المفتي: إلصاق تهمة التطرف بالإسلام خطأ ..والتعاون الدولي هو السبيل لمواجهة الإرهاب
كتب- محمود علي:
استقبل الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وفدًا أمريكي يضم السيناتور الأمريكي بوب كروكر، وديفيد كنزيلر -لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي-، وسارة جوينر -مكتب الشؤون التشريعية الأمريكي- في مكتبه بدار الإفتاء، لتبادل الأفكار حول كيفية مواجهة التطرف والإرهاب، وسبل التعاون لتحقيق ذلك.
وأكد مفتي الجمهورية -خلال اللقاء- أن التعاون بين الدول والمؤسسات هو السبيل الوحيد لمواجهة خطر الإرهاب، كما أنه يجب البحث بعمق في أسباب التطرف، خاصة وأن الإرهاب لم يعد يهدد دولًا بعينها ولكنه أصبح يهدد العالم أجمع.
وأوضح المفتي أنه من الخطأ إلصاق تهمة التطرف بالإسلام، فالتطرف لا يرتبط بديانة معينة، لأنه هو نتاج انحراف أتباع الأديان وليس انحراف الأديان، فالأديان إنما جاءت من أجل صلاح الإنسانية وتحقيق الاستقرار والنفع للبشر جميعًا.
وأضاف: "دار الإفتاء تبذل الكثير من الجهد من أجل ذلك على المستويين العالمي والإقليمي، عبر عدة إجراءات منها المشاركة في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، وإجراء جولات في أوروبا والولايات المتحدة من أجل توضيح موقف الإسلام من جرائم الجماعات الإرهابية وعقد لقاءات هناك خاصة مع الشباب لتصحيح العديد من المفاهيم التي تستغلها داعش لتوقع الشباب في براثن فكرها المنحرف".
وأشار إلى أن الدار تقوم كذلك بعقد دورات تدريبية للأئمة والمفتين الذين يأتون من خارج مصر من أجل إكسابهم المهارات الضرورية للإفتاء وكيفية مواجهة فتاوى الجماعات المتطرفة والرد عليها، ليكونوا حائط صد أمام هذه الجماعات.
كما تحدث مفتي الجمهورية عن المؤتمر العالمي لدار الإفتاء الذي عقد في أغسطس الماضي، وحضر خمسين من كبار المفتين والعلماء من مختلف بلدان العالم، لبحث قضية فوضى الفتاوى وما يتنتج عنها من مشكلات، لافتًا إلى أن المؤتمر خرج بجملة من الإجراءات التي تم تنفيذها على أرض الواقع.
وأضاف أنه من بين الإجراءات إنشاء أمانة عامة للإفتاء في العالم يكون مقرها القاهرة، يتم من خلالها بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد في الإفتاء، والتبادل المستمر للخبـرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، ووضع معايير وضوابط لمهنة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى تمهيدًا لإصدار دستور للإفتاء يلتـزم به المتصدرون للفتوى، وكذلك بناء الكوادر الإفتائية وتأهيل وتدريب الشرعيين الراغبين في القيام بمهام الإفتاء في بلادهم.
وعلى المستوى المحلي تقوم دار الإفتاء المصرية بعقد مجالس إفتائية في مراكز الشباب بمختلف محافظات مصر، من أجل التواصل الفعال مع الشباب وتحصينهم من الفكر المتطرف والإجابة على التساؤلات والشبهات التي تدور في أذهانهم، فضلًا عن إصدار عده كتب مثل فتاوى الشباب، وفتاوى المرأة وغيرها، كما أن الدار تستقبل يوميًا ما يزيد عن 1800 فتوى سواء شفوية أو هاتفية أو إلكترونية أو مكتوبة وتقوم بالرد عليها.
من جانبه، عبر الوفد الأمريكي عن تقديره لمجهودات دار الإفتاء المصرية وما تبذله من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي الأخرى قلقة من انتشار الإرهاب.
وأضاف الوفد أن التطرف يعد أرض خصبة للبعض لتحقيق مصالح شخصية، فهناك انتهازيون يحاولون بشتى الطرق جذب الآخرين إلى صفوفهم من أجل إحداث فوضى في العالم، وهو ما يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون لمواجهة هذا الخطر.
فيديو قد يعجبك: