لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو.. قصة مواطن ''أمريكي'' خذله مبارك وأوباما فلجأ لميدان التحرير

04:34 م الإثنين 30 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير ـ هاجر حسني:

خَلص إلى أن وراء كل حق ضائع شخص آثر الصمت، موقفه تجاه الظلم الذى عانت منه مصر طويلا كان شيئا غريبا آنذاك، أجبر البعض على عدم الإيمان بروايته التي أصبحت درب من الخيال فى آراء الكثيرين، قضيته شأنها شأن قضايا اعتقال و تعذيب عديدة اشتهر بها نظام العهد البائد، و لكن ما يجعل هذه القضية مختلفة هو امتلاك صاحبها لجواز السفر الأزرق'' الأمريكي '' و المعروف بأنه يحصن صاحبة ضد أي قول و ليس فعل، فعلى الرغم من بطش السلطة فى هذا الوقت قرر'' رائف الويشى'' تحدى الخوف الذى استوطن فى نفوس الكثيرين و التمرد على سياسات لطالما كانت مكروهه حتى ينتزع حقه الذى سلبه منه نظام مبارك و أعوانه بالتعاون مع النظام الأمريكي، ربما يكون انقضى علي القضية وقتا لا بأس به إلا أنه لم يعرف للإستسلام طريقا و قرر المُضي قُدما فى رحلة البحث عن حقوقه متيقنا من أن القدرة على اثباتها قد تكون بعيدة المنال حتى الآن، فاعتصم بميدان التحرير منذ أحداث ثورة 25 يناير.

رائف الويشى هو مواطن أمريكي من أصل مصري لديه ثلاثة أبناء ولد و ابنتان قضى فى الولايات المتحدة ما يقرب من 35 عاما بولاية نيويورك، إلا أن تعرضه لحادث أدى لقطع معاشه أجبره للعودة إلى مصر، تعرض خلال هذه الفترة بعد عودته لسلسلة من الإستدعاءات لمقر جهاز أمن الدولة بالقاهرة، ونصحه أحدهم وقتها بضرورة العودة لأمريكا - علي حد قوله.

و يقول الويشى فى روايته ''لمصراوى'' أن بعد رفضه العودة للولايات المتحدة مرة أخرى استخدمت السلطات فى مصر السلاح المعتاد لتلفيق القضايا و تم رفع 5 دعاوى ضده، كانت كل واحدة تأخذ منه عدة زيارات لقسم الشرطة لا تخلو من السباب و الإهانات و يحصل فى نهايتها على البراءة.

و يُرجع الويشى عدم لجوءه للسفارة الأمريكية بما أنه يحمل الجنسية إلى أن الحكومة الأمريكية دائما ما كانت تتغاضى عن تلك الأحداث دائما فى حالة وجود مصالح استراتيجية لها فى مكان الإعتداء.

وجاءت اللحظة الفارقة و التي قرر فيها الويشي الذهاب إلى القصر الجمهوري يوم 10 فبراير 2005 اصطحب خلالها زوجته و أطفاله و رسالة إلى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك يشرح فيها قصته و تعذيبه على أيدي أمن الدولة، و فى اللحظة التي وطأت فيها قدمه أمام بوابات القصر أُلقى القبض عليه من قبل رجال الأمن تعرض بعدها للتعذيب على أيديهم داخل المجمع السكنى الذى يوجد فى مواجهة القصر بعد أن جردوه من ملابسه أصيب جراءها لإنفصال فى شبكية العين فشل التدخل الجراحي تسع مرات لإصلاحه و التي سببت عاهة مستديمة له - علي حد وصفه.

يقول الويشي أنه كان يظن أن رئيس الجمهورية لا يعلم بما يفعلوه معه لكن ما حدث معه بالقرب منه جعله يتيقن أنه أعطى الأوامر بذلك، فأصبحت قضيته بعدها شخصية مع الرئيس و ليس رجال الأمن، إلا أن السفارة الأمريكية قامت عقب ذلك بقطع معاشه الذى يتقاضاه بسبب اصابته و الذى امتد لشهور طويلة بناء على اتصالات بين الحكومة فى ذلك الوقت و السفارة الأمريكية التي طلبت الطلب فورا.

وتابع :'' قررت و أسرتي الوقفة يوم 5 سبتمبر 2005 مرة أخرى أمام قصر العروبة رافعين خلالها شعارات ضخمة، خرج خلالها الرئيس الأسبق ليقرأها و ينصرف دون التعليق، وأثناء ذلك وصل لبوابة القصر القنصل الأمريكي كريستوفر ريتش و اصطحبهم للسفارة و هناك تسلم مني 14 صفحة تحتوى على ما حدث  منذ فصلي من عملي فى أمريكا و حتى اللحظة التي قابلته فيها و الذى نصحني بضرورة العودة لأمريكا، كما وعدني بإعادة المعاش الذى سبق قطعه و نفذ ذلك فعلا''.

و فى 20 يونيو 2007 تظاهر الويشي مع أسرته أمام وزارة الداخلية رافعين شعارات تندد بانتهاك حقوق الإنسان، حيث تعرض للإعتداء هو و أطفاله و كذلك اعتقال ابنه سالم الذى كان يبلغ من العمر وقتها 15 عام.

و يؤكد الويشي أنه تعرض هو و طفله للتعذيب و حينما جاء أربعة من موظفي السفارة الأمريكية لمكان احتجازهم روى لهم ما حدث له و لطفله و ما كان منهم إلا أن يطلبوا منه الصمت.

و فى صباح اليوم التالي 21 يونيو 2007 تم نقل الويشى و طفله و معتقل أخر إلى المقر الرئيسي لأمن الدولة بـ ''لاظوغلى'' و بمجرد دخولهم إلى القسم ترامى إلى مسامعهم أصوات الصراخ من جراء التعذيب الذى يتم للمعتقلين داخل المركز، و ما أن أصبح الويشي و طفله و المعتقل الأخر داخل المركز حتى لقنهم رجال الأمن هناك وصله أخرى من التعذيب التي كاد أن يفقد ابنه حياته بسببها - حسب قوله.

ويضيف الويشي أنه على يقين أن ما حدث له و لأبنه جاء بضوء أخضر من السفارة الأمريكية لأم نظام مبارك وقتها كان لا يجرؤ على فعل ذلك مع أي مواطن أمريكي دون إذن، و لكن الويشي استطاع خلال فترة اعتقاله فى مركز أمن الدولة بلاظوغلى ان يحصل على شهادة من زميله المعتقل عليها توقيعه و بصمة يده و التي تؤكد ما تعرض له من تعذيب.

بذهاب الويشي للسفارة الأمريكية قابل القنصل الأمريكي هناك و هي السيدة ناتاشا و التي اقنعها انه لديه شاهد على تعذيبه و بحوزته شهادة مكتوبه بخط يده و التي حصلت على النسخة الأصلية من الشهادة ولكن دون جدوى، و كان الويشي مقتنعا بأنه فور الإنصراف من السفارة سيتم إبلاغ السلطات المصرية بإسم هذا الشاب الى تطوع بالشهادة على واقعة تعذيبه هو و ابنه، و ما يؤكد ذلك هو محاولات الويشي للإتصال بصديق المعتقل مرات عديدة و لكنه دائما كان يأتي له الرد بأن الهاتف مغلق و الذى استمر هكذا لشهور عديدة فقد خلالها الأمل فى أن يكون صديق المعتقل على قيد الحياة-  علي حد قوله.

و بعد أن تيقن أنه لا أمل من تعاون السفارة معه بدأ حملته الثانية مع ''الكونجرس'' و كذلك بعث بعدة رسائل للرئيس الأمريكي السابق بوش.

و يقول الويشي أن دائما ما كانت ردود الخارجية الأمريكية على رسائله تنطوى على رسم صور سيئة له بأنه صانع للمشاكل هو و أسرته، لم تذكر مسألة قطع معاشه من عمله فى الولايات المتحدة، كان يتضح من الرسائل تواطؤ السفارة الأمريكية مع الأمن المصري .

و فى 16 أغسطس 2008 قرر الويشي العودة مرة أخرى إلى الولايات المتحدة لشعوره بأن هناك مخطط يُعد من الطرفين المصري و الأمريكي لقتله لأنهم على ثقة من أنه لن يترك حقه.

و فى 20 يناير 2009 بعث الويشي برسالة للرئيس باراك أوباما يروى فيها قصته منذ أن عاد من أمريكا لمصر، و التي مضى عليها أكثر من 4 سنوات دون رد، و اعقبها بعد ذلك 250 رسالة أخرى عن طريق الفاكس إليه و إلى أعضاء إدارته بالخارجية و كذلك إلى مجموعة من الأعضاء فى الكونجرس.

يؤكد الويشي أنه كان يطلب من مندوبة الكونجرس ايصالات باستلام الرسائل و هو يحتفظ بها حتى الآن، و لكن على الرغم من ذلك لم يحدث حتى الآن أي تقدم أو رد على سائله، و لذلك فقرر الويشي نشر الثلاث رسائل التي وصلته من الرئيس أوباما حتى يبرهن على مصداقية قضيته.

و ينهى الويشي روايته بأن الرئيس أوباما قبل توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كان حريصا على متابعة قضية الويشي و ما حدث له و ابنه القاصر من وقائع التعذيب، لكنه لا يتفهم كيف أدار الرئيس الأمريكي ظهره الآن و يرفض هو و إدارته التحقيق فيما حدث لهم، و هل هذا التعاطف فى البداية كان له علاقة بحملة الرئيس الإنتخابية و ما إن وصل للمنصب حتى تلاشت هذه الأفكار شأنه شأن جميع من يطوقون لكرسي الحكم.. يبقى هذا هو السؤال، واسئلة أخري تدور في ذهن الويشي الذي قرر الاعتصام بميدان التحرير.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: