لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- اختراع مصري جديد.. دائرة كهربية تحمي السيارات من السرقة

03:21 م الأحد 14 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت ـ شيماء الليثي :

الاحتياج غالبا مايولد الابتكار، وفي حالة مثل المهندس إبراهيم التايب، فغريزة البقاء والخوف على الحياة كانت دافعه، بعد أن كادت حياته أن تُسلب قبل عشر سنوات بإحدى حوادث الطرق التي أصبحت في بلادنا كالنار في الهشيم.

مهندس كهربي، الكهرباء هي كل ماتشغله، حتى أنها صارت وسيلته في الحفاظ على أرواح الناس من حوادث الطرق، التي درسها عن ظهر قلب، ليكتشف أن مصر من أولى الدول المصنفة عالميا في حوادث الطرق والمرور، كما أن 11 إلى 14 مليار جنيه يتم إهدارهم سنويا بسبب نزيف الأسفلت.

وجد التايب أن 30% من حوادث الطرق سببها تعطل سيارات النقل الثقيل وأتوبيسات السياحة على الطرق السريعة ليلا، مما يصعب على السيارات المارة رؤيتها، ومن هنا يحدث اصطدام بين السيارة القادمة بكل سرعتها و سيارة النقل الضخمة المعطلة على الطرقات .. ومن هنا كانت البداية .

دائرة كهربائية اخترعها الرجل الخمسيني قبل ثمان سنوات من الآن، يستطيع سائق السيارة النقل و الاتوبيس تشغيل سيارته بها خلال أطول مدة ظلام دامس في الشتاء، والمقدرة بـ 12 ساعة متصلة، وتستطيع هذه الدائرة أن تقوم بتشغيل جميع خدمات ووظائف السيارة ماعدا إدارة المحرك، وبالتالي فإن إضاءة السيارة تكون مضاءة من الأمام والخلف بشكل طبيعي، فضلا عن ضوء الانتظار الذي يعطي الإشارة للسيارات القادمة بوجود سيارة معطلة، كل ذلك دون المساس ببطارية السيارة الأصلية، مما يزيل الخوف من الوقت التي تظل فيه السيارة معطلة لحين استجابة النجدة.

تلك الدائرة الكهربائية، والتي أسماها المهندس ''الدائرة الاحتياطية''، يقول عنها أنها تمكن سائق النقل الثقيل أيضا من الاستراحة بالطريق والنوم لبعض الوقت، مع ضمان أن بطاريته لن تنفذ، كما لن يصطدم بسيارته أحد من الخلف.

حادث شهير بمدينة الأقصر وقع قبل أعوام أربع، أكد التايب بأنه لم يكن ليحدث أبدا في حالة استخدام دائرته الكهربائية، فقد وقع تصادم حينها بين سيارة نقل ثقيل كانت معطلة في ليلة مظلمة، و اتوبيس سياحي، قُتل به 6 سياح على الفور إثر الاصطدام .

لم تخدم دائرته الكهربية السيارات الثقيلة من النقل والسياحة فقط، إنما وُجد أن لها مهام أخرى في السيارات الملاكي، إذ وضع المهندس الكهربي تصميم مبتكر للدائرة داخل تلك السيارات ليمكنها هذا التصميم من الحماية ضد السرقات، وذلك في حالة أن ترك صاحب السيارة سيارته خارجا ودخل للتسوق بعض الوقت، فيمكنه وضعها على دائرة الكهرباء الاحتياطي، و يكون قد وضع مكانا سريا لمفتاح تغيير الدائرة، وبذلك لا يمكن أبدا لمن يحاول سرقة السيارة بإدارتها وتشغيلها طالما أنها على الدائرة الاحتياطية، لأن هذا الدائرة من المستحيل أن تدير محرك السيارة .

يستخدم المهندس إبراهيم التايب تلك الدائرة الكهربائية بسيارته منذ ثاني سنوات هي عمر اختراعه، الذي ظل مغمورا و لم ير النور بعد، بعد احتجازه بأكاديمية البحث العلمي طيلة هذه المدة دون الموافقة عليه حتى الآن ، لأسباب قال عنها التايب '' لأن المنظومة تريد تطفيش العقول المفكرة '' .

ويؤكد المهندس الخمسيني ، خلال حديثه لـ''مصراوي'' أن أستاذاً بكلية الزراعية و أستاذا بالصيدلة ، وأستاذا بالهندسة قسم الميكانيكا ، كانوا هم من تناقش معه أثناء عرضه لاختراعه بالأكاديمية، إلا أنه ظل يطالبهم بأن يتناقش معه أحد مهندسي أو خبراء الكهرباء، مجال اختراعه، ولكن دون مجيب، مما أرجحه سببا مقنعا لرفض اختراعه الذي كاد أن يوقف 30 % من نزيف الأسفلت بالبلاد.

محاولات عديدة أجراها المهندس المخترع لعرض و دعم اختراعه و تطبيقه بالعديد من السيارات، والذي أكد على أهمية أن يتم فرضه على جميع سيارات النقل الثقيل خاصة كبداية، إلا أن وسائله في التسويق كانت ضعيفة، ولم يلق أي مساعدة إلا تلك التي قدمتها أكاديمية البحث العلمي مؤخرا عن طريق معرض للابتكار و الاختراع أقامته بالجامعة الأمريكية في القاهرة قبل أسابيع قليلة، إلا أنه لم يسفر عن أي نتائج مبشرة لاختراع الرجل أيضا، ولم يتمكن حتى الآن من الحصول على اتفاق مصري بتبني اختراعه ـ وفق روايته.

حزن شعر به المخترع المصري ، بعد أن قدّر هو أهمية اختراعه لإيقاف نزيف الأسفلت وحوادث الطرق دون أن تقدره بلاده، حسبما يصف هو الموقف، مما دفعه مؤخرا إلى مراسلة شركة أوربية لصناعة السيارات لتبني جهازه و تطبيقه عمليا، بدلا من كونه مجرد ''حبر على ورق'' .

أكاديمية البحث العملي من جهتها أكدت أنها تقدم دعم المهندس الباحث إبراهيم التايب، عن اختراعه بشأن تلك الدائرة الكهربية حتى وإن لم يكن مسجلا ببراءات الاختراع، فبحسب كلام الدكتور أبو الفتوح يونس، المتحدث الإعلامي باسم الأكاديمية، فإنها قدمت له الدعم المالي من أجل تنفيذ اختراعه، كما أنها ساهمت في عرض اختراعه بالمعرض الدولي للابتكار والاختراع الذي أقيم بالجامعة الأمريكية في القاهرة قبل أسابيع قليلة.

أما عن رفض الأكاديمية لبراءة اختراعه، فأكد يونس أن الأكاديمية ليست المسؤول عن قبول أو رفض المتقدمين، والذين يبلغ عددهم يوميا مابين 300 إلى 400 طلب بتسجيل براءات اختراع ، قائلا إن المنظمة العالمية للمكلية الفكرية هي من يضع شروط قبول أو رفض الابتكارات وليست الأكاديمية، و ذلك عن طريق تحديدها لمعايير دقيقة لابد أن يخضع لها البحث المقدم، مشيرا إلى أن مكتب القاهرة هو أحد المكاتب الـ 15 التابعة للمنظمة حول العالم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: