لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العربي: تشكيل القوة العربية المشتركة لن يكون جيشا موجها ضد أي دولة

01:51 م الأربعاء 22 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- (أ ش أ):

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن تشكيل القوة العربية المشتركة لن تكون بأي حال من الأحوال حلفا عسكريا جديدا أو جيشا موجها ضد أي دولة بل إنها قوة تهدف إلى مواجهة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي وحفظ السلام والاستقرار في المنطقة بحيث تصبح هذه القوة إحدى الآليات الهامة لتفعيل العمل العربي المشترك في المجالات العسكرية والأمنية في إطار الجامعة العربية وذلك وفقا لما نص عليه ميثاق الجامعة وميثاق الأمم المتحدة من التزامات في هذا الشأن .

وقال العربي، في كلمته في الجلسية الافتتاحية للاجتماع الأول لرؤساء اركان الجيوش العربية بمقر الجامعة العربية اليوم الأربعاء، إن العمل العربي المشترك له أبعاد سياسية وقانونية واقتصادية واجتماعية وبيئية وغيرها وقد أزف الوقت بأن يأخذ البعد العسكري موقعه في منظومة العمل العربي المشترك ليسهم بفاعلية في حماية الأمن القومي العربي إزاء التحديات الراهنة" .

وأكد العربي مجددا على أن منظومة الأمن القومي العربي لا تقف عند حدود العمل العسكري والأمني فقط بل تتعداها لتشمل نطاقا واسعا من المجالات الحيوية التي تهدف إلى إيجاد ركائز مؤسسية قوية وفعالة لخلق نظام إقليمي عربي متكامل قادر على ردع العدوان الخارجي ومنع نشوب النزاعات الداخلية وبناء السلام والحفاظ عليه وصيانة كيان الدولة وحماية الاستقلال والسيادة الوطنية والحفاظ على وحدة التراب الوطني ، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب أن تكون هذه المنظومة قادرة على إيجاد الآليات التي تكفل الاعتماد المتبادل للدول العربية في قضايا الأمن والسلام بما يعزز وحدة صفوفها ورؤاها ويطلق عملية التنمية الشاملة في جميع أرجاء الوطن العربي لارتياد آفاق التقدم وتحقيق النهضة الشاملة لدوله والرفاه الإنساني لشعوبه.

وأضاف العربي إن خصوصية المنطقة العربية باعتبارها إقليما يشمل دولا متعددة لأمة واحدة يربطها تاريخ مشترك ولغة مشتركة ومصير مشترك يمنحها بجدارة واستحقاق حق الدفاع الشرعي الجماعي عن النفس وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فضلا عن أن الأخطار والتهديدات التي تواجهها الدول العربية تتخطاها وتتجاوزها لتشمل السلم والأمن الدولي بالمفهوم الواسع ، وهذا على وجه التحديد ما يمنح الشرعية السياسية والقانونية للدول العربية في تأسيس منظومتها للأمن القومي العربي وتشكيل قوات عربية مشتركة تصون كرامة شعوبها واستقلال مجتمعاتها وتضمن سلامتها الإقليمية وعزتها وتردع كل ما يهدد استقرارها السياسي.

وأشار إلى أنه سبقتنا إلى ذلك العديد من المنظمات الإقليمية وعلى وجه الخصوص الاتحاد الإفريقي الذي يباشر نشاطا فعالا في حماية السلم والأمن في القارة الإفريقية .

ولفت إلى أن الأمة العربية يربطها مصير مشترك وقدر واحد ، مشيرا إلى أن القادة العرب اتخذوا الشهر الماضي في قمة شرم الشيخ برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرارا باعتماد مبدأ قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي ،ووصفه بأنه قرار تاريخي يؤكد الإرادة العربية الموحدة لتحقيق الأمن القومي العربي وصيانة الأمن والسلم من التهديدات الداخلية والخارجية التي تواجهها الأمة العربية ومجتمعاتها التي كانت دائما مصدرا للثراء الروحي والفكري والعطاء الحضاري الإنساني .

وقال العربي إن هذا القرار جاء تتويجا للقرارات العربية السابقة ذات الصلة وعلى نحو خاص قرار مجلس الجامعة الوزاري في سبتمبر الماضي والذي أكد العزم على مواجهة شاملة مع الإرهاب مع ضرورة إيجاد إطار مؤسسي متكامل للأمن القومي العربي تلتزم بموجبه الدول العربية أن تكون على أهبة الاستعداد واتخاذ التدابير لرد الاعتداء وإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما في إطار ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة .

وأضاف العربي أن قرار القمة يفتح المجال أمام جميع الدول العربية للعمل جماعيا لحماية أمنها القومي ، مشيرا إلى أن المطلوب اليوم هو بحث التدابير والاجراءات اللازمة والاتفاق على آليات العمل المناسبة لوضع هذا القرار موضع التنفيذ بحيث يوجه رؤساء الأركان الفريق رفيع المستوى لبحث كافة الموضوعات ذات الصلة بإنشاء القوة المشتركة واتخاذ كل التدابير التي تكفل لها الانطلاق في عملها ، لافتا إلى أن الهدف هو التنفيذ والفعل وليس القول خاصة وأنه سبق أن عقدت اجتماعات خلال السبع عقود الماضية لبحث حماية الأمن القومي العربي ،وقال "للأسف وبالرغم من حسن النوايا لم يكتب لهذه الاجتماعات النجاح".

ولفت إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية تنامت ظاهرة الإرهاب وأصبحت تمثل تحديا جسيما وخطرا داهما على الأمن القومي العربي والأمن الدولي على حد سواء وعلينا الآن العمل على اجتثاث الإرهاب من جذوره وإنهاء كافة مظاهره لكونه أصبح يهدد سلامة مجتمعاتنا ووحدتها الوطنية ،منبها إلى أن الإرهاب بأنماطه الجديدة يمثل تهديدا مباشرا لسلطة الدولة واستقلالها وسيادتها الأمر الذي يستدعي ضرورة وضع حد نهائي وإزالة الأسباب والعوامل التي أدت إلى بروزه .

وقال العربي إن التحديات التي يفرضها الإرهاب وتهديده للدولة وللسيادة الوطنية يبرز في أكثر من صوره خطورة حيث تتعرض عدد من الدول الشقيقة إلى محن عصفت بوحدتها الوطنية بل أحيانا بكيانها كدول على نحو ما نشهده اليوم في سوريا واليمن"، مؤكدا فى هذا الصدد أنه يجب ألا نتردد في الإسهام وبفاعلية في مساعدة أشقائنا في تلك الدول على استعادة أراضيها وتمكينها من بسط سلطتها السيادية على كامل ترابها الوطني والقضاء على الإرهاب .

وشدد على أن التضامن مع الأشقاء وتقديم الدعم والعون لهم في مواجهة الأخطار التي يواجهونها هي مسؤولية عربية في المقام الأول وأن على الدول العربية أن تقدم تصورا متكاملا لمساعدتها على تجاوز الأزمات التي تمر بها ويكون ذلك ابتداء بإنهاء سيطرة المنظمات الإرهابية على الأراضي التي استحوذت عليها بالعنف والترويع وتصفية وجودها السياسي والعسكري وإطلاق عملية سياسية شاملة لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات شعوب هذه الدول ،تؤسس لمرحلة جديدة تكفل مشاركة كل القوى السياسية والاجتماعية وتستجيب لتطلعات شعوب هذه الدول بجميع مكوناتها من أجل وطن حر يتمتع فيه كل أفراد الشعب بالحقوق الكاملة والمواطنة المتساوية والمشاركة السياسية في صنع القرار واتخاذه .

وقال العربي " لقد أبرزت هذه التهديدات التي تعصف بالمنطقة على نحو جلي أنه لايمكن فصل الأمن الوطني عن الأمن القومي بل أن هذه التطورات أكدت أنهما متكاملان وأنه من المتعذر عمليا أن تحقق دولة عربية أمنها الوطني بمعزل عن أمن الدول العربية الأخرى ".

وأشار إلى أن التطورات التي طرأت على العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية دفعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى بما فيها الاتحاد الإفريقي إلى تبني مفهوم وآليات مبتكرة لحماية الأمن والسلم بالمعنى الواسع فلم تعد تهديدات الأمن والسلم تقتصر على الدول وأصبحنا نشهد تهديدات خطيرة تقوم بها تنظيمات إرهابية مما يطلق عليه "الفاعلون خارج الدولة " ، معربا عن اعتقاده بأن أبرز مهام القوى العربية المشتركة أن تكون متعددة الوظائف وقادرة على الاضلاع بما يعهد إليها من مهام في مجالات التدخل السريع لمكافحة الإرهاب وأنشطة المنظمات الإرهابية والمساعدة في عمليات حفظ السلام وبنائه وتأمين عملية الإغاثة والمساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين إضافة إلى التعاون في المجالات ذات الصلة بحفظ الأمن وتبادل المعلومات بين الدول العربية التي أصبح عددا منها في حاجة ماسة لمثل هذه الآلية لمساعدة حكوماتها على صيانة الأمن والاستقرار وإعادة بناء قدراتها ومؤسساتها الوطنية .

وخاطب العربي رؤساء أركان الجيوش العربية قائلا " أمامكم عمل جاد يتطلب حكمة عميقة وخبرة واسعة وبصيرة ثاقبة لمعالجة قضايا الأمن القومي العربي والمسائل المتصلة بها ، والمطلوب وضع تصور شامل للأمن القومي العربي "، مشيرا إلى أن الأمة بأسرها شاخصة أبصارها إليكم ، إلى حلم كان يراودها منذ زمن ، حلم تعثر تحقيقه في الماضي ، لافتا إلى أن الشعوب العربية الآن يحدوها أمل كبير في أن تتوصلوا سويا إلى ما يطمئنها على حاضرها ويضمن مستقبلها ويعيد إليها الثقة في منظومة العمل العربي المشترك في جميع المجالات ، وقال "إنني على ثقة بأنكم جديرون وقادرون على تحقيق تطلعات الأمة".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: