عرش مصر.. احذر النهاية
تقرير- إبراهيم عياد:
"ليس من السهل حكم مصر".. قالها الملك فاروق، آخر ملوك مصر، لمحمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، ورد نجيب عليها في كتابه "كنت رئيسًا لمصر.. مذكرات محمد نجيب"، عندما قال لا أفكر سوي في العبارة الأخيرة التي قالها لي الملك فاروق: ليس من السهل حكم مصر.. ولا أتصور أن أحدا من الذين حكموا مصر أدركوا ذلك، وهو أن الجماهير التي ترفع الحاكم إلي سابع سماء، هى التي تنزل به إلى سابع أرض، لكن لا أحد يتعلم الدرس".
السنين -التي مرت على مصر- منذ عام 1952 حتى يومنا هذا، أكدت مقولة الملك فاروق، فعرش مصر ليس شيئًا سهلًا، وربما تؤكد مقولة محمد نجيب، أن لا أحد يتعلم الدرس.
من تولوا عرش مصر -خلال الفترة من 1953 وحتى 2013- حظوا بنهايات أفضل وصف لها ربما يكون النهايات المأساوية.
يستعرض مصراوي في التقرير الآتي كيف كانت نهاية رؤساء مصر منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 وحتى عام 2013.
نجيب
كان لواء في الجيش المصري وقت قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 واستعان به الضباط الأحرار كي يكون قائد لمجلس قيادة الثورة، وأصبح أول رئيس للجمهورية بعد تغيير النظام السياسي في مصر من الملكية إلى الجمهورية، في 14 نوفمبر عام 1954 عزله مجلس قيادة الثورة بسبب مطالبته بعودة الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة مع منعه من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته حتى أنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه.
''محمد نجيب''.. القائد السجين (بروفايل)
ناصر
جمال عبد الناصر هو ثاني رؤساء مصر تولى السلطة في عام 1956، وكان قائد الضباط الأحرار الذي قاموا بثورة يوليو 1952، كان ضابط في الجيش برتبة بكباشي ثم أسس تنظيم الضباط الأحرار الذي قاد ثورة يوليو، وساهمت سياساته في توتر بين القوى الكبرى في العالم.
بعد انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية، ونُقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، وتوفى بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساء.
و وفقًا لطبيبه، الصاوي حبيبي. قيل أن السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة.
وكان ناصر يدخن بكثرة، بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة، بالرغم من كل ذلك فإن الحالة الصحية لناصر لم تكن معروفة للجمهور قبل وفاته، لكن وقتها انتشرت شائعات بأن عبد الناصر توفى نتيجة شربه سم في القهوة التي قدمت له وفاته.
''عبد الناصر''.. شبح يطارد كل الرؤساء (بروفايل)
السادات
ثالث رئيس مصري، تولى الرئاسة بعد وفاة عبد الناصر وكان أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو، قاد انتصارات أكتوبر وعقد معاهد السلام بين مصر وإسرائيل والتي خلقت نوع من أنواع التوتر بين مصر ومعظم الدول العربية لفترة طويلة من الزمان.
انتهى الحال بالسادات، في حادث المنصة الشهير حينما قتله أحد أعضاء الجماعة الاسلامية الذي كانوا ضباط في الجيش المصري وقتها واستغلوا حضور السادات للعرض العسكري وقاموا باغتياله.
مبارك
ظل محمد حسني مبارك رئيسًا لمصر قرابة 3 عقود منذ أن تولى حكم مصر عام 1981 بعد اغتيال السادات، حتى أطاحت به ثورة 25 يناير 2011، بعد خروج الملايين من الشعب وعلى رأسهم الشباب، للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وبعد 18 يومًا خضع العجوز مبارك لمطالب الجماهير -التي رفضت كافة محاولات بقاءه- سواء بإجراء إصلاحات أو تغيير الحكومة.
وألقى عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية -آنذاك- خطاب تنحي مبارك عن حكم مصر، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي بإدارة شئون البلاد.
انتهى الحال بالرئيس الأسبق مبارك خلف القضبان، فقد اتهم بقتل متظاهري 25 يناير ولكنه أنكر هذه الاتهامات، وقضت محكمة الجنايات القاهرة عليه بالسجن المؤبد في 2 يونيو 2012، وتم الطعن على الحكم وأعيدت المحاكمة وفي يوم 29 نوفمبر 2014 حصل مبارك على البراءة.
لم تكن هذه هى القضية الوحيدة لمبارك فقد اتهم في عدة قضايا منها قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل، في حين قضت محكمة جنايات القاهرة، يوم 9 مايو 2015، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، بمعاقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"القصور الرئاسية"، بالسجن المشدد 3 سنوات، وبتغريمهم متضامنين نحو 125 مليون، وإلزامهم برد مبلغ 21 مليون جنيه ومصادرة المحررات المضبوطة.
وبذلك ظل مبارك خلف القضبان، يقضي ذو الـ86 عامًا مدة حبسه في مستشفى المعادي العسكري، لعدم توافر الرعاية الطبية الكاملة بمستشفى السجن.
مبارك.. الشيطان يعظ – (بروفايل)
مرسي
محمد مرسي أول رئيس من جماعة الإخوان المسلمين يتمكن من الوصول إلى رئاسة الجمهورية، خرجت ضده الملايين في 30 يونيو 2013، لعدم الرضا عن أدائه، وسعي جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على مفاصل الدولة -خلال عام مرسي الرئاسي الأول- وهذا ما وصفه مراقبون بأخونة الدولة.
في 3 يوليو ألقى عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع -آنذاك- بيان برفقة القوى السياسية المختلفة أعلن فيه استجابة الجيش لمطالب الشعب وعزل مرسي من منصبه وتعيين عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية، رئيسًا مؤقتًا للجمهورية لحين إجراء انتخابات رئاسية -التي تم إجراءها في 2014 وفاز بها السيسي.
محمد مرسي هو أول رئيس تحال أوراقه إلى مفتى الجمهورية، وبذلك يقترب من كونه أول رئيس مصري يحكم عليه بالإعدام، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة، يوم الأحد الموافق 14 مايو 2015، بإحالة أوراق مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، إلى مفتي الجمهورية، في قضية "الهروب الكبير".
وكذلك قضت محكمة جنايات شمال القاهرة في 21 إبريل الماضي، بالسجن المشدد 20 عام للرئيس الأسبق محمد مرسي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث الاتحادية".
ويواجه مرسي تهمًا أخرى منها التخابر مع دولة قطر، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
محمد مرسي من أول رئيس إسلامي لمصر إلى محكوم بالإعدام
السيسي
عبدالفتاح السيسي، هو أول رئيس منتخب بعد 30 يونيو 2013، التي أطحت بمرسي من سدة الحكم، تسلم السلطة من الرئيس المؤقت عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، يوم 8 يونيو 2014، ليبدأ فترة رئاسية مدتها 4 سنوات، يتمم العام الأول منها في 8 يونيو 2015.
فيديو قد يعجبك: