بعد حادث الطائرة الروسية.. خبراء عسكريون: مساعدة إسرائيل لنا "كلام فارغ"
تقرير - محمود سليم:
في طريقها إلى بطرسبرج - روسيا، وبعد 23 دقيقة من خروجها من مطار شرم الشيخ، انقطع الاتصال بمركز القيادة، اختفت آثارها من الرادار، لا أحد يعلم ما حدث داخل الطائرة التي تحمل على متنها 217 شخصًا، و7 من طاقمها جميعهم روسيين واجهوا المصير نفسه.
اليوم انتهت رحلة الطائرة من طراز إيرباص 321 بلا عودة، بعد أن قطعت 56 ألف ساعة طيران في 21 ألف رحلة جوية، خلال 18 عامًا، وحصدت معها أرواح من كانوا على متنها.
أجواء متوترة سيطرت على الساحة المصرية، اتاحت الفرصة للجميع "الصيد في الماء العكر"، وأعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه "منذ ساعات الصباح ساعد جيش الدفاع من خلال طائرة استطلاع في عمليات البحث عن الطائرة الروسية في سيناء، كما عرضت سلطات جيش الدفاع على روسيا ومصر تقديم مساعدات إضافية لو تطلب الأمر".
"مساعدة وعرض" وصفهما الخبراء في تصريحات لمصراوي، بأنها "كلام فارغ"، لا يمكن أن يحدث دون تنسيق من الجانب المصري، ويراهما اللواء طيار نبيل شكري، أنه لا يمكن تصديق هذا الكلام، "عايزين يعملوا منظر على حسابنا الطيارة معرف مكانها، هيطلعوا طيارة تعمل أيه.. دا كذب".
وأشار شكري، جهات التحقيق هي التي تستطيع أن تثبت حدوث عمل إرهابي أم لا، مشددًا على أنه "غير مسموح بطيارة بالدخول في سيناء، ورصد أماكن القوات، لا يمكن الموافقة على حاجة بالشكل ده".
وأوضح شكري، أن لدي مصر طاريين وخبراء في القوات الجوية، حاصلين على "فرق تحليل حوادث" تمكنهم من تحديد ما الذي حدث مع الطائرة الروسية، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة احتمالات: "إما أن يكون هناك عطل فني، أو خطأ طيار أو عملية إرهابية.. والصندوق الأسود هو الذي سيحدد".
وأعلن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، العثور على الصندوق الأسود للطائرة، وانتشال 129 حتى الآن، مشيرًا إلى انتشار حطام الطائرة في مسافة 6 إلى 8 كيلومتر.
ووصلت الطائرة الروسية شرم الشيخ يوم 30 أكتوبر الساعة 5.30 مساءً، وغادرت اليوم في الساعة 5.58 صباحًا، وغادرت المطار حوالي الساعة 5.58 صباحا بتوقيت القاهرة متوجهة إلى مدينة سانت بطرسبرج، واختفت في الساعة 6.20 صباحًا من على شاشات الرادار.
وأوضح اللواء هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن حوادث الطائرات لا يمكن تحليلها بهذا الأسلوب، ويوجد مختصين لتحليل هذه الحوادث، مشيرًا إلى أن هذه العملية تأخذ وقتًا طويلًا لتحليل وثائق الطائرة بالكامل.
وأشار الحلبي إلى أن التحليلات الموجودة على الساحة حاليًا من غير المختصين، وحتى إن كانوا مختصين فلا يتوافر لديهم معلومات للتحليل على أساسها، مستبعدًا اختراق المجال الجوي المصري دون إذن القوات المصرية.
وأكد أن مصر دولة ذات سيادة على أراضيها أو مجالها الجوي دون إذن، مشيرًا إلى أن مصر ستعلن إذا حدث شيء من هذا القبيل، وبالتالي لا اعتقد أن هذا العمل تم من الأساس، "وأي دولة في العالم لا يمكن اختراق مجالها الجوي".
بينما يرى اللواء حسين عبد الرازق، خبير بالشؤون العسكرية، وأحد المشاركين في قوات حفظ السلام بسيناء، أن هناك الكثير من الخروقات تحدث لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وأوضح عبدالرازق، أن قوات حفظ السلام الدولية الموجودة في سيناء، تراقب هذه الخروقات وتُبلغ بها الجانبين الإسرائيلي أو المصري، مشيرًا إلى أن الخروقات يمكن أن تحدث بسبب الأخطاء البشرية، "وحين يتم الاختراق يتم الاعتراض ولكن في الحدود الدبلوماسية".
وأوضح أن القانون الدولي يسمح بخروج طائرات في المناطق الحدودية إذا حدثت حوادث مثل هذه بهدف المساعدة للدول غير القادرة، مشددًا على أن مصر قادرة على مواجهة هذه الحوادث بشكل جيد، "وأحسنت التصرف بشكل جيد جدًا حتى بالقياس مع تعامل الدول الأوروبية مع مثل هذه الحوادث".
فيديو قد يعجبك: