ابراهيم عيسى: 25 يناير ليست بقرة مقدسة.. وجلست مع السيسي 6 شهور
كتب - هاني سمير:
قال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في حواره ببرنامج "ممكن"، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان، عبر فضائية "سي بي سي"، إن عمله ككاتب ومفكر كان فترة قتال يومي، مشيرا إلى أن جريدة الشعب كانت تصفه بالشخص الكافر حين كان يبلغ 27 سنة، موضحا أنه كان هناك خشونة وجفاف من المجتمع، وأنه كان يذكر نفسه بأن الفن هو ملاذ المجتمع وأن الإبداع فوق الخلاف السياسي وأن الأدب فوق التناحر السياسي.
وتابع :"غسيل القلب وصفاء الورح هو الأدب والفن عموما ولهذا قررت استعادة النصوص القديمة للعمل الجديد، وأنا شخصيا أمام إسترداد مكان في المكانة الإبداعية والكتابية غابت عن البعض".
وعن مفهوم "السلطة"، تحدث الكاتب الصحفي :"أريد ضبط تعريف السلطة، لأن الرأي العام سلطة والخطاب الديني سلطة، والإعلام ايضا، وهي لم تعد محلها سياسيا فقط، ومحبة الناس ايضا سلطة، ولا يوجد كاتب قادر على الخروج من هذه السلطات ويحتفظ باتفكيره الحر، وأنا حر من كل سلطة سياسية، وهناك من يتعامل مع المعارضة على انها غاية وليست وسيلة، ويأخذوا في بالهم أن المعارضة هي الشيء المتشنج المهووس، وأولادنا لا يعرفون هذا، وهو ما يظهر جليا الآن".
وشدد على أن :"المعارضة ليس شيء دائم وليست هدف في غايته، ولكنك تعارض عندما تكون المعارضة واجبا عليك، وفي اقصى الدول الاشتراكية كان الرياضي يعيش في فيلا رغم ان الدولة تحتاج أموال، والإبداع كان دائما له قيمته، ومتى يؤخذ تقييم الرؤساء بعد شهر أو شهرين أو حتى 100 يوم، لذا لا أستطيع تقييم الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن، ولكني أعرفه جيدا من الناحية الإنسانية بسبب أني جلست معه وهو مدير المخابرات الحربية يوميا لمدة 6 أشهر، ولكنه الآن رئيس، ومازال الأمر حتى الآن 70 يومًا من الرئاسة أو أقل، وهو لديه تقدير للرسالة التي أقوم بها وهي أنه لا يوجد زمن مقدس وكل شيء للنقاش".
وردا على توقيت كشفه لكذب الإخوان، قال :"المشكلة كانت في يوم 19 فبراير 2011، لأنه كشف خيانة جماعة الإخوان المسلمين، وقبلها كنت أرى وجودهم مشروعا، ووقتها كان حسام بدراوي بصدد تولي مسؤولية الحزب الوطني، والإخوان لم يلعبوا أي دور في 25 يناير، إلا بالعنف، والتخريب، ولم يكن هذا الدور ظاهرا أمامنا حينها، واقتحام السجون لم يكن أحد يعتقد أنهم حركة حماس، وبدأت تصديق هذا بقوة بعد يوم 19 خاصة بعد اجتماعهم مع اللواء عمر سليمان، ليخونوا الثورة ومصر، وكنت أعتقد أنهم تخلوا عن العنف، بعد أن كانت عقيدتهم العنف والإرهاب والتكفير، ولكنهم خدعونا وقاموا بهذه الخدعة الكبرى، والتاريخ لم يكن يكذب وكان ولائهم لكذبتهم الكبرى.
وحول أقاويل تفيد بأنه كان يساعد الإخوان إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، شدد الكاتب على أنه: "لم أساعد الإخوان إطلاقا، وأنا من الناس الذين يفخروا أن هناك إرهابين جاءوا لي المكتب، وطالبوني بالدفاع عنهم، ولو عاد بي الزمن لكنت ساعدتهم ايضا، ولكن كونهم خونة وعصابة لم أكن مدركا لذلك، وحسني مبارك كان متحالف معهم، واخترقوا كل مؤسسات مصر، ولم يتمكنوا من هذا في عصر عبد الناصر، ولكن التحالف جعل هذا ممكنا، وحتى يوم 25 يناير كانت مفاجأة وهي أنهم تنظيم كبير ولديهم أموال طائلة وشبكة هائلة تحت الأرض، ولكنهم ونظام مبارك كانوا وجهات لعملة واحدة".
وتابع :"الإخوان كانوا يكذبون أمامي بمنتهى البساطة، لهذا هم يكذبون كما يتنفسون، وبدأت التحقيق حول إقتحامهم السجون، لاكتشف أنهم من فعلوا هذا بالفعل، و25 يناير ليست بقرة مقدسة، بل عمل بشري، وحتى الآن لم تحقق أهدافها، ولا يوجد ما يسمى الثورة للثورة، ويوجد البعض جاءوا الميدان للسياحة فقط، ولم يشاركوا في السياسة، ويعاملون الآن كأنهم يقيمون الوضع وسياسيين، وهناك متصابين ومنافقي مبارك الذين تحولوا لثوار، ولك يكتبوا حرفا في مواجهة مبارك، وقاموا بعمل محاولة لغسيل أنفسهم وأنضموا لركاب الثورة، ولما جاءوا الإخوان وإنكشف ولائهم للإخوان ثم قامت 30 يونيو استكملوا رحلة التخوين، والمخنثين سياسا هم من لا يتخذون موقفا سياسيا واضحا في أزمة كهذه".
وحول حل أزمة دولة قطر مع مصر، قال :"الشعب القطري كله 200 ألف، ولو قرر الشعب المصري عمل مكالمة بينه وبينهم كل يوم، سيتم إقناعهم بما يحدث هنا وييشرح له الأمر، والشعب القطري طيب وسيتصرف حينها، ويتم حل الأزمة".
واستكمل :"الثورة وسيلة إصلاح سياسي، وتثور عندما تكون الأمور سيئة، ولها مليون معيار ومحدد وعوامل مختلفة، أما بالمقاييس العلمية فلا ينطبق تعريف الثورة على أي حدث في مصر".
وحول الخطاب الديني أوضح :"الدين الفقهي والفتوى للمتخصصين والعلماء، ولكن بدون كهانة، ويتم السؤال لأهل الذكر، أما الفكر الإسلامي والبحث والمناقشة والجدل حول أمور في الفكر الإسلامي، فمن حق أي باحث أو مفكر أن يجتهد ويكتب لأنه ليس شيء مقدس أو كهنوت".
وفيما يتعلق بالمفكر الراحل فرج فودة، صرح :"أحب فرج فودة وتعلمت منه، وتعلمت من غيره، وهو لم يكن فقيها وكان يكتب في الشأن الإسلامي بطريقة بديعة، وقام بمناظرة مع رجل دين وكان يمتلك حجة أكبر منه، ومن يريد أن يمنع التفكير يريد ان يجعل الجهل في الدين والدنيا أساسا له، وكل الإعلام منحاز ومن حق المواطن أن يطلع على الأراء المتناقضة لينتهي بالحقيقة، وهناك فرق بين المعلومة وهي الخبر وبين الرأي".
وعلق الكاتب على وفاة الكاتب الصحفي عبد الله كمال قائلا :"هي صدمة كبيرة لي، لأني أعرفه جيدا منذ سنوات كثيرة، لأننا في ثالثة جامعة أصدرت كتاب معه، وهو هاجمني كثيرا ولكني أحترمه وأقدره، رغم أن كل منا لديه تفكير وإتجاه مختلف كليا عن الأخر".
وعن برنامجه الرمضاني السابق، قال :"برنامج مدرسة المشاغبين أتمنى من الله أن يجعله في ميزان حسناتي، ومن حق الناس أن تختف معي ولكن في إطار الأراء وليس في إطار الأحكام، ولا يجوز منع أحد من قول شيء طالما هناك حجة، وحزنت من كون هناك شيوخ تستعمل التكفير ليكون الأمر الأسهل، ليكون بوضوح أنه لا فرق إطلاقا بينهم وبين أمراء التكفير مثل وجدي غنيم ومن مثله، وهذا بالضبط هو الفكر الداعشي نهايته مثل داعش، ومن يعتقد ان التكفير سيجعل البعض خائفا فأعتقد أنه خاب ظنهم، ولا يمكن بأي حال أن يكون الحوار بيننا حوار تكفير وإتهامات، بدون حوار نقاش، لأن هذا أمر جنوني".
وصرح عيسى عن شهادته في محاكمة "القرن"، قائلا: "لا يمكن للإعلام ان يتجاهل تاريخ مبارك، وأنا أول من أدلى بشهادته في قضية قتل المتظاهرين الخاصة به، وشهادتي في النيابة والمحكمة، وقلت إن هناك متظاهرين محمولين على الأكتاف، وقيل لي إنهم مضروبين بالرصاص وميتين، وسألتني النيابة :هل عاينت الجثة ورأيت الرصاص.. فقلت :لا.. فسألتني :هل رأيت الشرطة تطلق الرصاص الحي.. فقلت :لا رأيت خرطوش وغاز مسيل للدموع، وعندما تم سؤالي :هل تعتقد بصفتك كاتب ومحلل سياسي إن مبارك أمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين.. فقلت :لا أظن.. وأقولها ثانية إني لا أظن ولا أرى أنه أمر فعلا بهذا، ولكنه مسؤول مسؤولية سياسية عن كل نقطة دم سقطت".
وتحدث الكاتب عن نفسه وعن الصحافة الإلكترونية، قائلا: "اعتبر نفسي متحررا من سلطان الحب ومن قيد الكراهية، وموعد إصدار روايتي الجديدة لم أحدده بعد، وأحس أنها أخر رواية لي، وهي اسمها القتلة الأوائل، وبالنسبة للمواقع الإخبارية فهناك حالة عدم تحري ودقة تكتسح مواقع الإنترنت، ولو رأينا المواقع الغربية بها نسبة تحديث للأخبار بطريقة ليست جنونية مثل هنا، فهناك صراع اليوم على كم الأخبار لتكون أخبار هشة ومبتذلة، والجميع سقط في لعبة الصراع على الجماهير، وانا لست من أنصار كون رئيس تحرير لجريدة أن يكتب في جريدة أخرى".
وشدد إبراهيم عيسى على أن :"تغطية الإعلام المصري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت خجولة بعض الشيء، وكان هناك بعضنا لم يستطيع الفصل بين حركة حماس وبين القضية الفلسطينية"، موجها رسالته للإعلامين قائلا: "أريد ان أقول للإعلامين لا تقعوا في خطأ الشباب بعد ثورة 25 يناير، الذين أصابهم عمى سياسي وأعتقدوا أنهم قاموا بالثورة عن طريق الفيس بوك والإنترنت، لأن الإعلام إعتقد أنه من قام بـ 30 يونيو، فأصاب بعضنا بالفخر بالذات، وتصور أنه قادر على فعل ما يريده، فلا تصابوا بذات المرض الذي أصاب شباب الثورة".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: