لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محلب: العلاقات بين مصر والسعودية استراتيجية ومصيرية

11:16 ص الخميس 14 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الرياض - (أ ش أ):

وصف المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر بأنها "استراتيجية ومصيرية".

وقال محلب - في حديث مطول أجرته معه صحيفة (الشرق الأوسط) الدولية في طبعتها السعودية خلال زيارته لباريس ونشر اليوم - "إن هذه العلاقات لا تمس ولن يستطيع أحد المس بها"، مضيفا أن السعودية لم تتخل عن مصر ومصر لن تتخلى عن السعودية"، وأكد أن العلاقات بين البلدين أكثر من ممتازة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة محلب إلى باريس لقيت اهتماما ملحوظا من قبل السلطات الفرنسية التي حضرت له برنامجا حافلا تضمن لقاءين مهمين مع رئيس الجمهورية فرنسوا أولاند ومع نظيره مانويل فالس. ونوه فالس بدور مصر في محاربة الإرهاب وتوفير الاستقرار كما أشاد بدور الأزهر في نشر رسالة الإسلام المعتدل.

وقال محلب "إن مصر وفرنسا يرغبان في التعاون في كل المجالات بما في ذلك النووي السلمي حيث تسعى القاهرة للحصول على أول مفاعل من هذا النوع من أجل أغراض إنتاج الطاقة الكهربائية".

وفي الملف الليبي، نبه محلب على أن أي قرار أوروبي أو دولي أو اقتراح حلول "لا يمكن أن يكون على حساب الشرعية في ليبيا" الممثلة، بحكومة عبد الله الثني في طبرق وبالبرلمان الذي يدعمها.

وأشار محلب إلى أن ما يهم مصر بالدرجة الأولى هو "حماية حدودها" الممتدة إلى 1200 كلم، معتبرا أن أي تدخل عسكري في ليبيا "لن يكون مقبولا إلا تحت غطاء شرعي".

أما بالنسبة لـ"الرسالة" التي تعكسها قمة كامب ديفيد بين الرئيس الأمريكي والمسئولين الخليجيين فهى التأكيد على أن "أمن الخليج يهم العالم كله" وبالنسبة للقاهرة فإنها ترى أن أمنها وأمن الخليج واحد.

وبالنسبة للوضع الأمني في مصر واستمرار الأعمال الإرهابية، رأى محلب أن القضاء على الإرهاب سيستغرق وقتا خصوصا الإرهاب الذي سماه فرديا .. مشيرا إلى أن "المواجهة الأمنية" ليست الوحيدة ويتعين أن يردفها العمل من أجل التنمية وتوفير فرص عمل للشباب ومقارعة الفكر المتطرف حيث أن المادة الخام للإرهاب هى الجهل والظلم.

وردا على سؤال حول العلاقات المصرية - السعودية؟ وكيف يمكن توصيفها؟ وما هى آفاقها المستقبلية؟، قال محلب "العلاقات المصرية - السعودية أثبتت أنها علاقات مصيرية واستراتيجية. ليس هناك مصري واحد يمكن أن ينسى قول المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد ثورة 30 يونيو إن "مصر خرجت من النفق المظلم" أو أن ينسى المساندة الرائعة لمصر التي وفرها خادم الحرمين والمستمر فيها الملك سلمان. العلاقات مع إخوتنا في السعودية أكثر من ممتازة، والشعب السعودي نعتبره جزءا من الشعب المصري. ولا يمكن أن ننسى أن قرابة مليوني مصري يعيشون ويعملون في السعودية ولدينا ما بين 700 و800 ألف أسرة سعودية تعيش في مصر. إذن العلاقات بيننا لا تمس ولن يستطيع أحد المس بها؛ لأنها علاقة مصير وعلاقة نسب ودم والشعب المصري يحمل الجميل للسعودية ومواقفها المساندة جميعا. السعودية لم تتخل عن مصر ومصر لن تتخلى عن السعودية قيد أنملة.

وحول الادعاء بوجود "جفاء" بين القاهرة والرياض، نفى محلب ذلك، قائلا "هذا الكلام غير صحيح، والعلاقة بيننا أكثر من ممتازة".

وفي الشأن الليبي وأين ترى القاهرة المخرج، قال محلب "المخرج هو التزام الشرعية. في ليبيا ثمة موضوعان يقلقان الأسرة الدولية: الأول يخص أوروبا؛ أي الهجرة غير الشرعية، وهذا مصدر قلق كبير للغاية، ويتعين بشأنه أن تتوصل البلدان الأوروبية إلى توافق. الموضوع الثاني يتناول الوضع في ليبيا. لقد استفدت من لقاءاتي لأشدد على أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون على حساب الشرعية. هناك حكومتان بينهما حكومة شرعية التي هى في طبرق والبرلمان الذي هو في طبرق. وهناك حكومة أخرى غير شرعية. وبالتالي أنت لا تستطيع التواصل مع حكومة غير شرعية. وشدد على أن التواصل يجب أن لا يحصل إلا مع الحكومة الشرعية.

وردا على سؤال بأن الموقف الأوروبي مغاير بعض الشيء للموقف الذي عرضه، قال محلب "هذه رؤية مصر. هل يتساوى الشرعي واللاشرعي؟ هذا غير ممكن. رؤيتنا التمسك بالشرعية والتمسك بوحدة الأراضي الليبية، وهذه الشرعية يمكن أن تتثبت عن طريق مجلس الأمن. وأي قرار يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن يجب أن يكون لصالح هذه الشرعية. ومن المؤكد أن مصر ستكون مشاركة فيه «تنفيذه»".

وعن جهود المبعوث الدولي برناردينو ليون المستمرة والتي لم تأت بأي نتيجة حتى اليوم.. وهل من بديل؟ وهل من سياق آخر؟، قال محلب "هذه الوساطة لم تقفل بعد. يتعين علينا المتابعة وأن نتحلى بالصبر و"النفس الطويل". يتعين علينا استنفاد كل الحلول السياسية. وبأي حال، فإن أي عملية للتدخل العسكري في ليبيا لا يمكن أن تكون مقبولة إطلاقا إلا تحت غطاء شرعي دولي وغرضه إعادة "بناء" الدولة الليبية.

وردا على سؤال عن استعداد مصر للمشاركة فيما يسعى إليه الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي والخاص بالحصول على قرار يخولهم حق استخدام السلاح لتوقيف المهربين والسفن المستخدمة في نقل المهاجرين غير الشرعيين؟، قال محلب "نريد أولا أن نحمي حدودنا الممتدة إلى 1200 كلم، وهمنا الأول هو منع استخدامها لكل أنواع التهريب. أما الاتحاد الأوروبي الساعي للسيطرة على بعض المراكب، فهل سيكون بحاجة إلى مساعدة من مصر؟ في أي حال، نحن لا نريد استباق الأمور ولننتظر القرار الذي يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن لنحكم على مضمونه".

وعن قمة كامب ديفيد الأمريكية الخليجية. وهل ستبدد ما يمكن تسميته "هواجس" خليجية إزاء السياسة الأمريكية لما بعد الاتفاق المحتمل مع إيران حول ملفها النووي؟، قال محلب "أنا لا أسميها «هواجس». أنا أعتبر أن غرض هذه القمة هو توضيح الرؤى. عندما تريد أمريكا أن تجلس مع إيران ثم تجلس مع بلدان الخليج، هذا يمكن أن يسمى البحث عن «التوازن»، ويعني أن واشنطن تتعاطى مع الطرفين بالاهتمام نفسه. وبالنسبة للقمة، مضمون الرسالة كما نراها نحن، أن أمن الخليج يهم العالم كله. وبالنسبة إلينا، فإن "أمن الخليج هو أمن مصر". هذه المسألة هى واقع وحقيقة. وقد أثبتت الأيام أن اشتراك مصر في "عاصفة الحزم" ترجمة لهذا المبدأ.
وحول الملف النووي الإيراني وأنه بفرضية أن نهاية يونيو المقبل ستشهد توقيع الاتفاق النهائي حول النووي الإيراني، هل يمكن توقع أن يكون أداء طهران السياسي وتحديدا في المنطقة مختلفا عن أدائها الحالي، بمعنى أنها ستشترك في الدورة الاقتصادية والتجارية والسياسية الدولية، ما سيحتم عليها أن يكون لها تصرف مختلف؟ وهل يمكن المراهنة على ذلك؟، قال محلب "لا يمكن المراهنة. ولكن هناك عقل ومنطق؛ إذ ليست هناك دولة في العالم تحب العيش في أجواء من الاضطراب، خصوصا إذا كان هدفها البحث عن التنمية؛ ولذا هى بحاجة للسلام للتعايش مع جيرانها. النزاع العسكري يعني الخسارة للجميع.
وردا على سؤال عن العلاقة بين مصر وإيران؟، وهل من أفق لتطوير هذه العلاقة؟، قال محلب "لدينا تمثيل دبلوماسي في طهران.

مصر دولة كبيرة وهى تسعى إلى علاقات طيبة مع كل البلدان، وشرطنا لذلك عدم التدخل في شئون مصر الداخلية، وأي دولة تحترم إرادة مصر في ذلك فنحن سنكون متجاوبين، وعلاقتنا متميزة مع كل البلدان".

وحول الأزمة السورية وكيف تنظر مصر اليوم إلى الملف السوري وهى بصدد التحضير لاستضافة مؤتمر للمعارضة السورية في القاهرة؟، قال محلب "نحن وضعنا مجموعة من المحددات: «المحافظة» على وحدة الأراضي السورية، و«احترام» إرادة الشعب السوري، وضرورة أن يجلس الفرقاء المتنازعون بعضهم مع بعض للبحث عن حل سياسي. ما يحصل في سوريا لا يمكن القبول به أبدا: أكثر من 200 ألف قتيل وملايين المهجرين والمشردين".

وتابع "أشرت قبل لحظة إلى المعارضة السورية. وفي نظرنا يتوجب على هذه المعارضة «تحقيق» الاتفاق فيما بينها على تصور وحل، كما يتعين أن يتمكن الشعب السوري من التعبير عن إرادته. نحن مع الشرعية ومع إرادة الشعب ومع الوقوف إلى جانب سوريا إنسانيا. لكن الحل لن يأتي إلا من الأطراف المتنازعة، أي من السوريين أنفسهم. هل يمكن أن تستمر سوريا على هذا المنوال؟ ستحتاج سوريا إلى سنين طويلة من أجل إعادة بناء البنية الأساسية التي هدمت وأهدرت. ونحن في مصر، نقدم المساعدة في المجال الإنساني من خلال الاهتمام بربع مليون سوري لدينا. هؤلاء يعاملون كأنهم مواطنون مصريون لجهة التعليم... وبالعودة إلى السؤال الذي طرحته، أؤكد مجددا على أن ما نراه هو وحدة الأراضي السورية واحترام إرادة الشعب السوري وتمكين الفصائل المتصارعة من أن يجلس بعضها مع بعض وأن تتحاور.

وحول جنيف 2 ومصير النظام. وهل لمصر تصور؟ هل لديكم الإمكانية لطرح أفكار أو مبادرات؟، قال محلب "أحيلك إلى الجواب السابق".

وردا على سؤال حول غزة ؟، قال محلب "نحن نفتح الحدود مع غزة باستمرار من أجل تلبية الحاجات الإنسانية .. وفي أي حال، هناك خمسة معابر وليس معبر رفح وحده. غزة محاصرة من المعابر الأربعة الأخرى ونحن نفتح معبر رفح للحالات الإنسانية، ولكن يتعين علينا أن نحمي بلدنا من الإرهاب. كل يوم عدد من أبنائنا يقعون شهداء. لذا، نحن بحاجة لفرض الأمن والانضباط على الحدود مع غزة. ولكن المعبر مفتوح للحالات الإنسانية والمساعدات الإنسانية تمر عبر رفح، وكذلك للطلبة والساعين للعلاج. العبء لا يجب أن يكون كله على مصر.
وعن الإرهاب ومتى ستتخلص مصر من هذه الآفة؟، قال محلب "الأمور ستأخذ الوقت. هناك الإرهاب في سيناء والرئيس عبد الفتاح السيسي قال إن 80 % من الجيوب تمت السيطرة عليها، لكن الإرهاب الآخر، أي الإرهاب الفردي، مثل وضع قنبلة هنا أو كيس متفجر هناك، يصعب علينا تحديد تاريخ للتخلص منه. وهذا النوع الأخير يفترض زيادة التنمية؛ إذ إنني أعتبر أن المواجهة الأمنية ليست المواجهة الوحيدة للإرهاب. التنمية مهمة للغاية، وكذلك إصلاح الفكر، ونحن نعمل على جميع المحاور، إن لجهة توفير التنمية أو توفير فرص عمل للشباب وخلافه. المادة الخام للإرهاب هى الشعور باليأس والجهل والظلم، ونحن نعمل للتواصل مع المجتمع المدني وتوفير فرص عمل للشباب.

وعن الوضع الاقتصادي والاجتماعي ؟، قال محلب في بعض المجالات هناك تحسن. مثلا القطاع السكني حيث نحن بصدد بناء مليون وحدة سكنية للأكثر احتياجا، والمطلوب توفير الدعم الاجتماعي لهم. وبلا شك أن شيئا كهذا سيخفف الضغوط عن مليون أسرة.

وعن البطالة؟، قال محلب "لقد تراجعت بنسبة 1 % بفضل المشروعات الكبيرة التي أطلقناها ولأول مرة. إذا نحن نسير في الاتجاه الصحيح؛ لأن البطالة تتراجع. ونحن نعمل من أجل اجتذاب استثمارات خارجية. لكن ليست لنا (أو لأي شخص آخر) عصا سحرية. المهم أننا في الطريق الصحيح. وطالما أن الأمور تتحسن ولا تتراجع".

وعن زيارته لفرنسا وأهم النتائج التي أسفرت عنها الزيارة؟، قال محلب "أود أن أشير بداية إلى الزيارة الناجحة جدا التي قام بها السيسي إلى فرنسا والتي كان من نتائجها التوافق مع الرئيس اولاند على خريطة طريق. أنا تلقيت دعوة من رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس لمتابعة ما تم التوصل إليه أثناء مجيء رئيس الجمهورية، وهى أمور محددة جدا لمجالات التعاون التي تشمل التعاون الاقتصادي والأمني والدفاعي، ناهيك بقطاعات حيوية بالنسبة لمصر مثل قطاع الإنشاءات.. باختصار، ثمة تنسيق على أعلى مستوى بيننا وبين فرنسا.

وقال محلب "لقد حققت الزيارة الكثير، ومن ذلك ما يتعلق بملف مهم جدا بالنسبة إلينا وهو التعليم الفني الذي نهتم به للغاية. ولذا، غصنا على التفاصيل، وشددنا على رغبتنا في أن تكون فرنسا لاعبا أساسيا مع وزارة التعليم الفني والتدريب في البرامج التي نقوم بها. كذلك تناولنا مجال السياحة وما تمر به مصر من اختناقات «وهمية»، وقلنا لأصدقائنا الفرنسيين إن الوضع في مصر آمن. وليس سرا أن عدد السياح الفرنسيين كان الأكبر «من بين الجنسيات الأخرى». والحال أن هذه الأعداد تناقصت اليوم وقد حصلنا على وعود من السلطات الفرنسية بمساعدتنا بحث الفرنسيين للعودة إلى مصر. وبالمناسبة، سيزور رئيس الحكومة الفرنسية مصر تلبية لدعوة وجهتها إليه وقبلها. وفي السياق الاقتصادي، التقيت أرباب العمل الفرنسيين لمتابعة ما تحقق في شرم الشيخ. وللأمانة، أود أن أقول لك إن الانطباع الذي خرجت به أكثر من رائع".

وعن مشاريع محددة استثمارية وتعاقدية ستقوم بها الشركات الفرنسية في مصر؟، قال محلب "بالطبع، هناك مشاريع محددة خصوصا في مجال الطاقة في مصر. أنت تعرف بلا شك أن مصر تنظر في ضرورة الانطلاق بالمفاعل النووي المصري «للأغراض السلمية» ولذا قمنا بزيارة روسيا والصين وجاءتنا مجموعة من الخبراء من كوريا الجنوبية".

وعن التوصل إلى تفاهم مع فرنسا بشأن هذا المفاعل؟، قال محلب "يمكن أن نتوصل إلى ذلك وفي أفضل الظروف. نحن نعاني من مشكلتين، هما الأسعار والتمويل. وللأمانة وجدنا أن التكنولوجيا الفرنسية متطورة جدا، وأن عنصر السلامة متوفر فيه. ولهذا الغرض، سيقوم وفد فرنسي بزيارتنا ثم نصل إلى مرحلة العروض وسنختار الأفضل منها لمصر. ولقد قمنا بزيارة المفاعل قيد الإنجاز القائم في محلة فلامانفيل للاطلاع؛ إذ إنه يمثل الجيل الجديد من المفاعلات النووية السلمية.

وعن وعود أو قرارات لجهة الاستثمارات؟، قال محلب "نعم. هناك ألستوم، فينسي، دوجرومون، آيرباص، ديكو... كلها أسماء تقدمت بمشروعات ونحن في طور الدراسة من أجل اتخاذ القرارات. قلت لهم: مصر تتحرك لجهة قانون الاستثمار أو لناحية المناطق الجديدة... وأنا سعيد أنه توفرت لنا الفرصة للدخول في التفاصيل

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: