا ـ أكبر دولة مسلمة في العالم ـ تؤكد أن الغالبية العظمى من ضحايا العمليات الإرهابية هم من المسلمين، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تحميلهم مسئولية تلك العمليات، أو تشويه معتقداتهم بتلك الذريعة، بل إن الخطاب المعادي للمسلمين والمسيء للإسلام إنما هو خطاب داعم لتلك التنظيمات ويصب في مصلحتها، يوفر لها المادة الخصبة لترويج نفسها وجذب الأتباع والمتعاطفين.
وأوصى المرصد بضرورة تكثيف جهود التوعية ونشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة في دول جنوب شرق آسيا، وقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة من نقل المفاهيم المغلوطة عن الإسلام إلى مسلمي تلك الدول، حتى لا توظفهم تلك الجماعات في تنفيذ العمليات الإرهابية التي تستهدف تقويض دعائم تلك الدول وإضعافها وفتح مناطق سيطرة وانطلاق لعناصر التنظيم.
فيديو قد يعجبك: