سياسيون مصريون: سمعة أمريكا تعرضت لضربة قوية بنشر تقرير التعذيب
كتب- محمد قاسم:
تباينت آراء سياسيون مصريون حول خلاصة تقرير التعذيب الذي نشره مجلس الشيوخ الأمريكي يوم ٩ ديسمبر حول وسائل الاستجواب الوحشية التي مارستها وكالة الاستخبارات الأمريكية سي اي آيه مع المشتبه فيهم بالإرهاب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ضربة قوية
وأكد السفير إيهاب وهبة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الولايات المتحدة الأمريكية تلقت ضربة قوية في سمعتها وفقدت الكثير من مصدقايتها، وعرّضت الدول التي شاركتها في تنفيذ عمليات الاعتقال والاستجواب لخسائر محتمة، بعد نشر تقرير مجلس الشيوخ "الخطير" حول أساليب "سي اي إيه" في التعامل مع مشتبهي تنظيم القاعدة.
وقال وهبة لمصراوي إن أخطر ما جاء في التقرير الدول التي عاونت سي آي إيه في عمليات الاعتقال والاستجواب بطريق التعذيب - من بينها مصر - والتي حتما ستخسر الكثير.
وتعاونت الولايات المتحدة مع عشرات الدول حول العالم في برامج الاستجواب والاستنطاق والترحيل غير العادي، كما أن العديد من الدول فتحت سجونا تابعي لسي اي ايه تستقبل فيها مشتبهين بالارهاب.
وأضاف الدبلوماسي السابق أنه "لا شك أن نشر التقرير أعطى انطباعا أن الإدارة الأمريكية مؤمنة بالشفافية وتعترف بأخطائها، لكن الفظيع أن تظهر الإدارة الأمريكية التي تتكلم وتدعو بجهد لحقوق الإنسان بدور المنتهك العنيف لكل معاني الإنسانية".
صدمة للعالم
واعتبر الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التقرير ''صدمة للعالم وضربة قوية للقيم الامريكية".
وكتب البرادعي على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يقول ''عمليات التعذيب اللاانسانية وكذلك تسليم المتهمين الي دول أخري لتعذيبهم هي صدمة للعالم وضربة قوية للقيم الأمريكية، مساءلة جميع المتورطين أمر حتمي''.
وأضاف "أكثر من ٥٠ دولة ساعدت وساندت وكالة الاستخبارات الأمريكية في عمليات التعذيب"، داعيا مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة إلى "بدء تحقيق لتكون له مصداقية".
وقال البرادعي "القيم الانسانية علي المحك".
لا جديد
أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، حول الوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) وعمليات الاستجواب الوحشية لمشتبهين بالإرهاب في السنوات التي أعقبت 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، لم يأت بجديد.
وأوضح عبد المجيد في تصريحات لمصراوي، أن ما تضمنه تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن وسائل التعذيب التي استخدمتها الـ"سي آي إيه" معروف بكل تفاصيله ورواه الكثير من معتقلي غوانتانامو الأمريكي بعد اطلاق سراحهم كثير في وقت سابق.
ولفت عبد المجيد إلى أن تقرير مجلس الشيوخ عزز من مكانة الولايات المتحدة وأعطاها مزيدا من الاحترام والتقدير على مدى محاسن الديمقرطية في الشفافية، واعتبار الولايات المتحدة "دولة القانون"، مشيرا إلى أن التقرير مهد وفتح الباب من جديد لمحاسبة المسئولين عن جرائم التعذيب التي لاقاهم أبرياء بالمخالفة للقانون.
وأظهر تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن السي اي ايه ضللت الأمريكيين بشأن مدى فعالية "الاستجواب المعدّل"، ونفذت عمليات استجواب "وحشية" لمشتبهين بالإرهاب في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.
ووصفت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فاينسيتاين سلوك السي اي ايه بأنه '' وصمة عار في تاريخ الولايات المتحدة''.
ودعت الأمم المتحدة وجماعات معنية بحقوق الإنسان إلى معاقبة المسؤولين الأمريكيين الذين أقروا وسائل الاستجواب الوحشية التي مارستها وكالة الاستخبارات الأمريكية سي أي آيه مع المشتبه فيهم من تنظيم القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وعمدت الوكالة إلى استخدام ''التعذيب'' بإطار ممنهج بعد هجمات سبتمبر 2001، كما استمرت هذه السياسة إلى أن أوقفها الرئيس باراك أوباما مع بداية توليه منصبه في ٢٠٠٩.
فيديو قد يعجبك: