إعلان

في يومها العالمي.. لا يعرف الصحافة إلا "اللي انكوى بنارها"

07:57 م الأحد 03 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت ـ هاجر حسني ونسمة فرج:

ربما تصادفه في حياتك اليومية، شخص عادي يقبض على هاتفه المحمول بعد ضبطه على وضع "ريكورد" يسألك عن رأيك في مسألة ما تهمك، أو تجده ممسكاً بالكاميرا متخذا وضع غريب في محاولة منه لتجميد لحظة قد تراها أنت لا قيمة لها ولكنها بالنسبة له "لقطة مميزة"، مُحتجزا، مُهدددا، مُصابا بل وأحيانا مستشهدا، هذا هو حال الصحفي، ورغم ذلك ستجده مُصرا على الاستمرار لا يخشى رصاصة طائشة أو "علقة موت" أو حتى سجنه ونهاية حياته.

شوكان.. كابوس السجن المُظلم

كم هو بعيد عنا معنى "حرية الصحافة" فأنا أقضي أكثر من 600 يوم في السجن ولا أعلم متى سينتهي هذا الكابوس المظلم، فقط لأنني كنت أقوم بعملي كمصور صحفي أثناء عملية فض اعتصام رابعة، كلمات أراد بها محمود شوكان أن ينقل جزءا من مأساة الصحفيين المصريين الذين يحتفلون بهذا اليوم داخل الزنازين.

الصحافة في رأي شوكان أصبحت جريمة بكل المقاييس "اتحكم على 13 صحفي من المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى صحفي تم الحكم عليه بالاعدام"، مسيرة زعماء العالم الذين تظاهروا في باريس بعد مقتل رسامي صحيفة شارلي ابدو للتأكيد على حرية التعبير وحرية الصحافة جعلت شوكان يتساءل أين هم من الصحفيين المُحتجزين "أنا أعيش في زنزانة عفنة تحت ظروف قاسية لا يحتملها الحيوان، وتم قذافي بتهم لا صحة لها، وخلطي مع المتظاهرين ممن تم إلقاء القبض عليهم".

"أنا صحفي لست مجرما.. ساعدوني" قالها شوكان مطالبا الصحفيين ووسائل الإعلام بدعمه والوقوف بجانبه والضغط على الحكومة لإطلاق سراحه.


الحسيني أبو ضيف.. من الصحافة ما قتل

"اذا استشهدت لا أطلب منكم سوى استكمال الثورة"، كانت آخر تدوينه للصحفي الحسيني أبو ضيف قبل استشهاده بيوم واحد في أحداث الاتحادية، ايمانه بالحرية جعل قدماه تقوده لا إراديا إلى ميدان التحرير ليكون من أوائل المشاركين في الثورة.

يروي سالم أبو ضيف شقيق الحسيني "من وهو صغير وهو عنده حب غير عادي للوطن، كان عندما يسمع بوجود حادث وهو رئيس اتحاد الطلبة في الثانوية العامة يطلب من زملاءه في الإذاعة المدرسية بالتبرع للدم"، فالاهتمام بالشأن العام لم يكن أمرا جديدا على الحسيني الصحفي "كان أول من نادى بالتعليم المجاني للطلبة وهو طالب بكلية الحقوق في أسيوط، ورفع قضية وكسبها".

على عكس البعض رأى الحسيني في أداء الخدمة الوطنية سعادة من نوع خاص خاصة بعد التحاقه بفرقة الصاعقة، وبنفس الشعادة والشغف مارس الصحافة حيث وجد فيها الوسيلة لمحاربة الفساد "اشتغل في جرايد خاصة علشان يكتب براحته، كان مناهض لمبارك وعضو بحركة كفاية" قالها سالم، ووجد الحسيني في اندلاع الثورة التونسية بشائر امتدادها لمصر وكان سعيدا وداعما لها.

إعلان الرئيس الأسبق مبارك تحنيه كان بمثابة قبلة الحياة للحسيني "كان أسعد يوم في حياته"، ولكن استيلاء الإخوان على الثورة أعادت له مخاوفه مرة أخرى.


بكار وهدير.. احترس من المواطنين الشرفاء

كان محمود بكار يغطي مسيرة للإخوان في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث فوجئ ببعض الأشخاص يعترضون طريقة ويحاولون منعه من التصوير، وبعد شد وجذب بدأت اللكمات تتهاوى على وجهه دون أن يدري الجُرم الذي فعله ليستحق ذلك "من غير ما يسألوني عن أي حاجة اتفاجئت بالضرب".

بعد أن فرغ المواطنين الشرفاء ـ كما يُطلق عليهم المصورين في الوسط الصحفي ـ من الاعتداء على بكار ونالت الكاميرا الخاصة به نصيبها هي الأخرى، جاءت الشرطة لتقوم بدورها وتنقذ بكار من بين أيديهم ولكن الغريب أن أفراد الشرطة أنفسهم ساروا على نهج الأهالي ليستكملوا الاعتداء على بكار وعدد آخر من الصحفيين داخل سيارة الشرطة.

تركت التجربة التي تعرض لها بكاء أثرا على أسلوب عمله بعد ذلك، فأصبح مجرد ابراز الكاميرا في الشارع خطرا يُهدد حياته "أنا مبقتش انزل اشتباكات وبقيت فعلا أخاف اشيل الكاميرا في الشارع"، الوضع بالنسبة لبكار سيستمر على نفس المنوال لفترة ولن يتغير بسهولة ولكنه وجد حلاً بديلاً "بقيت ابعد عن السياسية في شغلي واشتغل موضوعات خفيفة".

لم يختلف كثيرا ما مرت به هدير محمود عن زميلها في المهنة بكار، ترى هدير أن وجود الكاميرا في أي مكان غيرمرحب به وخاصة في الاشتباكات "في الاشتباكات الطرفين بيحاربوا الكاميرا، كل طرف مش راضي بوجود المصور في الحدث كأنهم خايفين إن الكاميرا تفضح حاجة".

وفي أثناء أحداث محمد محمود الأخيرة تعرضت المصورة لمشادة كلامية مع أحد المتظاهرين بسبب وجود الكاميرا معها "قالي انتي بتصوري وشوش المتظاهرين" وكادت هدير أن تعلق معه لولا تدخل أحد زملاءها للفصل بينهم، وعن اشتباكات الجامعة فكان لهدير رأي مفصل، فهي ترى أن الأسوأ في التعامل مع المصورين هم طلاب جامعة عين شمس "صعب التفاهم معاهم"، وبسبب اشتباكات سابقة تعرضت هدير لمحاولة كسر الكاميرا من قبل عدد من الطلاب في تظاهرة بين طلاب مؤيدين وآخرين معارضين.

خالد حسين.. الضربة التي لا تقسمني

الإصابة بطلق ناري في الصدر لم يكن أمرا هينا، ولكن بالنسبة للصحفي خالد حسين والذي أصيب في اشتباكات جامعة القاهرة، كانت سببا في تحمسه للنزول مرة أخرى لأرض الأحداث "طبعا بعد الإصابة كان في شوية خوف بس بسرعة جدا نسيت ده واتحمست أكثر إني أنزل أغطي أحداث تاني"، استفاد خالد من التجربة التي خاضها وكون خبرات للتعامل مع الأحداث المشابهة مستقبلا "الصحفي مينفعش يبقى غشيم، لازم يبقى عارف بيتحرك ازاي ويكون مأمن نفسه لما يكون موجود في مكان خطر".

يمتنع خالد عن رفع الكاميرا في بعض الأحداث الذي يشعر فيها بنسبة خطر كبيرة، حفاظا على حياته ومعداته "في ذكرى رابعة نزلت اغطي الأحداث ولما لقيت ضرب رصاص حي مرفعتش كاميرا، بعض زملائي اتهموني اني جبان بس ده مش جبن ده تقليل خطر وحفاظ على النفس"، فهو يرى أن الصحفي يواجه خطرا من جهات مختلفة أثناء عمله خاصة في الأيام الحالية "الأحداث قلت بس كثافة العنف زادت وده بيأثر على الصحفيين وكمان أي صحفي دلوقتي بيتبصله على أنه تبع الداخلية وبيصور الناس علشان يوشي بيهم".

الإعلام أصبح مصدرا لخوف الكثيرين وبالتالي فالتعامل مع المشتغلين به من قبل المواطنين أصبح أمرا يصعب توقعه "مبقاش في ثقة في الميديا والناس عداوتها للكاميرا زادت، الصحفي بيبقى نازل وهو متوقع أي ضرر".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان