أزمة ''أبيمول وفنتولين'' تثير جدلاً حول خطورتها على الأطفال.. وخبراء :'' قد تتكرر''
كتب - محمد الحكيم ومصطفى الجريتلي:
فجر الخطأ في تركيب تشغيليتين في عقاري ''أبيمول وفنتولين''، أزمة في الأوساط الصحية وخاصة قطاع التفتيش الدوائي التابع لوزارة الصحة، بعد أن وصف صيادلة قرارات هذا القطاع بـ''الحبر على الورق''.
وفي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة أنه لا وجود لأثار سلبية على الصحة العامة نتيجة هذا الخطأ، قال خبراء إن التحذير من تداول العقارين سببه حدوث خطأ فني في تصنيع كلا النوعين أدى إلى مزج مواد أخرى بالمادة الفعالة غير المفترض مزجها، ما يشكل خطورة على الأطفال المستخدمين لهذه العقاقير.
البداية : اكتشاف الخطأ
أصدرت الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بوزارة الصحة المصرية، منشوراً لمنع تداول عقارين هما ''أبيمول'' شراب الذي يستخدم كخافض للحرارة ومسكن، وعقار الـ ''فنتولين'' المستخدم كموسع للشعب الهوائية.
وأكد المنشور أنه حدث عيب فني في عملية التصنيع للعقارين أدى لمزج مواد أخرى للمادة الفعالة الغير مفترض مزجها، ما يشكل خطورة على الأطفال التي تستخدم العقاقير وتم إرسال المنشور للشركة المنتجة.
وصرحت الدكتورة مديحة أحمد، مدير عام التفتيش بوزارة الصحة، في اتصال هاتفي لبرنامج ''الحياة اليوم'' المذاع على فضائية ''الحياة''، الإثنين، إن عقارين ''أبيمول''، و''فينتولين'' تعرضا لمزج من مواد مساعدة تؤثر على لون وطعم ولزوجة المستحضر بالتالي هذا لن يؤثر سلبياً على المادة الفعالة، لكن بعد حدوث الخطأ في أي تركيبة لجزئية من المستحضر الدوائي يتم عملية سحب واستدعاء المستحضر من السوق.
وتابعت: ''تشغيلة واحدة من الابيمول والفينتولين هي التي أصيبت بتلك المشكلة، وحينما تم اكتشافها تم إرسال منشور لسحب التشغيلتين وهذا روتين واجراء احترازي''، مضيفة: '' كل تشغيلات المستحضر الأخرى آمنة وفعالة ولا توجد بها أي مشاكل''.
سحب الدواء من السوق
أكدت الدكتورة فاتن عبد العزيز، مساعد وزير الصحة لقطاع الصيدلة، فاعلية وأمان وجودة عقار ''ابيمول'' و ''فنتولين'' المتداولين في الأسواق المصرية.
وأوضحت عبد العزيز، في تصريحات صحفية لها مساء اليوم الثلاثاء، أن هناك خلط يقتصر على تشغيليتين الأولى تحمل رقم A505803 لمستحضر ابيمول شراب، والثانية تشغيله رقم A56076 لمستحضر فنتولين شراب، حيث تقدمت شركة جلاكسو مصر من تلقاء نفسها بإخطار للإدارة المركزية لشئون الصيدلة لسحب لتلك التشغيليتين من الأسواق بسبب حدوث خلط غير مقصود بأحد المكونات غير الفعالة التي استخدمت في تحضير هاتين التشغيلتين، مؤكدة إن تلك المادة معتاد استخدامها في العديد من المستحضرات الصيدلية، و لا يترتب عليها تأثيرات سلبية على المريض، وليست مسئولة عن التأثير الدوائي للمستحضر.
وأضافت مساعد وزير الصحة لقطاع الصيدلة، أنه بمجرد علم الوزارة بحدوث هذا الخلط تم اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية التي تضمن الحفاظ على الصحة العامة وتمثلت تلك الاجراءات فى التنسيق مع المصنع لمتابعة عملية استرجاع جميع الكميات المطروحة في الأسواق والخاصة بهاتين التشغيلتين، وهو الاجراء المتبع محليا وعالميا، مشيرة الى هذا الاجراء يترتب عليه علم كافة الصيادلة بما حدث وبكيفية التصرف تجاه هاتين التشغيلتين.
وأكدت فاتن أن وزارة الصحة لم تتلقى أي شكاوى من المواطنين فيما يخص المستحضرين المذكورين سواء من التشغيليتين الذين حدث بهما خلط، أو التشغيلات الأخرى، فيما تؤكد أنه لا وجود لأثار سلبية على الصحة العامة.
الخطأ قد يتكرر
وقال الدكتور طارق الصاحي، استشاري جودة صناعة الدواء ومدير التفتيش الدوائي الأسبق، إن وزير الصحة الدكتور عادل العدوى، استغل قضية دواء ''أبيمول وفنتولين'' للأطفال كنوع من الدعاية واظهار أنه يكافح للفساد ، موضحاً أنه من الوارد عالمياً أن شركات الأدوية تخطأ فى دواء ما وتطلب بسحبه من السوق الدوائي على الفور وابلاغ التفتيش الدوائي لوزارة الصحة.
وأضاف الصاحي، خلال حواره مع الإعلامي محمود الوروارى ببرنامج الحدث المصري المُذاع عبر شاشة العربية الحدث مساء الثلاثاء ، أن ''أبيمول وفنتولين '' ليسا خطيرين على صحة الأطفال كما يدعي البعض، موضحاً أن الشركة المصنعة لـ''أبيمول وفينتولين'' تتحمل مسؤولية سحبهما من الصيدليات وابلاغ وزارة الصحة بهما .
وأشار إلى أن الخطأ الذي حدث مع العقارين قد يتكرر، لافتاً إلى أن الصيدليات لديها علم بأن الدواء حدث به خطأ أثناء التركيب لذلك يجب على الصيدلي عدم بيعه، وطالب الصاحي بضرورة تشديد الرقابة وسرعة التواصل مع الصيادلة وتطوير المنظومة الرقابية والتفتيش بما يخدم صحة المواطن عمومًا والمريض خصوصًا.
تعوض أصحاب الصيدليات
ومن جانبها قالت الدكتورة مديحة أحمد، مدير عام التفتيش بوزارة الصحة، إن إدارة التفتيش سحبت دواء ''أبيمول''، و''فينتولين'' الخاصين بالأطفال من الأسواق، مشيرة إلى أن الوزارة اكتشفت خطأ في تشغيله واحدة خاصة بالعقارين مما تسبب في تغير لون المستحضر.
وأضافت، خلال مداخلة هاتفية لها ببرنامج الحدث المصري على قناة العربية الحدث مع الإعلامي محمود الوروارى، أن المادة الفعالة بالعقارين الدوائيين لم يتغيرا لكن اللون فقط، ولكن حرصا من الوزارة على سلامة الأطفال قررنا سحب العقارين من الأسواق، مؤكدة أن الوزارة سوف تعوض أصحاب الصيدليات عن الكميات المسحوبة من العقارين.
قرارات ''حبر على ورق''
وقال الدكتور محمود فتوح، رئيس اللجنة النقابية للصيادلة الحكوميين، إن قرارات ومنشورات التفتيش الدوائي التابع لوزارة الصحة بشأن الأدوية الضارة بالصحة العامة ومنها دواء أبيمول وفنتولين للأطفال ''حبر على ورق'' ولم يتم تفعيلها ولا توجد آلية محددة لتنفيذ هذه القرارات، مشيراً إلى أن الصيدلي ليس عليه أي مسئولية لأن الجهة المنوط بها التنفيذ هى إدارة الصيدلة وليس الصيدلي.
وأضاف فتوح، خلال حواره مع الإعلامي محمود الوروارى ببرنامج الحدث المصري المُذاع عبر شاشة العربية الحدث مساء الثلاثاء، أن الشركة المصنعة أبلغت وزارة الصحة بوقوع خطأ في التصنيع، لافتاً إلى أنه من الواجب متابعة تنفيذ قرار سحب العقارات الضارة من الأسواق حتى آخر زجاجة وذلك للتأكد من عدم وجود تلاعب فى تنفيذ القرارات .
وأشار فتوح إلى أن إدارة الصيدلة التابعة لوزارة الصحة تتباطأ فى إبلاغ الصيدليات بقرار حظر بيع المستحضرات المحظورة، وبالتالي استمرار تداوله بالأسواق حتى لا تتحقق خسائر فادحة للشركة المنتجة له، على حد قوله.
وأوضح فتوح أن التحذير من تداول العقارين سببه حدوث خطأ فني في تصنيع كلا النوعين أدى إلى مزج مواد أخرى بالمادة الفعالة غير المفترض مزجها، ما يشكل خطورة على الأطفال المستخدمين لهذه العقاقير حيث كشفوا عن مزج مادة ''الصوديوم سلفات'' بالمادة الفعالة بدلاً من بوتاسيوم سترات، مشيراً إلى أنه اكتشف عن طريق الصدفة استمرار تداول أدوية ضارة على الصحة العامة وتم ابلاغ وزارة الصحة بها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: