سائق قطار البدرشين: ''مفيش مهندس فحص القطار والمفتش استعجلني عشان أمشي''
القاهرة - واصلت نيابات جنوب الجيزة، بإشراف المستشار أحمد البحراوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، تحقيقاتها فى حادث قطار البدرشين، الذى أسفر عن مصرع 19 وإصابة 118 آخرين، وانتقل صباح الأربعاء فريق من النيابة إلى مستشفى المعادى العسكرى لسؤال الـ19 مصابا، كما قاما بمناظرة الجثة الموجودة، وتم التصريح بدفنها، لكن زيارة الرئيس محمد مرسى إلى المعادى العسكرى تسببت في تأجيل الدفن.
كما ينظر قاضى معارضات البدرشين اليوم تجديد حبس المتهم، وظهرت مفاجآت من السائق أثناء التحقيقات، وأكد أن ميكانيكيا وآخر ''لفَّا'' حول القطار في أسيوط كأنه ''يفحصه، في الوقت الذي يطلق فيه مفتش المحطة صافرته للإقلاع، نافيا وجود مهندس قام بفحص القطار في المنيا، ووصف الكلام عن إصراره على الاستمرار في الرحلة رغم تحذيره بـ''كلام فارغ''.
وفي الوقت نفسه استكمل فريق نيابة البدرشين الاستماع إلى أقوال السائق وناظر محطة البدرشين وعامل المزلقان، وقال السائق المتهم مجدى صموئيل: ''القطار ماكنش فيه حاجة وكان سليم ونفى السائق التهم الموجهة إليه - القتل الخطا - وقال إنه خرج من الجراج بعد فحص القطار من قبل مهندس الصيانة، وأنه فوجئ أثناء سيره بوقوع الحادث فأعاد محمد شقير، رئيس النيابة، سؤاله مرة أخرى، ووجهه له قائلا:
النيابة: هل القطار قيادتك تمت صيانته قبل خروجه من محطة أسيوط؟
المتهم: أيوة فريق الصيانة عمل له صيانة.
النيابة: مين اللى عمل الصيانة.. مهندسين من ورشة الهيئة؟
المتهم: واحد ميكانيكى وصبى معاه تانى معرفش أسماءهم؟
النيابة: كيف يتم فحص القطار؟
المتهم: الميكانيكى وزميله بيربطوا حاجات، وينزلوا تحت القطار ويشوفوا فى حاجات ناقصه ولا لأ؟
النيابة: إنت شوفت عمال الصيانة بيعملوا كده فى القطار تحت قيادتك؟
المتهم: لا.. همّ لفوا حول القطار واتفرجوا عليه.. لكن مفيش حد نزل تحت القطر.. وكده يبقى اتفحص.
النيابة: مفيش جهاز للفحص.. وهل من ضمن وظائفك أنك تفحص القطار؟
المتهم: لا.. لا توجد أجهزة للفحص.. وأنا كل وظيفتى أنى سواق.. غير كده لاّ، وباسمع كلام المفتش بتاعى اللى أصر على إقلاعى بالقطار.
النيابة: من المسؤول عن تحركك بالقطار؟
المتهم: أنا أول ما بيقولى المفتش اطلع بطلع.. أنا بشتغل سواق يا بيه فى الهيئة، وموضوع الصيانة فيه ناس متخصصين فيه. وأصر السائق على إثبات أن القطار كان سليماً طول الرحلة ولم يتعطل ولا مرة، بينما واجهته النيابة بأقوال الناجين من القطار الذين أكدوا أنه تعطل مرتين فى محطة المنيا وحذروه بسبب الصوت الذى حدث من ترنح للعربة الأخيرة، وأصر على النفى.
وأكد السائق أنه توقف فى المنيا بسبب التخزين لمرور قطار آخر، فقررت النيابة عرضه على الطب الشرعى لإجراء تحليل لدمائه، والتأكد أن المتهم يتعاطى مواد مخدرة أم لا، وقررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن وجهت له تهم القتل الخطأ، كما ينظر قاضى المعارضات تجديد حبس المتهم اليوم.
كما استمعت النيابة إلى أقوال ناظر محطة البدرشين، الذى كشف عن مفاجأة فى التحقيقات، حيث أكد أنه عقب مرور القطار المنكوب شاهد قطعاً حديدية تتطاير من العربة الأخيرة بالخلف، مما أثار الفزع بداخل القطار فهرول إلى كابينة الاتصال، وأقفل السكة على 4 قطارات أخرى كانت قادمة من الاتجاهين مصر والصعيد، واتصل برؤسائه فى هيئة السكة الحديد وأخبرهم، ولم تمض 3 دقائق، ووقع الحادث.
وأكد عامل مزلقان البدرشين أن القطار مر من المحطة بصورة طبيعية، ولم يشاهد أى أثار، وبعد كيلومتر فوجئ بوقوع الحادث وأن القطار توقف بعد مكان التصادم أعلى مزلقان قطار ''أبوربع''.
وانتقل أسامة حنفى، مدير نيابة الحوادث، إلى محطة البدرشين للتحفظ على دفتر شريط السرعات، ليتم تسليمه إلى اللجنة التى تم تشكيلها من كلية الهندسة، وتضم أساتذة من أقسام القوة والتصميم الميكانيكى و4 أقسام أخرى، بينما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة ومناقشة الجهات المسؤولة، ومن المرجح أن تستدعى النيابة مسؤولين بوزارة الدفاع والداخلية والنقل للاستماع لأقوالهم، خاصة بعدما أثبتت المعاينة، وأقوال الشهود والمصابين الطريقة غير الآدمية التى تم نقل المجندين بها، بعدما أكدت تحقيقات النيابة العامة أن سعة العربة الواحدة لا تتجاوز 88 شخصاً، بينما كان بداخلها ما يقرب من 135 مجنداً، ومن المرحج أن يتم استدعاء فريق الصيانة من محطتى أسيوط والمنيا ومواجهتهم.
كما استمعت النيابة إلى أقوال الضابطين ''ملازم أول ورائد'' المسؤولين عن نقل الضباط، لسماع أقوالهما، وانتهت النيابة من إجراء المعاينة الثانية للحادث، كما انتهت من سماع أقوال جميع المصابين و3 من شهود الإثبات من أهالى قرية أبوربع. من ناحية أخرى، قال مصدر أمنى إن وزارة الداخلية والدفاع تحقق إداريا فى الواقعة من جهتها لكشف ملابسات الحادث.
فيديو قد يعجبك: