من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل.. متى يعود اليمن سعيدًا؟
كتب– مصطفى المنشاوي:
إعادة الأمل.. عملية جديدة لتحالف القوات العربية المشتركة، للتصدي إلى انقلاب الحوثيين والقوات المتمردة التابعة للرئيس السابق على عبدالله صالح في اليمن، بعد إعلان الانتهاء من "عاصفة الحزم" -التي حققت أهدافها بإيقاف تقدم الحوثيين في البلاد- بعد تدمير المعدات الثقيلة ومخازن السلاح التي كنت تجعلهم متفوقين على الحكومة اليمنية، بحسب بحديث المتحدث باسم قوات عاصفة الحزم.
البداية
بدأت عاصف الحزم، في الثانية صباح يوم 26 مارس الماضي، بمشاركة تحالف دولي مكون من 10 دول ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم التابعة لرئيس السابق على عبدالله صالح.
حظر الأسلحة عن الحوثيين
صوت مجلس الأمن الدولي، بأغلبية على مشروع قانون بادرت إليه كل من الأردن والولايات المتحدة وبريطانيا يمنع توريد الأسلحة للحوثيين في اليمن، وقد صوتت على القرار 14 دولة عضوة في المجلس بينما امتنعت روسيا مصرة على أن حظر السلاح يجب أن يكون شاملا.
الحزم حققت أهدافها
قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال جلسة لمجلس الوزراء، إن عملية عاصفة الحزم في اليمن حققت أهدافها بمنع اعتداءات ضد المملكة ودول المنطقة، مضيفًا أن تحقيق أهداف العملية جاء بدعم من "الأشقاء من دول التحالف.
إعادة الأمل
أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بدء عملية إعادة الأمل وما تتضمنه من أهداف يؤكد حرص دول التحالف على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيدا عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات وليعود لممارسة دوره الطبيعي في محيطه العربي.
حاول موقع مصراوي الوقف على آخر التطورات للحرب في اليمن، من خلال آراء بعض الخبراء العسكريين وتوقعاتهم عن نهاية هذه العمليات.
قال اللواء دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم السياسية بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الحرب في اليمن لا أحد يعرف متى ستنتهي، لافتًا إلى أنها ليست حرب نظامية يكتسب فيها الدولة المتفوقة بالتعداد والسلاح الجيد أرض، ولذا يخطئ من يقول أنها ستنتهي في توقيت محدد –على حد قوله-.
وأوضح فؤاد لمصراوي أن عاصفة الحزم لم تحقق النتائج المرغوبة منها حتى إعلان توقفها، مضيفًا أن قرار السعودية بتغيير المسار من "الحزم" إلى إعادة الأمل كان به الكثير من النجاح، خاصة بعد رفض الحوثيين الجلوس على مائدة المفوضات، لافتًا إلى الاعتماد على القبائل في الحرب ضد الحوثيين، من خلال تدريبهم وإمدادهم بالسلاح سوف يُنهي الحرب في القريب العاجل.
وأشار إلى أن دولة اليمن الوحيدة على مدار التاريخ التي لم تحتل، وذلك يرجع إلى الطبيعة الجغرافية الجبلية، حيث يصعب على أي دولة أن تغزوها، ونحن نعرف ذلك من خلال الاشتراك في الثورة اليمنية في الستينيات من القرن الماضي، لافتًا إلى أن قرار الاعتماد على القبائل اليمنية بعد رفض باكستان الاشتراك في الدخول بري "كان قرار موفق".
وتابع: "يجب أن نأخذ من الموقف الباكستاني درس في الديمقراطية التي لابد أن يتم تدرسها في الدول العربية، حيث أن باكستان في بداية الإعلان عن عاصفة الحزم أعلنت مشاركتها، وبعد التصويت على ذلك القرار في مجلس النوب، والذي جاء بالإجماع على رفض الاشتراك، حيث أن الحرب بعيدة جدًا عن الأراضي الباكستانية وليس لها أهداف مباشرة".
واختتم أستاذ العلوم السياسية حديثة بأن الحرب الآن داخل اليمن هي حرب استنزاف بين القبائل والحوثيين، خاصة بعد رفض الأخير المفوضات وهذا ما يجعلها متوازنة حتى الآن، مضيفًا أن إيقاف المعونات ومنع قدوم السلاح من إيران من جميع المداخل سوف يدفع الحوثيين إلى اللجوء لطاولة المفوضات والموافقة على الشروط الدولية في إنهاء الصراع الداخلي.
في حين قال اللواء محمود منير خبير ومحلل عسكري وعضو المجلس المصري للشؤن الخارجية، إن اعلان التحالف العربي الانتهاء من عاصفة الحزم، جاء بعد تنفيذ أهدافها وهي القضاء على القدرات القتالية للمسلحين الحوثيين داخل المدن التي تم الاستيلاء عليها في الآونة الأخير.
وأوضح منير لمصراوي أن الهدف من تقليص القدرات القتالية أصبح شبه محقق، وذلك بعد الحصار البحري لمنع وصول الأسلحة والإمدادات إلى المتمردين الحوثيين، لافتًا إلى استمرار حصار المطارات لمنع وصول الإمدادات عن طريق الجو سيجعلهم يعدلون عن قراهم بعدم التفاوض.
وأردف إلى أن القوات العربية لا تحتاج في الوقت الحالي للتدخل البري داخل الأراضي اليمنية، مشيرًا إلى أن قرار باكستان في الاشتراك في التحالف العربي كان يثير الاستغراب خاصة وأنها لست دولة عربية، حيث أن تدخلها في الضربة الجوية كان لحماية المقدسات الإسلامية – على حد وصفه-.
واستطرد أن قرار البرلمان الباكستاني بعدم التدخل البري في الأراضي اليمينة، هو أمر لم يطرح حتى الآن حيث أن قوات التحالف العربي لم تقم بالتدخل البري، سوى في شمال السعودية وذلك لحمايته من تقدم الحوثيين، مضيفًا أن هذا لا يعني عدم التدخل بري في المستقبل إن اضطرت القوات العربية إلى ذلك.
وتوقع المحلل العسكري استمرار الحرب في اليمن إلى فترة أطول، حتى يتم استنزاف مخازن الأسلحة والذخائر التي استولى عليها الحوثيين، مؤكدًا أن القبائل سوف يكون لها دور محوري في تأمين المكاسب التي حققتها قوات التحالف العربي.
ورفض فكرة تزويد القبائل بالأسلحة في الوقت الحالي، مشددًا على أن تلك الخطوة في الوقت الحالي سوف تؤدي إلى حرب أهلية، مشيرًا إلى أنه يجب استغلال القبائل في تأمين المداخل والمخارج ومحاصرة الحوثين في الوقت الحالي، نظرًا لوجود عناصر من الجيش اليمني ذات ولاء قبائلي أكثر من الوطني.
فيديو قد يعجبك: