ماذا قال الخبراء عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟
كتب- مصطفى المنشاوي :
يواجه تشكيل المجلس الوطني للإعلام انتقادات عديدة، خاصة أن الاجتماعات المنعقدة مؤخرًا في أحد فنادق القاهرة، بحضور خبراء وإعلاميين لدراسة مشروع قانون إنشاء المجلس بعد إلغاء وزارة الإعلام كما جاء في نص دستور 2014، لتنظيم العمل الإعلامي الخاص والحكومي يحتاج الكثير من الوقت في ظل التخبط الإعلامي على الساحة الآن.
قال جمال الشاعر، رئيس معهد الإذاعة والتليفزيون، إن مؤتمر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام " تجارب عالمية، رؤى مصرية " لكل الإعلاميين المصريين.
ووجه الشاعر في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تحية إلى الحضور من الإعلاميين، مضيفًا "نحن نشارك في هذا المؤتمر لأننا نؤمن بدورنا كإعلاميين في تشكيل الفضاء الإعلامي وفي تنظيمه ذاتياً، و هذه فرصة تاريخية جاءت بعد ثورتين رائعتين".
وأشار الشاعر إلى أن الدستور المصري به العديد من المواد العظيمة والتي يجب أن نستثمرها لكى نُعلى من شأن المهنة ودعا الجميع لفهم هذه المواد جيداً لأنها فرصة لتغيير المشهد الإعلامي وأوضح الشاعر أن التحديات التي تواجهنا تتمثل في تحويل مواد الدستور إلى قوانين و تشريعات.
وتابع قائلًا: "يجب علينا أن نجتهد جميعاً مع الخبراء في مجال التشريع وسن القوانين، و نحلم بأن يكون لدينا مجلس أعلى للإعلام له استقلالية تامة مثل المجلس الأعلى للقضاء و المحكمة الدستورية".
وأضاف الشاعر أن المهمة الموكلة لنا في هذا المؤتمر هى صياغة أفكار وروئ تصلح كمسودة لمشروع يُنظم الفضاء الإعلامي و يؤسس للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام .
واختتم الشاعر كلمته بأن المواطن المصري خرج و نادى عيش حرية، عدالة اجتماعية ويجب أن نضيف اليها عدالة إعلامية، كما زف الشاعر بُشرى الى الإعلاميين بأنه و لأول مرة لجنة الإصلاح التشريعي دعت المنسقين لنقابة الإعلاميين للتشاور كخطوة عملية أولى نحو انشاء نقابة للإعلاميين .
كما تحدث د. رينه كلاف، المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان، مؤكدًا على أن مصر تُمر حالياً بمرحلة هامة للغاية في التطور السياسي اذ تسعى لتأسيس مؤسسات ديموقراطية حقة، ويلعب الإعلام دوراً هاماً في هذا السياق حيث يُعتبر السلطة الرابعة، و هذا لا يتعلق بوسائل الإعلام التقليدية فقط " صحافة و تليفزيون " و لكن وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة .
وتابعت لقد أصبحت وزارة الإعلام جزء من الماضي ولكن وسائل الإعلام سوف تُنشئ هياكلها التنظيمية الخاصة بها وهذه عملية معقدة و تُمثل الكثير من التحديات لمن يعملون في وسائل الإعلام و أصحاب المؤسسات الإعلامية لعب، كما وسائل الإعلام دوراً مهماً في النظم الديموقراطية في المجتمع.
وقام الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، بتوجيه الشكر لاتحاد الإذاعة و التليفزيون، على الدور الهام الذي قام به ليس في مصر فقط و لكن في المنطقة بشكل عام، مؤكداً أننا في حاجة ماسة إلى مثل هذه المؤتمرات لتنظيم الإعلام و تلافى السلبيات التي تظهر على الساحة الإعلامية.
وأضاف أمين لدينا في مصر عدد كبير من القنوات ولا يوجد لها اية ضوابط، و لابد أن يكون تنظيم المجلس الأعلى للإعلام شاملاً واضحاً وأن يحظى بآراء الخبراء و أن يُنظر اليه في إطار معرفي.
وأوضح أمين اننا لابد أن نرى النماذج المختلفة في العالم و نختار النموذج الأقرب حتى نسترشد به و نتعرف عليه و لكننا لا يمكن أن نستورد تجارب خارجية قد لا تتناسب مع الحالة المصرية و لكل دولة قوانين و تشريعات و تختلف من دولة الى اخرى، ولدينا من الكفاءات و الخبرات ما يؤهلنا الى ان نبنى تجربة وطنية خالصة تعتمد على نماذج وطنية من خبراء وطنين و تتناسب مع الأوضاع الجديدة .
وأكد أمين على مبدأ السيادة الوطنية في هذه الفترة الهامة و الدقيقة من تاريخ مصر و نحن نضع مشروعاً للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في ظل استمرار الهجمات الإعلامية الشرسة على مصر، ودعا مؤسسات الإعلام و الإعلاميين للمشاركة في مجال الاتصالات و لدينا فرص كثيرة من الممكن أن تدر على مصر دخلاً كبيرا.
كما تحدث الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز نحن في حاجة ماسة إلى تنظيم الإعلام على الرغم من وجود ظرف استثنائي " الإرهاب " و هذا ادعى الى أن نسارع بتشكيل هذا المجلس حتى نعرف حدودنا و نؤمن مصيرنا.
وأوضح عبد العزيز أنه لا توجد تجربة عالمية يمكن استنساخها في مصر وأن التجربة المصرية هى الأنسب لتطبيقها في مصر وأن التجارب الدولية الأخرى يمكن الاسترشاد و الاعتبار منها .
و اكد عبد العزيز أن التنظيم يجب أن يكون حراً و متعدداً ومنفتحاً ومستقلاً مسئولاً، كما يجب أن يكون اختيار المسئولين عن هذا شاملاً و متوازن من كافة اطياف المجتمع المعنين بالشأن الإعلامي المصري لضمان الاستقلال، و أضاف عبد العزيز أن هناك مخاوف من أن يأتي هذا المجلس كسلطة ديكتاتورية و لدينا تجارب في المنطقة جاءت بأشكال بيروقراطية تحت عنوان التنظيم .
وقال عبد العزيز أن الإعلاميين قادرون على انجاز هذا التنظيم "المجلس القومي للإعلام " و أن الإعلام المصري أمامه العديد من المشاكل و التحديات منها تعريف من هو الإعلامي و من يعملون بالإعلام دون رخصة .
واختتم عبد العزيز كلمته بأن أركان المجلس الوطني لتنظيم الإعلام تستند على ثلاث أركان رئيسيه هى " الحرية – التنظيم الذاتي – الهيئة الضابطة "
واكد محسن النعماني أمين عام اتحاد الاذاعة والتليفزيون أن مصر من الدول الرائدة في مجال الاعلام ولها تجارب عديدة ونحن اليوم بصدد وضع رؤية حقيقية لإنشاء مجلس وطني للإعلام.
واوضح النعماني ان هذا المؤتمر هو محاولة لتحديد الهوية والمسئولية الاعلامية تجاه مرحلة التطور الديموقراطي في مصر ، وان الاعلام هو رأس الحربة التي تُسير دفة التنمية ويجب ان يكون الإعلام حراً ومسئولاً .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: