لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''مصراوي'' داخل القصر العيني .. باعة بطاطين وسندوشات في العنابر (صور)

05:58 م السبت 11 أكتوبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شيماء الليثي :

حين تم إنشائه قبل أكثر من مائتي عام ليكون أول مدرسة طبية في العالم العربي، لم يكن من المتوقع يوما أن يتحول مستشفى القصر العيني التعليمي إلى سوق أشبه بسوق عكاظ .

''مصراوي'' رصد الوضع داخل عنابر المرضى بالقصر العيني لمدة ثلاثة ساعات، و كانت الدهشة من البداية ، على أبواب المستشفى ، حين لم يكن للجالسين على أبوابه اهتماما بمن يدخل أو يخرج أو السؤال عن الهوية .

بالتجول داخل أروقة القصر أول ماتقع عليه العين هو جلوس المرضى وذويهم على الأرض مفترشين ''البطاطين والمفارش الرخيصة'' ، وصولا إلى أحد عنابر قسم الجراحة التي تعج بالمرضى الذين خرجوا لتوهم من غرفة العمليات ، أو من هم بانتظار إجراء جراحته باليوم التالي .

بعنبر قسم الجراحة بدأ الوضع مآساويا، حيث عنبرا للرجال المتأثرين بجراحهم بداخله عنبرا أخر للنساء، لا يفصل بينهما إلا باباً بدأ على مدار اليوم أنه لا يُغلق أبدا، رغم ضرورة وجود عامل الخصوصية في عنبر مثل عنبر الجراحة تحديدا، خاصة أن هناك بعض المرضى يضطرون إلى كشف بعض الأجزاء المصابة من جسدهم أثناء مكوثهم بالعنبر .

ساعات ثلاثة قضاها ''مصراوي'' داخل عنبر النساء، دون أن يعبأ أحد من المرضى أو العاملين بوجوده أو يهتم بالسؤال، ربما ظنوا أنه أحد أقارب مريض منهم ، فكل منهم معها من معها و هناك آخرون منتشرون بأنحاء الغرفة وبشرفتها دون أن يعلم أحد هوية هؤلاء أو يتبعون أي من المرضى .

لم تمض إلا دقائق داخل العنبر إلا ودخل بائعا يحمل أكياسا بيضاء بها مالذ وطاب من ''الساندوتشات'' يبيعها للمرضى ، متجولا من غرفة الرجال إلى غرفة النساء دون استشعارٍ لأي حرج ، ثم يمر آخر يبيع المياه المعدنية والمياه الغازية والمشروبات والعصائر ، تتبعهم سيدة تحمل سراويلا نسائية تبيعها للمرضى من النساء ، وسيدة أخرى تبيع المفروشات لمن دخلوا المستشفى استعدادا لجراحة الغد ولم يجلبوا كافة احتياجاتهم .

قبل انتهاء موعد الزيارة المقرر بالساعة السابعة مساءا ومطالبة الأطباء والعاملين بالقسم بخروج جميع المرافقين للمرضى ، فإن العنبر طوال هذه الفترة لا يخلو أبدا من الباعة الجائلين والأصوات المزعجة بالنداء على سلعهم ، وكأنه نموذجا مُصغرا لسوق شعبي وجد فيه البائع تجارته الرابحة .. التجارة بمرض الفقراء وضعف قوتهم .

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: