وزير الخارجية: زيارتي لإثيوبيا حققت أهدافها.. والعلاقات عادت لطبيعتها
كتب – سامي مجدي:
أكد وزير الخارجية محمد عمرو أن زيارته الأخيرة لإثيوبيا حققت – في تقديره- الأهداف التي حُددت بعد الأحداث الأخيرة التي أعقبت أزمة سد النهضة وتحويل أديس أبابا لمجرى النهر.
وأضح عمرو، خلال حوار أجراه على قناة ''إم بي سي مصر'' أمس، أن العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا عادت إلى طبيعتها وتم الاتفاق مع الجانب الإثيوبي على تنفيذ توصيات تقرير اللجنة الثلاثية والدولية المعنية بدراسة المواصفات الفنية لسد النهضة الإثيوبي وفقاً لإطار زمني مُحدد وبحيث يتم الانتهاء من هذا الموضوع في أسرع وقت باعتبار أن ذلك من مصلحة إثيوبيا ودولتي المصب.
وأضاف عمرو أن الجانب الإثيوبي أكد خلال الزيارة أنه لا يمكن له أن يضر بمصالح مصر، وأنه أكد من جانبه أيضاً أن مصر لا تعارض التنمية في إثيوبيا وأفريقيا بل مستعدة لأن تُساهم في تحقيقها بما لا يضر المصالح المصرية.
وأكد عمرو أن البيان المشترك الصادر عن وزيري الخارجية المصري والإثيوبي في أديس أبابا عكس ما تم التوصل إليه من تفاهمات خلال الزيارة وأن الجانب الإثيوبي أوضح من خلال البيان أن هدف السد هو توليد الكهرباء وأنه لن يُستغل لأي غرض آخر.
ورداً على استفسار حول ما إذا كان الجانب الإثيوبي سيستمر في بناء سد النهضة في الفترة القادمة، ذكر عمرو أن مصر على علم ببدء الأعمال الإنشائية لبناء هذا السد منذ عامين وتُشارك منذ عام في اللجنة الفنية المنوط بها دراسة الدراسات الإثيوبية الخاصة بهذا السد، كما قام خبراء مصر الأعضاء في هذه اللجنة بزيارة موقع السد أكثر من مرة للاطلاع على تفاصيله وإعداد الدراسات اللازمة.
وفى هذا السياق، أكد وزير الخارجية أن المهمة الرئيسية الآن للجانب المصري هي منع وقوع أي ضرر على مصر جراء بناء هذا السد، مُكرراً ''النيل هو مصر ومصر هي النيل''.
وأوضح عمرو أنه قدم عرضاً لمجلس الوزراء في 19 يونيو 2013 حول زيارته إلى كل من أثيوبيا والسودان وما تمخض عنهما من نتائج، مؤكداً على حرصه التحدث بشفافية حول تطورات هذا الموضوع لأهمية اطلاع الشعب المصري عليها بكل شفافية.
ولفت عمرو إلى أنه تم الاتفاق على توجيه دعوة فورية من وزير الري والموارد المائية إلى نظيريه الإثيوبي والسوداني للاجتماع والبدء الفوري في تنفيذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها في أديس أبابا.
أزمة المصريين في الأمارات
وحول قيام السلطات الإماراتية بإحالة 14 مواطن مصري للمحاكمة في 19 يونيو، ذكر وزير الخارجية أنه بصرف النظر عن الانتماء السياسي للمواطن في الخارج، فكل مواطن له حقوق سواء في الدولة التي يقيم بها أو حقوق علي وزارة خارجية بأن تقدم له رعاية كاملة في حالة القبض عليه وأن تضمن حقوقه وأن تقدم المساعدة القانونية له لدى الاحتياج لها.
وفيما يتعلق بما حدث في الإمارات أمس، أكد عمرو أن السفارة المصرية لدى الإمارات كانت متواجدة منذ اللحظة الأولى في هذا الحدث وقابلت المعتقلين المصريين بصورة دورية ورتبت لذويهم لقاء معهم كما رتبت اتصالات أسبوعية للمعتقلين وذويهم في مصر.
وأضاف عمرو أن السفارة المصرية تقدم كل التسهيلات والرعاية الممكنة للمواطنين المذكورين مثلهم مثل أي مواطن مصري يتعرض لضائقة في أية دولة سعياً للدفاع عنه وحماية حقوقه.
ورداً على سؤال حول وجود توتر في العلاقات بين مصر والإمارات وبعض الدول العربية بسبب صدور تصريحات يعتبرها البعض غير مسئولة وتؤثر على دور وزارة الخارجية في الخارج، ذكر محمد عمرو أن الدول العربية ليست في مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية في مصر فحسب بل هي البند الأول على قائمة تلك الاهتمامات، مشيراً إلى أن أمن الدول العربية هو أمن مصر وأن أمن مصر هو أمن الدول العربية.
وأوضح عمرو أن ''هناك خطوطا لا يُسمح بتعديها بالنسبة لأمن الدول العربية؛ فالعلاقات بين مصر والدول العربية هي علاقات تاريخ وحضارة وثقافة وماضي ولا يمكن المساس بها''.
وذكر وزير الخارجية أن هناك بعض التصريحات التي تصدر أحياناً، ومنها تصريحات التي ليس لها محل، والتي تكون لها بعض الآثار على علاقات مصر مع الدول الأخرى، وأن وزارة الخارجية تبذل قدر جهدها لمعالجة هذه الآثار.
وقال عمرو ''نطلب من إخواننا المصريين أن يراعوا المصالح الواسعة لمصر في الدول العربية فعلاقاتنا بالدول العربية علاقات ثابتة وأمن الدول العربية هو من أمن مصر ولن نسمح في يوم من الأيام بالمساس بأمن الدول العربية.''
ورداً على استفسار حول تأثير الأحداث الداخلية في مصر على دور وزارة الخارجية في الخارج ومدى قدرة الوزارة على تصحيح صورة مصر في الخارج، أكد محمد عمرو أن مهمة وزارة الخارجية تتمثل في الدفاع عن المصالح المصرية وأمن مصر القومي باعتبارها خط الدفاع المتقدم للدفاع عن المصالح المصرية.
وأضاف عمرو أن الوزارة بما تضمه من خيرة أبناء وبنات مصر تقوم بهذه المهمة بكل ما تملك من جهد.
وزاد ''قطعاً ما يحدث في الداخل يؤثر على دورنا في الخارج لكن نحن نقوم بالدور المطلوب من الوزارة تحت أي ظروف؛ فهذه هي رسالة وزارة الخارجية التي نقوم بها بمنتهى الإخلاص والتفاني، وهذا واجبنا لا نمن به على أحد وفى نفس الوقت نرجو أن يكون هذا هو المفهوم لدى الجميع في مصر.''
وأجاب على استفسار بشأن ما إذا كانت قد أصدرت تعليمات إلى السفارات المصرية في الخارج لتحسين صورة النظام المصري في الخارج، قال وزير الخارجية ''التعليمات دائماً هي تحسين صورة مصر، مصر هي مهمتنا الأولى والأخيرة.
وأوضح وزير الخارجية أن ''تحسين الصورة ليس بمجرد الكلام نحن نتحدث بوقائع، فمصر دولة مهمة ودولة محورية وأولويتنا الرئيسية هي الدفاع عن مصر ومصالح مصر والأمن القومي المصري ورعاية حقوق أبناء مصر المتواجدين في الخارج''.
تصريحات الشورى
وفيما يتعلق بالتصريحات التي صدرت من قبل بعض أعضاء مجلس الشورى في الفترة الأخيرة والتي هاجمت السفارات المصرية في الخارج، قال محمد عمرو إن تلك التصريحات كانت مؤسفة وغير مقبولة شكلاً أو موضوعاً مشيراً إلى تقدير وزارة الخارجية لمجلس الشورى وتعاونها معه باستمرار.
وذكر عمرو أنه تلقى في 18 يونيو اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى أعرب خلاله عن تقديره لأبناء الوزارة وإيمانه الكامل بوطنيتهم وحرفيتهم وعدم موافقته على التصريحات التي صدرت ضدهم في هذا الشأن.
وأضاف عمرو أن رئيس مجلس الشورى أصدر كذلك بيان حول هذا الموضوع وخلص عمرو إلى حرصه على إغلاق هذا الموضوع وعدم تكراره مرة أخرى.
رسالة للشعب
وحول الرسالة التي يود الوزير محمد عمرو أن يوجهها إلى الشعب المصري والمواطنين في الخارج، ذكر عمرو ''أؤكد أن لديكم جهاز للعمل الخارجي ووزارة خارجية من أعرق وزارات الخارجية في العالم، لديكم جهاز يمكنكم أن تفخروا به وأبنائكم وبناتكم العاملين فيه، وثقوا ثقة كاملة أن هذا الجهاز لن يألوا جهداً في الدفاع عن مصالح مصر القومية ولن يألوا جهداً في الدفاع عن المصريين الموجودين في الخارج''.
وشدد ''هذا واجبنا لا نمن به على أحد بل على العكس، فمصر أعطتنا الكثير ويجب أن نرد لها هذا العطاء.. وأحب أن أطمئن المصريين على هذا الجهاز الذى احتفظ بتماسكه وسيظل على تماسكه وحرفيته في كل الظروف''.
فيديو قد يعجبك: