لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المدرسون المنتدبون للمراقبة والتصحيح.. الوجه الآخر لمأساة الثانوية العامة

11:01 م الإثنين 08 يونيو 2015

مراقبي الثانوية العامة

كتبت- نيرة الشريف:

في مثل هذا الوقت من كل عام، يتم تسليط الضوء علي طلبة الثانوية العامة، الجميع يتداول الأخبار عن مدي سهولة أو صعوبة أسئلة الامتحان التي تعرض لها الطلبة، تلتفت الأنظار إلي المدرسين لإجراء المراجعات النهائية، ووضع التوقعات الهامة التي يرون أنها احتمالية مجيئها في الامتحان، والجزء الآخر من العملية والذي يتعرض له المدرسون وحدهم من عمليات المراقبة والتصحيح قد لا يلقي له أحد بالا، قد لا يلقي أحد بالا لأولئك الذين قد يسافرون نحو مائة كيلو يوميا بين بيوتهم والأماكن التي تم انتدابهم للمراقبة بها،،

فلم يكن هناك خيار أمام حازم النادي -مدرس بمحافظة كفر الشيخ- سوى أن يأخذ قرار السفر يوميا طوال فترة امتحانات الثانوية العامة لهذا العام لتأدية المطلوب منه في أداء مهمته كمراقب في لجان الامتحانات، حازم تم انتدابه هذا العام للمراقبة على امتحانات الثانوية العامة بمركز كوم حمادة، يقول حازم " يومين الامتحانات من أسوأ الفترات اللي بتعدي علينا، بيتم استهلاكنا فيها بلا مقابل، الأزمة أن الدور الذي يقوم به المدرس في هذه الفترة سواء كان بيراقب أو بيصحح هو اللي هيحدد مصير تعب آلاف الطلبة وأهاليهم طوال العام، ورغم هذه المهمة الهامة والمصيرية بالنسبة للناس إلا إنه لا يتم مراعاتنا، فنحن نقوم بأداء مهام المراقبة والتصحيح في أسوأ الظروف وأقل الإمكانيات الممكنة، وقد تم انتدابي هذا العام للمراقبة في مركز كوم حمادة، ومن المفترض تواجدي هناك بشكل يومي طوال فترة الامتحانات."

يضيف حازم "من المفترض أن هناك أماكن مخصصة للإقامة، لكنها ليست مجهزه التجهيز الكافي من ناحية الأثاث، وتفتقد العوامل الصحية المطلوبة، ولا تساعد على المعيشة بشكل لائق و محترم، فنضطر للسفر والعودة إلي بيوتنا يوميا.. وإلي جانب إرهاق السفر الذي يجعلنا نصل إلي لجان الامتحانات منهكين تماما، بالإضافة إلي تحمل جزء من نفقات الانتقال من جيوبنا، حيث أن ما قررته الوزارة كبدل انتقال لا يكفي أبدا، هذا بخلاف افتقاد اللجان للتأمين بالشكل المطلوب، فبعض الطلاب يحملون أسلحه بيضاء أو أدوات حادة بغرض تخويف المراقبين، لمساعدتهم علي الغش والتسيب داخل اللجان.. كما لا يوجد أي إسعافات سريعة لو حدث أي مكروه لأحد منّا داخل اللجان."

لم يعاني حازم في هذا بمفرده، وإنما كانت معاناته جانب من معاناة آلاف المدرسين الذين يتم انتدابهم للمراقبة في لجان الامتحانات، والذين يقع بينهم سنويا عدد من حالات الوفاة أثناء تأدية عملهم، وهو ما جعل اللجنة التأسيسية لنقابة المعلمين المستقلة تنظم وقفات احتجاجية علي مدار السنوات الماضية أمام ديوان عام وزارة التربية والتعليم، محملين مسؤولية ما يلاقونه لوزير التربية والتعليم ووزير الصحة.

يؤكد كلام حازم، عبد الله الصياد -مدرس بمحافظة كفر الشيخ- قائلا "تم انتدابي هذا العام للمراقبة علي الامتحانات في محافظة طنطا، حاولت أن أبيت ليلة في الاستراحات التي تخصصها الوزارة لإقامة المدرسين، وكانت من أصعب وأسوأ ما يمكن، وكأنها ليست مخصصة لآدميين، وهذا جعلني لا أفكر في تكرار تجربة المبيت في هذه الاستراحات، فكنت أسافر وأعود للمبيت ببيتي بشكل يومي، رغم إرهاق السفر ومصروفاته إلا إنني أحمد الله أنه لم يتم انتدابي لعملية التصحيح، فهي تكاد تكون أسوأ من المراقبة، فحجرات التصحيح تفتقد عوامل التهوية المناسبة فيكون مناخ مناسب "للتعذيب"، خاصة أن التصحيح يستغرق أوقات طويلة تستلزم الجلوس في وضع مريح، وبالنسبة للمقابل المادي للتصحيح فهو غير مناسب و في حاجة إلى زيادة تتناسب مع الجهد الذهني في عمليه التصحيح، و مع الأهمية التي تترتب على عمليه التصحيح بالنسبة للطالب وعائلته."

وتقص نجوى عبد الحليم – مدرسة بالزهراء الثانوية بالقاهرة- عن زميلتها سوسن سيد التي انتدبت للمراقبة في مركز أوسيم، وهي تقطن بحي عين شمس، كانت زميلتها الابنة الوحيدة لوالدها المسن، وكانت تقيم معه وتلتزم بمواعيد أدويته وتقديم الوجبات له، كما أنها كانت مسؤولة عن العناية بأولادها، كان يتعذر عليها أن تسافر يوميا للمراقبة، في ظل أنها ستضطر أن تستقل نحو ثلاثة مواصلات للذهاب ومثلهم للعودة، وكانت ستدفع ما يزيد عن العشرين جنيها بشكل يومي كمصروفات انتقال.

وتضيف نجوى قائلة "أما بدل السفر الذي يتحدثون عنه لا يتمكن أحد من الحصول عليه، فلدينا زملائنا يظلون عاما كاملا يحاولون الحصول علي بدلهم ولا يتمكنون من ذلك."

"نحاول كثيرا تقديم الاعتذارات لتعذر العمل في هذا الجو، لكنها لا تُقبل" هكذا بدأ محفوظ عبد الحليم -مدرس رياضيات-، وأضاف قائلا" مقابل عملية التصحيح نفسه غير مجز، لكنك إذا اعتذرت لا يُقبل اعتذارك إذا لم تأت بعذر قهري، بعضنا لا يجد مفرا من قبول كل هذا مقابل الحصول علي مكافأة الامتحانات، وهي المكافأة التي ينتظرها المدرسون من العام للعام، وهي وحدها التي تضطر الكثيرون منّا إلي قبول ظروف الانتداب الصعبة من أعمال المراقبة والتصحيح، ولا أحد يضع نفسه مكاننا، فنحن نعمل ونصحح نحو 300 ورقة يوميا يتوقف علي كل ورقة منهم مستقبل طالب وأمل أسرة، ونقوم بهذه المهمة في أماكن غير مريحة وغير صالحة لأن يجلس بها كل هذا العدد من المدرسين!"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان