لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على سلالم "النقابة" في يوم الصحافة.. وإذا الحريةُ وُأِدتّ

10:16 م الأحد 03 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد: 

تصوير - محمود بكار:

أكثر من أربعة أعوام انقضت على اليوم الذي بحُت فيه الأصوات نداءً بـ"الحرية"، فاسقطت النظام بعد ثورة 25 يناير، غير أن الأقدام لا زالت توجه خطواتها إلى نقابة الصحفيين، تقف على سلالمها، ويعلو هتافها بالمطلب ذاته، متخذةً من اليوم العالمي للصحافة المعتمد منذ عام 1991، فرصة للتذكير بأشخاص ينتمون للمكان والمهنة، صاروا بين عشية وضحاها خلف قضبان سجن، بتهم لم تثبت عليهم حتى الآن رغم مرور شهور من التحقيق، لذا لم يجد ذويهم مفر من اللجوء لـ"نقابتهم"، والوقوف على عتباتها والهتاف "الصحافة مش جريمة".

"أقفوا استهداف الصحفيين.. قتل الصحفيين.. حبس الصحفيين" حملها أحد المشاركين بالوقفة الاحتجاجية على سلالم "النقابة"، فيما وقفت هي يمين المصطفين، حاملة لافتة بصورة زوجها "حسن القباني" وقفت "أية علام" بين المتواجدين، منذ 22 يناير المنصرف لم تره، "دخلوا علينا البيت الساعة 3 العصر وأخدوه من وسط بناته" قالتها الزوجة عن عضو النقابة كما تؤكد، لا علم لها منذ نحو 100 يوم عن التهم الموجهة إلى الصحفي المستقل، الذي سبق له العمل في جريدة الكرامة، ومن بعدها موقع الدولة الإخباري، "718 التخابر مع النرويج وقطر" فقط هو اسم القضية التي تعلم "آية" أن زوجها بين المتهمين بها "لكن مفيش حد راضي يخلينا نطلع على أوراق القضية.. بيقولوا ممنوع دي سرية".

تواصل لم ينقطع من جانب "آية" مع أعضاء مجلس النقابة السابقة، أسفر فقط بالإفراج عن أخيها "أحمد" الذي تم القبض عليه في اليوم ذاته "أخدوه مع جوزي"، فيما ظل "القباني" بسجن العقرب، يذهب إلى النيابة ويتم التجديد له تلقائيا حسب قول الزوجة التي لا تعلم مصير والد ابنتيها "همس وهيا" حتى الآن.

نحو 15 عاما يمتهن "القباني" الصحافة، لم يتعرض بها لأصعب من تلك الأوقات كما تقول الزوجة وإن كان القبض عليه كان دائما خاطرا بالحسبان "هو صحفي فكان دايما حاطط الاحتمال ده" لكن لم يكن بالنسبة له هاجس "بدليل أنه كان في البيت عادي وأخويا كان جاي يزورنا".

على سلالم النقابة تصدروا المشهد، صوتهم خطف الأذان، وقف ثلاثتهم مصطفين، عابسين الملامح، حاملين لافتتين بصورة أبيهم "إبراهيم الدراوي"، ليس المرة الأولى لـ"معتصم، رُبى، جواد" على تلك السلالم، "جينا كتير" تقولها الفتاة الصغيرة بابتسامة تأتيها بين الحين والأخر، وتأكيد حازم أنها على علم بمكان أبيها وتهمته "عشان بيقول كلمة حق".

25 شهر هي مدة احتجاز "الدراوي" منذ القبض عليه من استوديو قناة "روتانا المصرية" كما تقول زوجته "رضا جمال"، فالصحفي المحتجز اعتاد الظهور في البرامج والكتابة في مجلات مثل الإذاعة والتليفزيون وقنوات النيل الفضائية التابعة للدولة حسب قول زوجته، لكنها تفاجأت بالقبض عليه وغيابه عن المنزل، بعد ظهوره مع الإعلامي "تامر أمين" حسب قولها.

إلى النقابة كذلك كان أول مكان لجوء زوجة "الدراوي" للمطالبة بالتدخل لحرية زوجها، لكن لم يأتيها جديد "بيقولوا الأمر سياسي بس أحنا مش ساكتين... كلام مسكنات"، قرابة 20 عاما يعمل "الدراوي" في الصحافة، الاحتجاز بالنسبة له أمر متوقع كما تقول الزوجة، لذلك طالما وجدته متماسك أثناء زيارته، لكن التهمة التي تجدد له النيابة بشأنها حتى الآن "التخابر 371" هي الأمر المصدم لهم.

"أثبت يا بطل" بوجه بريء ولسان طفلة في الصف الرابع الابتدائي قالت "رُبى" إلى أبيها في أخر زيارة له بالأمس، لتأتي بصحبة شقيقيها الصغيرين ليهتفوا معا من أجل حرية أبيهم في اليوم العالمي للصحافة.

لا تجد زوجة "الدراوي" حرجا في اصطحاب أولادها الثلاثة بأي وقفة احتجاجية من أجل أبيهم، دعم المتواجدين هو عزائها أمام بعض الصحفيين ممن يتلفظون بكلمات تتألم لها متهمين بقين زوجها أنه "متخابر"، فيما تحمل زوجة "القباني" الأمل بمواصلة التواصل مع مجلس النقابة الحالي، للاهتمام بحال المحتجزين من الصحفيين، مقابل حزن يعتريها بتذكر كلمات زوجها في أخر زيارة له قبل شهرين حين تحول سؤاله المعتاد "هي النقابة بتسأل عننا" إلى كلمات يائسة "سيبك من النقابة مش هتعمل حاجة".

فيديو قد يعجبك: