"خالد الصدر".. الرجل القوى الذى فجر أزمة فى البرلمان

كتب- أحمد علي:

أزمة عنيفة هزت أرجاء البرلمان قبل أن يبدأ كان بطلها اللواء خالد الصدر الأمين العام لمجلس النواب الملقب بـ"الرجل القوى" الذى قدم إستقالته فجأة من منصبه على خلفية خلافات بينه وبين المستشار مجدى العجاتى وزير الشئون القانونية ومجلس النواب.

أصدر المستشار إبراهيم الهنيدي وزير العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب قرارا للواء خالد الصدر الذى كان يعمل رئيسا لهيئة الأمن القومى ووكيل جهاز المخابرات الأسبق بتعيينه أمينا عاما لمجلس النواب خلفا للمستشار فرج الدري الذي انتهت ولايته في أكتوبر 2014 ليشرف على عملية أكبر دمج لموظفين مجلس النواب فى تاريخه لاسيما بعد أن نص الدستور على الغاء مجلس الشورى ونقل موظفيه لمجلس النواب .

شهدت الأيام الأخيرة للصدر العديد من الأزمات بدأت بإستبعاد 65 موظفا من العاملين بالمجلس مما أدى إلى حالة غضب عارمة لدى المستشار "العجاتى " الذى لم يعلم بذلك القرار الذى تظلم منه عدد كبير من الموظفين ولم تكن تلك الأزمة الوحيدة للصدر داخل المجلس حيث أكدت مصادر مقربة أن وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب اشتكى من تعمد الصدر تجاهله وتصرفه فى المجلس كأنه هو الوزير وكان يقوم بإتخاذ القرارات الهامة دون الرجوع إليه .

وفى 4 ديسمبر الماضى تقدم اللواء خالد الصدر بإستقالته فى الساعة الخامسة مساءا لوزير الشئون القانونية إعتراضا على ماوصفه بعدم تقدير الوزير له بعد أن حدد معه موعد لمقابلته لإستعراض خطة عمل المجلس وفوجئ بأن العجاتى غادر مكتبه وأبلغه مكتبه بأن مستشارين الوزير هم من سيحضرون اللقاء بدلا عن الوزير .

اشتعلت أروقة مجلس النواب فى اليوم التالى لإستقالة الصدر وأصدر أكثر من 35 نائبا بيانا صحفيا عبروا فيه عن غضبهم من إقالة الصدر، مشددين على أنه لم يتقدم بإستقالته ولكنه أجبر عليه وهددوا باللجوء لرئاسة الجمهورية للتدخل لحل الأزمة، الأمر الذى دفع المستشار مجدى العجاتى وزير الشئون القانونية لإطلاع الصحفيين على صورة من الإستقالة.

حاول النواب الضغط على "العجاتى " لإعادة الصدر لمنصبه ولكنه أصر على موقفه قائلا: "أن الامين العام المستقيل لم يحصل على ليسانس حقوق وهو ما يتنافى مع طبيعة العمل بالامانة العامة التى تتعامل مع مجلس تشريعى يحتاج أن يكون أمينه ملما بالقوانين" .

أصدر المستشار مجدى العجاتى يوم السبت الماضى 6 ديسمبر قرارا بتعيين المستشار أحمد سعد أمينا عاماً لمجلس النواب بعد موافقة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ليخرج بعدها الصدر معلنا أنه لا يرغب فى العودة للمجلس مرة اخرى.