لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صور- ماذا حل بمسجد رابعة العدوية؟

04:05 م الخميس 29 أغسطس 2013

تقرير – هند بشندي وهبه محسن:

''لا نعلم، متي تحديدا، منذ قدومنا للمنطقة وهو موجود كمعلم رئيسي للمنطقة، كان يتوسط عدد محدود من البنايات'' هكذا كان رد عدد من سكان مدينة نصر.. حول سؤالنا متى انشئ مسجد رابعة العدوية؟

خطوات بسيطة وسط الحطام المتبقي من المسجد، لنكرر نفس السؤال على المتواجدين هناك، ليشيروا إلينا لنذهب إلى ''الأستاذ فوزي''.. اقتربنا منه لنعرف أنه المدير الإداري للجنة الزكاة، وأحد أعضاء جمعية رابعة العدوية.

أشار فوزي إلى وجود اليافطة الشهيرة التي دون عليها تاريخ إنشاء المسجد وسط هذا الركام، ظل يبحث وسط بقايا حطام لا تستطيع تميز ماهيته فكل شيء يكتسي بالسواد من اثر الحريق، بعد فقدان الأمل في العثور عليها.

قال ''خمسون عاما هو عمر هذا المسجد، وزارة الأوقاف قامت بتشييده تحديدا في عام 1963''.

رائحة الحريق تملئ المكان
اخذنا في جولة داخل المسجد، الهيكل الخارجي لم يتأثر بشكل كبير، فمعظم جدران المسجد الرئيسية مازالت قائمة وان اكتست بأثار الحريق، لكن الوضع يختلف من الداخل، تجولنا بحذر نتلمس ما تخطو اليه أقدامنا، نتنقل بين ركام وبقايا ملابس، رائحة الحريق تملئ المكان وكأنه حرق منذ ساعات معدودة، رائحة أخرى نفاذة وغير مستحبة تخالطها، ربما هي رائحة دماء جفت، أو رائحة الجثث التي شهدها المسجد مازالت تسيطر على المكان.

المشهد الرئيسي كان لعمال يعملون بدأب، يقف معهم أحدي قيادات المخابرات الحربية يحث المهندسين على الإسراع بالعمل، الجميع يأمل عودة المسجد لما كان عليه في أيام معدودات، وذلك بعد أن تم حرق المسجد بشكل كامل وكذلك مصلى السيدات. المنبر الضخم الشهير للمسجد تم تدميره أيضا، لكن العناية الإلهية انقذت مكتبة المسجد التي تضم أمهات الكتب، من الدمار والحرق.

ومع اختلاف الروايات، لم تعلن النيابة للقائمين على المسجد بعد عن أسباب الحريق ولكنهم مكنوا وزارة الأوقاف منه لبدء عملية الإصلاح التي تقوم بها القوات المسلحة كاملة.

أُسس المسجد ضمن سلسة المساجد التي شيدتها الأوقاف عقب ثورة 23 يوليو، وتزامن ذلك مع تأسيس المدينة الجديدة ''مدينة ناصر'' والتي عرفت فيما بعد باسم ''مدينة نصر''، وسمي المسجد تيمنا برابعة بنت إسماعيل العدوي الملقبة بـ''أم الخير''، وهي سيدة متصوفة ولدت في مدينة البصرة عام 100 هجريا.

''مسجد رابعة العدوية'' دائما ما كان هادئا بعيدا عن السياسة، اشتهر باستضافة علماء ومشايخ لإلقاء المحاضرات والخطب، كما اشتهر بجنازات عدد من المشاهير، منهم كمال الشاذلي، قيادي الحزب الوطني المنحل، والمطرب عامر منيب، والإعلامي طارق حبيب.

كما شهد جنازات عدد من ضحايا مابعد ثورة يناير، فخرج من هذا المسجد جثمان محمد مصطفى طالب الهندسة، أحد ضحايا أحداث مجلس الوزراء، كما شهد خروج جنازات ضحايا أحداث الاتحادية من المنتمين للتيار الإسلامي، ومؤخرا شهد جنازات قتلى أحداث الحرس الجمهوري والمنصة من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي.

شهد المسجد بداية التجمعات السياسية، كان أشهرها مسيرة الإخوان المسلمين التي انطلقت من أمامه صوب قصر الاتحادية الرئاسي لفض اعتصام معارضي الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس السابق محمد مرسي في نوفمبر 2012.

وفي 28 يونيو 2013 أعلن ما يعرف بتحالف دعم الشرعية عن دخوله في اعتصام مفتوح في ميدان رابعة العدوية دفاعا عن الشرعية ونصرة للرئيس السابق محمد مرسي.

مربع رابعة العدوية لا يقتصر على المسجد فقط، فخلف المسجد مباشرة تقع المستشفى الطبي التي تأسست منذ عام 1997، والتي تخدم نحو 3 آلاف مريض يوميا، والتي ما إن تخطو نحوها تكتشف أن الحياه لم تدب فيها بعد، فهي خالية سوى من العاملين بها.

يمين المسجد تقع قاعة المناسبات ولجنة الزكاة، ذات الإدارة التابعة لبنك ناصر الاجتماعي، أما إدارة جمعية رابعة العدوية الخيرية فتتبع وزارة التضامن الاجتماعي.

المستشفى الميداني
بعد انتهاء الجولة؛ توجهنا لأشهر مكان شهدته رابعة خصوصا بعد فض الاعتصام، وهو المستشفى الميداني المتواجد بقاعة 3 بقاعات المناسبات، الجدران اكتست بالسواد من اثر الحريق، على اليسار تجد سرير طبي للكشف، أما الأدوية والكمامات فتجدها على الأرض بدلا من الرفوف.

اثنان من أعضاء مجلس الإدارة في المكان، توجهنا لهم بسؤال عن الخسائر، ردا ''الخسائر متعددة، خسائر في المكان نفسه، في الأجهزة، الأدوية.. خسائر في أمراض وأوبئة قد يكون وراءها هذا المكان''. مشيرين إلى أنه لم يتم حصر الخسائر حتى الآن.

وأكدا عدم انتماءهما لجماعة الإخوان المسلمين ووصفا اعتصام أنصار مرسي الاحتلال؛ حيث قالا ''كانوا محتلين المكان رغما عن ارادتنا، من يلقي علينا اللوم ويقول إننا موافقون على ذلك نقول لهم هي الدولة كانت عارفة تعمل معاهم حاجة عشان نقدر احنا''.

''كل حاجة اتحرقت''
على بعد خطوات يقع مبنى لجنة الزكاة الذي تضرر دوره الأرضي واحترقت فصول محو الأمية، كما كسرت خزينة الدكتور مصطفى الحمادي مقرر الجنة وتم الاستيلاء على محتوياتها ومحتويات عدد من المكاتب بعد ساعات من فض الاعتصام، البعض قال إن ''بلطجية'' هم وراء ذلك.

''اتقهرنا لما شفنا المكان، هو ده المكان اللي عشنا فيه سنين''، قالت إحدى العاملات مؤكدة صدمتها وزميلاتها وحزنهم على ما آل إليه المكان. وأشارت أخرى إلى أن العمال لم ينقطعوا عن العمل حتى عيد الفطر. وقالت ''إحنا تعبنا اوي كانوا بيفتشونا أثناء الدخول والخروج، وبطلنا نيجي من يوم الوقفة على حسب تعليمات الإدارة، وعودنا للعمل بعد فض الاعتصام''.

ويقول المدير الإداري للجنة الزكاة ''بعد العيد استشعرنا أن هناك ضغطا شعبيا وأمنيا في اتجاه فض الاعتصام وخوفا على حياة العاملين بالمكان طلبنا منهم عدم المجيئ منذ يوم الوقفة كما ان عدد كبير منهم لم يكن يستطع المجيئ بسبب الاعتصام، ومن كان يأتي فقط هم أفراد الآمن المسئولين عن أمن المكان، فضلا عمن يستطيع القدوم من العاملين''.

''كل حاجة اتحرقت .. مش حرام''.. كانت هذه عبارة قالتها إحدى العاملات بحسرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان