فهمي: هناك مصلحة للقاهرة والخرطوم في تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع
كتب – سامي مجدي:
قال وزير الخارجية نبيل فهمي، الثلاثاء، إن هناك رغبة مشتركة مصرية سودانية بالعلاقات الثنائية إلى مستواها الطبيعي تحقيقاً لتطلعات شعبي البلدين.
وأضاف فهمي، في حوار مع قناة الشروق السودانية وزعت وزارة الخارجية مقتطفات منه، الثلاثاء، أن ''العلاقات المصرية السودانية لها سمات خاصة وفريدة، لا يجب أن يتم تقييمها وفقاً لمعايير عادية أو نمطية؛ فهي علاقة جوار جغرافي، وميراث تاريخي، والتحام عضوي بين شعبي وادي النيل، فضلاً عن مصالح مشتركة لا تتأثر بتغير النظم الحاكمة أو الظروف المحيطة''.
وأشار إلى أن الخرطوم كانت المحطة الأولى في جولاته الخارجية، للتأكيد على خصوصية العلاقة بين البلدين.
وأعرب عن اعتقاده أن الزيارة التي قام بها وزير خارجية السودان إلى القاهرة مؤخراً، واللقاءات الثلاث التي جمعت بينهما على مدار الأيام الماضية في مناسبات مختلفة، تؤكد جميعها أن هناك رغبة مشتركة لدى الطرفين للنهوض بالعلاقات الثنائية إلى مستواها الطبيعي تحقيقاً لتطلعات الشعبين المصري والسوداني.
رداً على استفسار حول تقييم الوزير لاتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين، وبالتحديد اتفاقيات الحريات الأربع، أوضح أن هناك مصلحة مشتركة للبلدين في تنفيذ اتفاقيات الحريات الأربع، وإلا لم يكن هناك داع للتوقيع عليها من البداية.
ولفت إلى أن وهناك لجان مشتركة قائمة بالفعل تبحث كيفية تنفيذ كل تلك الاتفاقيات، وإزالة المعوقات التي تطرأ على بعضها بين الحين والآخر.
وقال إنه ''من المهم ألا نتعامل مع هذا الموضوع بقدر مبالغ فيه من الحساسية، فلكل دولة شواغلها واعتباراتها الداخلية التي تتغير مع تغير الظروف، ومن المهم في العلاقات بين الأشقاء، أن يكون هناك تفهماً لتلك الاعتبارات والشواغل، ولطبيعة الظروف التي تمر بها كل دولة، وتجنب القفز إلى استنتاجات غير دقيقة وفى غير صالح تحقيق الهدف النهائي المطلوب''.
وأوضح أن المرحلة القادمة سوف تشهد انفراجة في العديد من الموضوعات الثنائية العالقة، وهذا هو ما تم الاتفاق عليه بالفعل خلال اللقاءات الأخيرة مع وزير خارجية السودان.
رؤية استراتيجية تجاه أفريقيا
وحول ما إذا كانت مصر لديها استراتيجية واضحة للتحرك أفريقياً، أجاب وزير الخارجية بالطبع نحمل رؤية واضحة للتحرك في أفريقيا، بل وأكثر من ذلك نعمل بشكل مستمر على تطوير هذه الرؤية لتتواكب مع العديد من المتغيرات التي تشهدها القارة الأفريقية والعالم من حولها.
وأكمل أن ''أفريقيا كانت دوماً في مقدمة أولويات السياسية الخارجية وأحد الدوائر الحيوية الرئيسية لدور مصر الخارجي''.
وذكر أن التطورات التي يشهدها العالم تطرح على القارة الأفريقية ومصر من ضمنها مجموعة من القضايا الملحة، لعل في مقدمتها التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياً وإنسانياً، وما يرتبط بذلك من ضرورات مثل التكامل الإقليمي وإرساء الاستقرار السياسي والأمني، والنهوض بمعدلات التنمية البشرية والاجتماعية.
وقال إن ''ما نهدف أليه الآن هو تعزيز مساهمة مصر في جميع هذه القضايا الحيوية، وتدعيم موقف أفريقيا في المنظومة الدولية فيما يتعلق بجميع هذه القضايا. نحن نقوم في هذا الإطار بالعديد من المبادرات على المستوى الوطني وكذلك على المستوى الإقليمي''.
وأشار وزير الخارجية إلى قرار إنشاء الوكالة المصرية الجديدة للشراكة من أجل التنمية، والتي تهدف إلى تعزيز الدعم الفني المقدم من مصر لدعم عمليات التنمية بالدول الأفريقية الشقيقة.
كما أشار إلى قيامه بست جولات في القارة الإفريقية، وإعلانه أن مسألة استعادة مصر لدورها ومكانتها في القارة الإفريقية يأتي علي رأس أولويات مصر بعد 30 يونيو ''باعتبار أن جذورنا إفريقية''.
وقال ''أستطيع القول أن هناك ترحيباً إفريقياً كبيراً بعودة مصر إلي إفريقيا وعودة إفريقيا إلي مصر''.
وذكر فهمي أنه ''بالإضافة إلى تحركنا في الأطر الإقليمية والدولية، فنحن أيضاً نتحرك بنشاط على المستوى الثنائي، ولقد قمت حتى الآن كما ذكرت بزيارة 10 دول أفريقية، بعضها أكثر من مرة مثل السودان، إلى جانب الزيارات الأخرى التي يقوم بها المسئولون رفيعو المستوى بوزارة الخارجية والوزارات المصرية الأخرى''.
''هذا فضلاً عن المشاركة المصرية رفيعة المستوى في العديد من المؤتمرات مثل قمة القمة العربية الأفريقية الثالثة بالكويت، وقمة الكوميسا في كينشاسا، والاجتماع الوزاري لتجمع الساحل والصحراء بالخرطوم، وقمة التنمية والأمن في أبوجا، وقريباً سوف أتوجه للمشاركة في القمة الرابعة لأفريقيا/ الاتحاد الأوروبي''.
جنوب السودان
ورداً على سؤال حول العلاقة بين مصر وجنوب السودان، وتقييم مصر للأزمة الحالية في الجنوب، أوضح فهمي أن العلاقة مع جنوب السودان استراتيجية، وترتبط بمصالح مشتركة وميراث تاريخي من العلاقات.
وأكد أنه ''ليس خفياً، أن جنوب السودان يمثل عمقاً استراتيجيا لمصر، وأن استقرار أوضاعه وسلامه الاجتماعي يُعد جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري''.
وزاد أنه ''انطلاقاً من تلك الفرضية، ليس مستغرباً أن تجد مصر حريصة على أن تكون قريبة من متابعة الأحداث الجارية في جنوب السودان منذ اندلاع الأزمة الأخيرة, ومستعدة لأن تقدم كل الدعم المطلوب لتسوية الخلافات بين الأطراف المتنازعة، وهى في ذلك تدعم بوضوح جهود تجمع الإيجاد للتسوية السياسية للأزمة''.
ولفت إلى أن مصر ساهمت وما تزال تساهم بالكثير، من أجل المساعدة في إعادة بناء وتعمير جنوب السودان بعد الاستقلال.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: