هيكل: من العيب أن أقول إنني المستشار الأول للرئيس..والغرب ما زال يتربص بالسيسي
القاهرة- (مصراوي):
أكد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، أن الشعب المصري والرئيس والجميع أمام لحظة فارقة هي لحظة ''الحقيقة''.
ولفت في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة cbc، أمس الجمعة، إلى أنه أعطى صوته للرئيس السيسي، ثم سافر ولم يره إلا مدة قصيرة بعد عودته، كان يطمئن فيها على أحوال معينة منه، معلقا على ذلك بـ ''كتر خيره''.
وعن مضمون جلساته مع الرئيس السيسي، قال هيكل ''في المرة الأولى رأيته للتهنئة، وهو أراد الاطمئنان على بعض الأشياء، لكن في المرة الثانية وقد غبت لمدة شهرين ونصف الشهر وعلموا بعودتي فقد دعاني من أسبوع وبالتحديد يوم الأربعاء قبل الماضي، قابلته في لقاء امتد لمدة ثلاثة ساعات ونصف هو يقول لي أين كنت لمدة شهرين ونصف؟''.
وأشار هيكل أنه قال للسيسي سابقا '' أنت موجود في 25 يناير وأنت الداعي ل30ـ يونيو وكلاهما شيء واحد في حقيقة الأمر'' مضيفا أن الإخوان استولوا على ثورة يناير والسيسي هو الذي أعادها.
وأكد هيكل أن 30 يونيو كانت بمثابة انتخاب السيسي ولم تكن محددة وواضحة، فخرجت الجموع في الثلاثين من يوينو في مشهد مهيب وتقريباً هذا هو اليوم الذي انتخب فيه السيسي، فالسيسي استجاب ثلاثة مرات قبل ثورة 25 يناير و30 يونيو ثم الاستجابة الثالثة للترشح للرئاسة، مضيفا، قلت له ''قبلت المسئولية في ظرف ووضع خطير جداً فالشعبية ليست صدفة وليس رجل ذو عينين جميلتين فهناك أسباب حقيقية لإقبال الناس على أحدهم وأنا قلت له أنا أرجوك أن لا تنفق من هذه الكاريزما واعتبرها رصيداً احتياطياً لك لا تمسه ولا تسرف منه ولم نتحدث كثيراً في هذا الأمر''.
وردا على ما يتردد حول كونه مستشارا للرئيس عبد الفتاح السيسي، أوضح هيكل ''أنه من العيب من ناحية السن أن أقول أنني المستشار الأول للرئيس ومن العيب بالتجربة التاريخية أن أقول ذلك، أنا لست رجل كل العصور، ثقافتي حتى السياسية لا تصلح لذلك لأنها متولدة بالمعارف والتجارب في زمن معين ووجودي بالقرب منه ربما يكون مقلق لحلفاء في المنطقة خاصة أنني لدي مواقف معينة معروفة'' مضيفا ''عندما توقفت عن العمل السياسي كل رئيس مصري أراد أن يستمع لي لم أتأخر بداية من السادات حتى بعد أن اختلفنا ثم الرئيس مبارك ثم مرسي''.
ولفت هيكل أنه لم يكن من أنصار أن يكون للسيسي برنامج، ''لكني أردت في ذات الوقت أن يغلف مواجهة الناس بالحقيقة بحلم فلا بد من رؤية لأن الأرقام جامدة وكأنها أشياء إنشائية في مبنى لم نتحدث أصلاً عن شكله''.
وأضاف هيكل ''قلت للسيسي هناك شيء مهم، وأنا في عاصمة أوروبية استشرفت أن الناس لا زالت تتربص بك وهذا حادث بالفعل لا تعتقد لوهلة أن الامر انتهى من التلاحم بينك وبين الحركة الشعبية وأن الهدف الرئيسي تحويلك لجنرال عادي، وأنا أعتقد أن هذا تحدي كبير جداً صحيح أن بخلفية عسكرية وصحيح أنك جنرال لكن هناك شيء زائد عليها شعبية لها أسباب فأنا أعتقد أن أخطر شيء تواجهه هو محاولة تحويلك لرجل عادي وهناك مليون جنرال'' .
وشدّد هيكل أن كل شيء يقلق الرئيس، مضيفا ''أنا أحياناً أتعجب وأقول كيف يستطيع أن ينام؟''.
وقال هيكل إنه التقى المستشار عدلي منصور، الذي عتب عليه سفره الدائم للخارج، إلا أنه برر ذلك أنا متابع للظروف كلها ''لكنني لست طرفاً فيها وقلت إنني رجل أعرف جيداً حدودي وأعتز بذلك وأعرف أين أقف؟ ولا أتجاوز هذه الحدود وأنا موجود لمن أراد أن يستمع رأيي''، وأضاف ''ناقشته في مسألة رغبته في العودة إلى المحكمة الدستورية وكان لديّ رأي أنه أصبح سياسياً وهو كان لديه رأي أخر أنه كان منتدباً وتناقشنا حول هذه المسألة''، مضيفا ''إذا أردت أن تتابع الشأن المصري فعليك أن تتابعه من خارج الأصداء لان داخل الاصداء تكون الرؤية عادة أكثر ضبابية باستمرار''.
وعن رؤيته لفشل مشهد 25 يناير، أكد هيكل أن مشهد 25 يناير لم ينجح لأسباب موضوعية، أولاً لم يكن هناك سياسة وكان بحر السياسة جاف والناس لم تتعلم العوم والموجود عبارة عن برك ومستنقعات، فالأوضاع ما قبل ثورة يناير تراكمت وأصبحت صعبة جداً، ثم القبضة الأمريكية وقتها التي رأت ضرورة تصعيد الإخوان المسلمين وإتمام الاستفتاء على الدستور والإملاء على المجلس العسكري بالطريقة التي حصلت، وكان الإخوان مستعدين، وهناك قبضة أمريكية و قبضة اقتصادية واجتماعية مكبوتة وقبضة معاهدة سلام ونقلة كبيرة في الاستراتيجية المصرية كانت كثيرة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: