تخاريف صلاح عبدالله.. تبدأ بورطة الإخوان وديك مبارك لتنتهي بنداء التحرير
كتب- أحمد لطفي:
144 صفحة، قد تكون كفايه ليدون الفنان صلاح عبدالله، تخاريفه التي تشبه إلي حد كبير رباعيات الشاعر الكبير صلاح جاهين، فأسم عم صلاح كتابه الأول''تخاريف بالعامية المعمية، يحتوي الكتاب على خمس أجزاء تتطرق فيها إلي الرئيسان السابقان حسني مبارك ومحمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، وثورة 25 يناير وعشقه الكامن في مصر والحب الوافي، فضلا عن توحد المصريون .
''دموع صلاح عبدالله''
بدأ الجزء الأول برسم كاريكاتيري لعم صلاح وهو جالس علي كرسيه، ظهراً عليه التعب والحيرة، ليقول ''دمتعك علي خدي'' التي كتبها عام 1982 ثم أكملها عام 2013، ليوضح أن مصر مظلومة ولكنه تسأل ''مين للي خان..ومين للي باع..مين للي زيف الحقيقة؟''
ليخرج إلي جو ملئ بالفكاهة؛ ليقول ''خير مالك'' التي تتطرق فيها إلي حالة الحزن الدائمة التي اصابت المصريين بعد أن كانوا ملوك النكتة؛ ليختتم مش عاجبني يا مصر حالك، التي كتبها عام 1982.
''ورجعتلك'' تحدث فيها عن عشقه لمدينة الاسكندرية التي تعلم بها وانطلق مشواره الفني منها؛ والتي لجأ اليها دوماً حال شعوره بحالة نفسية سيئة ليسترجع ذكرياته القديمة ويؤكد أن أشياء كثيرة تغيرت ولكن بقيت المدينة بسحرها كما هي .
كما كتب عم صلاح أغرب حالة عشها في حياته وهي إشاعة وفاته تحت عنوان ''امبارح''، التي كتبها عندما وجد الإشاعة منتشرة في أغلب وسائل الاعلام، حتي مثلها بأنه شك في موته، فقرر الاتصال بكل اصدقائه واقاربه حتي يسامحه بقصد أو غير قصد، فوجد أنه لم يدفع فاتورة التليفون والمحمول نفذ الرصيد، فضلا عن قطع النور حتي خرج من بلكونته ليصرخ علي المارين ''حد يلقني الشهادة'' ولكن بدون جدوي.
''تخاريف ثورية''
بدأ الجزء الثاني، برسم كاريكاتيري، وقفاً عم صلاح يتظاهر، ليبدءه بـ''رجعت تاني'' التي كتبها مع بدايات ثورة يناير عام 2011 حيث أن عم صلاح من مواليد نفس اليوم عام 1955 ، الذي توقع فيها أن تأتي جماعة الإخوان المسلمين وتصل للحكم بتدوينه ''الورطة''، قائلا ''هيا مصر بكره جاية لابسة دقن وجلابية ولا مصر جاية في إيد ولادها الثورجية ولا جاية ببلطجية؟''.
ليستكمل تخاريفه الثورية بـ''تخاريف الانتخابات'' التي كتبها أثناء إنتخابات مجلس الشعب بعد ثورة يناير، بدياً استغرابه من الذي حدث خلال هذه الايام، فقرر اللجوء إلي النوم حتي يتنسي وضع مصر انذاك، قائلا''ما تساليش يا مصر ليه..النوم اليوم أضمن واسلم وما تحلميش بأي شئ وانا ايضا مش ناوي احلم ..يلا تصبحي علي ايه؟..الله أعلم..الله أعلم''.
وكتب بعدها ''الاحباط في 16 نوفمبر2012''، أثناء الاستفتاء علي دستور 2012، قائلا الاحباط بقي فوق الراس وتحت البلاط..جوه القلب شياط وعياط..وخلاص خلصت للعياط..طير النهضة بقي وطواط..واللي يقول غير كدا جلياط''، منها إلي ''عيون'' في أبريل 2013، التي تساءل فيها من يحب البلد ''اعرف مين بيحبك فعلا..مين بيصونك..مين بيخونك..احنا وقعنا وخلاص ضعنا ولا الثورة بتشرب شاي..وحترجع تملا الميادين..ياللي بتحكموا بإسم الدين..وانتوا كمان يا معارضين..يا نحقق أهداف الثورة..يا اما اسفين مش لاعبين''.
وأبدي روحه التفاءلية في ''الثورة'' التي تحدث فيها أن الثورة باقية ولا يوجد مكان للبلطجي والغلبان والظلم ويحله معه الحق والمساواة، وعن ''احنا الخنازير'' التي كتبها لمسرحية مزرعة الجيوانات منذ 30 عاما، ليوضح أن الحيوانات اسئيت كثيراً من ظلم الانسان مما ادي الي ثورتهم ضده؛ قائلا ''علشان ايه تذبحني يا بيه وابقي شاورمه..بكره يا جزار هاخد بالتار وبسكنيك هاقطع ودنك وافتح بطنك واكل عينك..ولا عدنا هنرضي بحكم الانسان..ولا عدنا هنرضي بحكم الاخوان''.
وفي يوم 19 مارس عام 2013 ولدت حفيدة عم صلاح، فكتب ''هحكي لحفيدتي''، الذي عبر فيها علي أن مصر بعد الثورة لم تمر بأي جديد ولا تغيير ولكن بقي الامل في الله لانه القادر الوحيد علي تغيير الاوضاع، قائلا ''عملنا ثورة في يوم عظيم..يوم مجيد..بس فعلا يا حبيبتي من ساعتها مافيش جديد..و التطوير مافيش تغيير والتنهيض مافيش تجديد''.
وبعد شهر كتب ''هوه مين قبل مين؟'' التي تطرق اليها بأن المصرين كلهم أخوة وأن مصر تجري في الدم وليس السلطة بإسم الدين، رافضاً أسلوب من يريد الجهاد وحماس والقسامين لمصلحة البلاد، ليكتب رسالة للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ''نفسي أقول للاخوان..يا اخواني من زمان..واحنا كلنا اخوان..في الوطن والجين والطين..والمصحف محناش عايزين غير نعيش مرتاحين..والانجيل مش عايزين غير نعيش امنين''.
ولم ينسي عم صلاح الرئيس الأسبق حسني مبارك، فكتب له''الديك'' أثناء تواجد مبارك بمستشفي شرم الشيخ، ليوضح أن عصر مبارك كان ملئ بمعاناة للفقراء واستخدام للسلطة والجاه والمال حتي انتهي الامر بانه محسور علي مصير ومستقبل أبنائه ''تلاتين سنة يا ديك..الكون ده كله لديك..سلطة ومال وجاه..والويل لمن يعاديك''؛ وفي 13 أبريل2013 أثناء محاكمته التي تنحي فيها القاضي لاستشعره الحرج، ووجه مبارك تحياته لمؤيديه، كتب عم صلاح عن حالة التخبط التي عاني منها جميع المصرين من عصر مبارك ليكتب''ناس تقول كان رحيم وكان كريم وكان ودوود وناس تقول رغم الفساد كان الامان موجود، وكان محافظ علي السلام وكان محافظ علي الحدود..طب هيا الثورة عملت لينا ايه يا عبد الودود..دا فيه ناس بقيت دعوتها يا رب يا ديك تعود''.
وبعدها بيومان، قرر عم صلاح كتابة ''خايفين يا بكره الاكل..يختفي هوه كمان..الرعب مالي الوجدان والخوف غزا الوجدان..اتقذنا حتي لو الانقاذ اخوان''.
''بعيداً عن السياسة وقرفها''
الجزء الثالث بعيداً عن السياسة وقرفها، بدأ برسم كاريكاتيري جلسًا فيه عم صلاح مبتسمًا؛ يتناول العصير علي أحد الشواطئ، فهنا تحدث عم صلاح عن مشواره الفني، والعلاقات العاطفية والفشل، متحدثاً عن الحب الصامت الذي لم يتحدث فيه الحبيبين خوفا من رد فعل الآخر؛ فكتبها علي مدار سنوات طويلة ، واهدي الرباعيات لحفيدته الاولي تحت أسم ''نور الدنيا''.
''خصم اليوم''، كتبها للفنان محمد صبحي أثناء مسرحية الهمجي عام 1986 وسماها هذا الاسم بعد خصم صبحي له 20 جنيه في اليوم بسبب تأخيره، قائلا ''لا ليه يا صبحي كدا..ولا عاد عتاب ولا لوم..سعد زغلول اتنفي.. وانا اتخصملي اليوم''.
كما كتب عن أول جائزة له علي مسرح الجامعة، التي أدي إلي انتشاره في معظم الجرائد آنذاك تحت عنوان ''زيطي وزغرطي''، ليوصل فرحته لامه بعد تصنيفه الكثير من اصدقائه والنقاد بأنه فنان.
وظهر روح التحدي في حبه اتجاه محبوبته في ربعية ''اتحداكي اني في ظرف يومين هنساكي..ويا هبوب الريح حيطيروا وزي ماجت حتروح وياكي وأتحداكي''.
''رباعيات التخاريف''
في الجزء الرابع ، ظهر عم صلاح برسم كاريكاتيري يفكر في أشياء عدة، ليبدأ بتدوين ''مصر اليومين دول''، في مارس 2013، التي تحدث فيها أن المصرين أصبحوا يقتلون بعضهم البعض، مؤكدا علي ضرورة تحمل كل شخص وجهة نظر الاخر ، قائلا ''التطرف غير مستساغ..والتعصب مالوش دماغ..نسمع بعض يا خلق يا هووه..والا حنتوه في الفراغ''.
وقرر كتابة للرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد نصر أكتوبر عام 1973، الذي يعد فخر للمصرين، قائلا ''رغم اختلاف الشهادات..علي عصرك يا سادات..أعظم يوم يا مصرنا..في تاريخنا وعمرنا..للي داق مرار النكسة..يوم عبورنا ونصرنا''.
وكتب عم صلاح عن حياة الانسان وامكانية حدوث نهايتها في أي لحظة ـ تحت عنوان العمر لحظة- ''مش حنصدق عمرنا أن العمر لحظة ..الا واحنا ..الا واحنا في التابوت''، ليستكمل الحوار في قصيدة ''حوار مع نفسي'' ليقول: كل للي كانوا بيحبوك وبيعشقوك..حيقولوا بعد ما يدفنوك..اييه دنيا!.
''تحيا مصر''
فضل عم صلاح أن يختتم رباعايته بالجزء الخامس والأخير ''تحيا مصر''، ظهر فيه عم صلاح رفعاً علم مصر في اليد اليمني والآخري الهلال مع الصليب، متحدثًا عن حياته في حي بولاق الدكرور التي مرت بحوادث عديدة منذ 40 عام عندما كان يقف قطار البضاعة أمام المزلقان ويضطر المواطنين للمرور تحت القطار للوصول إلي شارع السودان.
كما كتب ''كوابيس'' في يوليو من العام الماضي، ليحث المصرين علي ضرورة التوحد في ميدان التحرير؛ ليصور مصر سيدة تريد الاستنجاد بالمصرين لتشهد التغيير الذي يحتاج إلي ضمير بعيدا عن إستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص، قائلا ''مصر تصرخ في الصينية..الحقوني يا مصراوية..الحقوني من الكلاب والبلطجية''.
واختتم عم صلاح رباعياته بـ''تحيا مصر''، قائلا ''تحيا مصر في أي وقت وأي حال وبعد صفر المونديال وبعد الثورة التي قامت بلا أب ولاخال ..تحيا مصر، الارهاب والدماء التي سالت أمام كنسية العذراء بالوراق تحيا مصر والشرطة والجيش والعمال، تحيا مصر ..أم الدنيا وقد الدنيا وقد القول..بس هما يسيبوها تحيا ورغم أنفهم حتحيا وتبقي فل وتبقي عال..تحيا مصر''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: