إعلان

محلب : التحسن الذى نشهده على المستوى الاقتصادي لم يكن سهلاً

12:33 م الثلاثاء 09 يونيو 2015

المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد غايات :

شهد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، الجلسة الافتتاحية لـ''المؤتمر الثاني للبورصة المصرية للاستثمار 2015''، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المستثمرين المحليين والاجانب، للتعرف على كيفية الاستثمار في مصر والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة.

وجه المهندس محلب، الشكر على الدعوة للتحدث أمام هذا الجمع الكريم للعام الثاني على التوالي، قائلا '' شتان الفارق بين لقائنا هذا العام ولقاء العام الماضي، فبالرغم من أنه عام واحد ولكن الاقتصاد المصري شهد تحولات جذرية خلال فترة وجيزة''.

تابع رئيس الوزراء، '' فمن معدل نمو لم يجاوز 2.2% في 2013/2014 إلى نمو يبلغ نحو 5,6% في النصف الاول من العام، ونأمل أن تتخطى 4% خلال العام المالي الحالي، ومن احتياطي نقدى لا يجاوز 15 مليار دولار إلى ما يزيد عن 20 مليار دولار، وانخفض الدين الخارجي من 46 مليار دولار إلى 39 مليار دولار، كما نلمس تحسنا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر ليصل إلى ما يزيد عن 5.7 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأخيرة، وأطلقنا في الوقت ذاته عدة مشروعات عملاقة تستهدف خلق بنية أساسية عصرية تساعد في جذب المزيد من الاستثمارات وفى مقدمتها مشروع قناة السويس، المشروع القومي للطرق، مشروع استصلاح المليون فدان، وغيرها من المشروعات التي سنبدأ قريباً في جنى ثمارها جميعا''.

وأوضح محلب، أن هذا التحسن يمكن استشراف آثاره أيضاً من أداء البورصة، فقيد أكثر من 20 شركة جديدة في السوق المصري دفعة واحدة يعكس بشكل كبير تحسن الأداء الاقتصادي، كما أن عودة الطروحات العامة الكبرى وزيادات رؤوس الأموال لأكثر من 50 شركة خلال الأشهر الأخيرة هي إشارة أخرى على أن الشركات لديها فرص نمو حقيقية وان المستثمرين لديهم يقين إيجابي تجاه المستقبل الاقتصادي.

وقال محلب، ''اصارحكم القول بأن التحسن الذى نشهده على المستوى الاقتصادي لم يكن سهلا فهناك قرارات صعبة اتخذناها ومناطق شائكة اقتحمناها اقتحاماً لم تقترب منها حكومات سابقة، لكننا كنا وما زلنا نعاهد الله الذى لا نخشى سواه أن نكد ونعمل من أجل صالح هذا الوطن. فبعيداً عن لغة الأرقام فإن هذه الحكومة هي أكثر الحكومات التي اتخذت قرارات ثار حولها الكثير من الجدل المجتمعي، لكننا كنا نرعى الله أولا، كما أن هذه القرارات استهدفت مصلحة محدودي الدخل وتحقيق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية، ونحن مستمرون في استكمال هذه الخطوات.

واستطرد رئيس مجلس الوزراء،'' أود أن أضيف أيضاً أن هذه التطورات الاقتصادية التي تمت خلال العام الأخير لم تصل بنا بعد إلى مرحلة الرضاء الكامل فهدفنا ليس العودة بأداء الاقتصاد إلى ما قبل الأزمة العالمية، ولكن نستهدف بشكل أساسي بناء اقتصاد ذي نمو احتوائي مستدام يحقق عدالة اجتماعية ويستفيد من ثمار نموه كافة فئات المجتمع''.

وأضاف إبراهيم محلب، '' نؤمن بأهمية القطاع الخاص ونؤكد على دوره في تطوير المجتمع، وكما تعلمون فلم نكتف بالإيمان بهذا الدور وتشجيعه فقط ولكن اتخذنا عدداً كبيراً من الإجراءات التي أسهمت في تحسين مناخ الاستثمار وتسهيله على القطاع الخاص، واتوقع أن تصدر اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار قريبا لتعكس رؤية الحكومة في هذا الأمر بصورة واضحة، كما فعلت البروتوكول الخاص بتخصيص الأراضي بالأمر المباشر للمصنعين وعدم الانتظار حتى صدور اللائحة التنفيذية''.

وتابع، '' هذا لا يعنى أن نغفل أهمية ودور القطاع العام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث لدينا قناعة تامة أن الشركات الحكومية يمكن أن تلعب دوراً هاماً في استكمال الدور المجتمعي للحكومة سواء من حيث تحقيق عائد اقتصادي بتحسين إيرادات الدولة أو عائد مجتمعي بالمساهمة في تحقيق الأهداف الاجتماعية للدولة، ولا يعنى هذا أن يكون هناك معاملة تفضيلية للقطاع العام عن الخاص أو العكس، ولكن ما نهدف إليه هو الحفاظ على بيئة تنافسية عادلة لكل الأطراف تسمح في النهاية بتوفير أفضل الخدمات والسلع للأفراد''.

كما أشار رئيس الوزراء، إلى أن التفكير في إنشاء صندوق سيادي للشركات الحكومية مازال مطروحاً للمناقشة وذلك للاستفادة من الطاقات المعطلة وغير المستغلة في القطاع الحكومي وإعادة إطلاق قدراته مرة أخرى، وفى هذا الشأن فأن الاستفادة من البورصة كمصدر لتمويل شركات القطاع العام وإعادة هيكلتها لم يعد مجرد أماني حيث شهدت الفترة الاخيرة ترجمة واقعية بقيد عدد من الشركات الحكومية في السوق وبدء الاستعداد لقيد شركات جديدة.

وأكد أن الحكومة لا تهدف لبيع أي حصص من حصصها في الشركات الحكومية وإنما الهدف استغلال الحجم الكبير من الاستثمارات المتاحة في البورصة لزيادة رؤوس أموال الشركات وبالتالي زيادة تنافسيتها وقدرتها على النمو، كما أن التجربة تؤكد أن قيد الشركات الحكومية في البورصة قد ساعد بشكل كبير في رفع كفاءة مستوى الإدارة بها وتحسين مستويات الرقابة على أدائها المالي والتشغيلي.

ولفت إلى أن البورصة أيضا كانت سابقة إلى التطور والنمو، وأنه ممتن بأن هناك قطاعاً داخل الاقتصاد المصري ينمو باستراتيجية واضحة ومحددة وله رؤية كلية تركز على دعم اقتصاد الوطن وبرامج التنمية وليس على مصالح ضيقة، فحجم التمويل الذى يتم إتاحته للشركات لم يكن لصالح المستثمرين والمالكين فقط، ولكن استفاد منه المجتمع ككل، فتجربة البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة جديرة بالفعل بالدراسة، وكما اختيرت البورصة المصرية كأفضل مقصد استثماري في العالم في 2014، فإنني كلى أمل أن يصبح الاقتصاد المصري ككل هو أفضل مقصد استثماري خلال الفترة القادمة.

كما أوضح رئيس الوزراء، أن البورصة لا تقصر تمويلها على الشركات العملاقة فقط، فتجربة بورصة النيل للشركات المتوسطة والصغيرة التي أطلقتها البورصة المصرية تعد خطوة جيدة للغاية في دعم وإدماج المشروعات المتوسطة والصغيرة في المنظومة الرسمية للاقتصاد، وقد أسهمت بورصة النيل بشكل جيد خلال السنوات الأخيرة ليس فقط في توفير التمويل ولكن الدعم الفني والاستراتيجي لتلك الشركات لمساعدتها على الانطلاق والنمو وخلق كيانات قادرة على المنافسة وخلق المزيد من فرص العمل. وما يلفت الانتباه أن بورصة النيل تسمح للمجتمع ككل بالمساهمة في تمويل نمو تلك الشركات وبالتالي نخلق آلية تسمح للمجتمع ككل بالمشاركة والاستفادة من ثمار النمو.

وقال،'' بقدر ما تهتم الحكومة بتمويل المشروعات والشركات الكبرى، فنحن ايضا حريصون على توفير الخدمات المالية للمواطن البسيط، ويسعدني جدا ان اول قانون ينظم نشاط التمويل متناهي الصغر صدر في عهد هذه الحكومة، وكذا تعديلات قانون التمويل العقاري، التي وسعت من مجال استفادة المواطنين، من صندوق دعم التمويل العقاري، وبصفة عامة استحدثت تعديلات القانون صيغا جديدة للتمويل العقاري''.

وأضاف أن توجه الحكومة لإنشاء وزارة للمشروعات الصغيرة للمرة الأولى في تاريخ مصر دليل على إيمان بأهمية هذا القطاع وضرورة دعمه، مؤكداً أننا نثمن جهود البورصة المصرية ونساندها لتحقيق أهداف التنمية، وتواجدنا اليوم هنا وتعاملنا مع ملف البورصة هو دليل على توجهاتنا تجاه مجتمع الأعمال، وكيف أن الحكومة تتمتع بالمرونة اللازمة لتعديل استراتيجيتها إذا وجدت مصلحة أكبر للوطن.

ودعا رئيس الوزراء، القطاع الخاص للتوجه بقوة لسوق المال للاستفادة منه في تحقيق النمو المرجو، كما دعا الأفراد الراغبين في المشاركة الفعلية في بناء اقتصادهم أن يبادروا بتمويل الشركات المقيدة في البورصة من خلال قنوات شرعية تساعد على تملكهم ثروات مجتمعهم، وفى نفس الوقت المساعدة في تحسين النمو الاقتصادي فالبورصة ليست ساحة للمقامرة كما يتصور البعض، كما دعا أيضا وسائل الإعلام بالتعاون مع إدارة البورصة لتبنى حملات لتعديل الصورة الذهنية للبورصة لدى المستثمرين.

وأشار رئيس الوزراء إلى '' أن الوطن الآن في مرحلة يحتاج لكل يد من أيدى وسواعد المصريين لكى نبنى وننهض بمجتمعنا إلى المكانة التي يستحقها فلا أمل لمصر إلا بجهود مخلصة من أبنائها ولن تبنى مصر الا بسواعدنا خلصوا عملكم ونيتكم لله ولن يضيع الله جهدكم''.

من جانبه صرح الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة المصرية، بأن هذا المؤتمر يركز على أهمية الأسواق التي تتسم بكفاءة الأداء والسيولة والحيوية لمجتمع الأعمال والدور الهام الذى تلعبه في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، ويتيح المؤتمر رؤية أكثر عمقاً للسوق المصرية ويساعد على ربط مجتمع الاستثمار الدولي بالفرص الاستثمارية الواعدة في مصر.

وأضاف عمران، يناقش المؤتمر خلال جلساته مجموعة من الموضوعات الهامة منها، سبل استفادة الحكومة من البورصة كمنصة رئيسية للتمويل، حيث سيتم الاشارة إلى استراتيجية الحكومة فيما يتعلق باستخدام البورصة كوسيلة لتمويل مشروعاتها وإعادة هيكلة بعض الشركات المملوكة للدولة، وكذا عمليات القيد التي تمت من خلال الحكومة في البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة، والمشاريع التي سيتم قيدها بالسوق في الفترة المقبلة، وكيفية الاستفادة من النمو الملحوظ للبورصة المصرية خلال السنوات الأخيرة في تعظيم العائد المتحقق على الاستثمارات العامة للدولة.

كما يناقش المؤتمر سبل زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى البورصة المصرية، ومدى استعداد سوق المال المصري لاستقبال المزيد من تدفقات رؤوس الاموال الأجنبية، من خلال التطور في البنية التشريعية والتنظيمية لجذب فئات جديدة من المستثمرين إلى سوق المال المصري.

كما يستعرض المؤتمر مجموعة من قصص النجاح لعدد من الشركات التي قامت بالقيد في البورصة وطرح أسهمها خلال العام الماضي.

وأشار رئيس البورصة المصرية إلى أنه نتيجة لمؤتمر الطروحات الاولية الذى نظمته البورصة العام الماضي، فقد تم قيد 20 شركة جديدة برأس مال إجمالي قدره حوالى 6 مليارات جنيه خلال الفترة من يونيو 2014 إلى مايو 2015 حيث شهد الربع الأول من عام 2015 اكتتابين بقيمة 4.3 مليار جنيه، بما قيمته أكثر من 20 ضعف ما تم قيده منذ عام

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان