لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أبو الفتوح وموسى.. تأملات حول نتيجة المباراة

03:44 م الجمعة 11 مايو 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم- صبري سراج:
ربما كان اللقاء أشبه بمباراة كرة قدم بين الأهلي والزمالك، الكل يجلس أمام الشاشات في البيوت والمقاهي، الشوارع تخلو من المارة كعادة أوقات مباريات القمة، المواطنون أو الجماهير مقسمون إلى أنصار هذا ومؤيدي ذاك وكذلك من يشجع لاعبا رئاسيا آخر أو من لم يحسم أمره بعد.

مباراة رئاسية سبقها ستوديو تحليلي مثل هذا الذي يسبق مباريات كرة القدم.. تعليقات " فيسبوك " و " تويتر " أكدت الإحساس بكونها مباراة وليست مناظرة بين اثنين من أقوى مرشحي الرئاسة.. لذلك لم يكن عجيبا أن يسأل البعض بعد بدء المناظرة: " هي النتيجة كام كام؟"

تلك بعض ملاحظاتي الشخصية عن لقاء ليلة الأمس الذي - بغض النظر عما دار فيه - وعن تفاصيل الصورة كاملة - فإن هذه التفصيلة " المناظرة " تحديدا هي إحدى دلالات الوجه الأبيض للثورة.. المجد للشهداء.

اختار أبو الفتوح منذ بدء اللقاء توجيه حديث عاطفي، يخاطب به الثوار وأهالي الشهداء موجها لهم التحية وذاكرا أسماء عدد منهم، محاولا كسب التعاطف منذ اللحظة الأولى.

لعب موسى منذ البداية على مهاجمة منافسه مستغلا انتماء أبو الفتوح للجماعات الإسلامية والإخوان طيلة 42 عاما، وهي مادة خصبة للانتقاد والتشكيك في شخصية ونوايا المنافس وهو ما استغله موسى.

لم يستطع أبو الفتوح استغلال ارتباط موسى بالنظام السابق جيدا، واستطاع وزير الخارجية الأسبق الإفلات من الأمر بإجابة واهية ولم يستطع أبو الفتوح اللعب على هذا الأمر مجددا.

أبو الفتوح لا يحمل تاريخا في العمل كرجل دولة بحكم انتمائه للإخوان، وكل تاريخه السياسي مرتبط بالجماعة الإسلامية  والإخوان المسلمون وهو ما جعله يحضر خطابا يلعب على مشاعر الثوار وأهالي الشهداء محاولا استمالتهم، ومذكرا دائما بعمله الخيري في منظمة الإغاثة الإسلامية وكذلك باعتقاله أكثر من مرة على يد النظام السابق.

إجابة موسى حول راتب الرئيس واستغلال قصور الرئاسة جاءت ذكية وواقعية، فيما اختار أبو الفتوح اللعب مجددا على مشاعر طبقة معينة ترى أنه لا داعي لأن يعمل الرئيس داخل قصر رئاسي!.

قدم أبو الفتوح تقريرا حول ذمته المالية قائلا أن دخله الشهري 10 آلا جنيه وأنه يمتلك منزلا بالتجمع الخامس،  كذلك قدم تقريرا حالته الصحية موضحا إصابته بارتفاع طفيف في الضغط والسكر - ولم ينس أن يتهم النظام السابق بأنه كان سببا في إصابته بهذه الأمراض ".

فيما أنكر موسى ذمته المالية وكذلك حالته الصحية قائلا "أنه تقدم بها للجنة العليا للانتخابات وأنه لن يكشف عن ما تحتويه إلا في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية".

تهرَب أبو الفتوح من السؤال حول التعامل مع استثمارات الجيش، وكان رده مخزيا فى موضوع كشف العذرية والتعذيب، على عكس ما كان يظن به الثائرون.

إجابة أبو الفتوح فى موضوع الأحزاب الدينية كانت مفاجئة لي، إذ كيف يرى مرشح يدّعي الليبرالية أن أحزاب النور والحرية والعدالة ليست أحزابا دينية وأن مفهومه عن الحزب الديني هو أن تكون عضويته مقصورة على أصحاب دين معين؟!.

زايد المرشح الذي شغل منصب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى حديثه عن الشريعة وتطبيقها وكان تعليقه على مصطلح " المبادئ العامة للشريعة " الذي ذكره منافسه عمرو موسى ضعيفا جدا مما أصابني بنوبة ضحك.

حاول أبو الفتوح إخفاء تاريخ الجماعة الإسلامية "الإرهابى"، وادعى سلميتها لأنه أحد مؤسسيها، وهو على عكس المعروف والمثبت تاريخيا حول تلك الحركة التي نشأت في سبعينيات القرن الماضي.

وحاول أبو الفتوح كذلك إنكار ما قاله بشأن رأيه في موضوع حرية العقيدة في حديث سابق مع منى الشاذلي، ثم عاد ليبرره قائلا "أن من حق أي شخص اختيار دينه وأنه من أنصار أن يتم استتابته إلى آخر العمر!"، ولا أفهم كيف يكون من حق شخص ما أن يستبدل دينه ويبقى محاصرا دائما لا يتمكن من الحصول على هذا الحق بحجة الاستتابة!.. تناقض يوضح أن أبو الفتوح يريد فقط أن يجمع كل الأصوات الانتخابية دون أن تفهم شيئا حقيقيا حول رأيه في قضية شائكة مثل هذه.

عمرو موسى بدى عدوانيا كعادته يتصرف وكأنه أحد أقطاب الثورة ودلل على ذلك بحديثه في القمة العربية قبل الثورة بأيام وكذلك تصويته في استفتاء التعديلات الدستورية بـ (لا) موجها اتهاما لأبو الفتوح بأنه ركب على الثورة لأنه صوت ب(نعم) متسائلا " أين كنت حين صوتنا نحن الثوار ب(لا).

موسى ظهر أكثر حنكة من منافسه بسبب تمرسه في العمل السياسي، وكان دائما ما يضغط بحديثه عن علاقاته الخارجية وأنه رجل دولة ليس بحاجة للتجربة مؤكدا أن مصر تحتاج لأهل الخبرة.

بعض إجابات أبو الفتوح حملت مراهقة سياسية..الأول وجه حديثه لجيله وجيل أبو الفتوح ومن اصطلح عليهم باسم " حزب الكنبة " والبسطاء ثقافيا وماديا.. فيما وجه أبو الفتوح حديثه لأصحاب الأجندات الإسلامية ومن هم معجبون بشخصية أبو الفتوح الإسلامي الوسطي السلفي الليبرالي الذي استطاع أن يجمع عدة تيارات حوله.

- يرى أبو الفتوح أن إسرائيل هي دولة عدوان ويعلن ذلك بوضوح، مؤكدا في الوقت ذاته احترامه لمعاهدة السلام لكن مع النظر في موادها مجددا، فيما قال موسى أن كثيرا من المصريين يعتبرون إسرائيل دولة عدوان لكن على الرئيس ألا ينجذب وراء تلك المشاعر!.

- مثلما استخدم أبو الفتوح خطابا دينيا في بعض أجزاء المناظرة رأى عمرو موسى أنه لا مانع من دخول هذا الملعب للحظات مستشهدا في إحدى إجاباته بمقولة للشيخ محمد متولي الشعراوي - ثم عاد بعدها بدقائق ليوجه شكره لأبو الفتوح على استغلال الأخير لبعض المصطلحات التي قال أنها مأخوذة من برنامجه مثل " المائة يوم الأولى، والجمهورية الثانية ".

- في غفوة ربما سببها طول السهر اعتبر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية " إيران " دولة عربية، غير أنه لم يذكر لنا متى انضمت إيران للجامعة العريقة!.

المرشحان الاثنان اشتركا في عدم تقديم حلول حقيقية لأي مشكلة تم عرضها عليهم مفضلين لغة خطابية تلهب حماس أنصارهم أو من قرروا مخاطبتهم منذ البداية.
تفوق عمرو موسى في أسلوب الخطابة وكان يعرف تمام الكلمات التي يجب أن يتكئ عليها في حديثه مثل " الوطن - المواطنة - أهل الخبرة - أنا - المواطن البسيط ". كذلك أجاد في استخدام لغة الجسد.. فيما لم يكن أبو الفتوح مميزا في هذه النقاط وكان ينطق كلمات مثل " الشهداء - الثورة - الشباب الطاهر " بنفس طريقته العادية في الحديث، ولم يستخدم لغة الجسد مطلقا.

أداء الإعلاميين منى الشاذلي ويسري فوده جاء متفاوتا، فقد تفوق يسري على "منى" في مقدمة المناظرة ووضح محاولتها تقليده في أسلوب الإلقاء، لكنها عادت وتفوقت عليه حيث كانت أقوى في إدارة الحوار ولم تسمح باشتباك بين المتناظرين مثل الذي حدث في فقرة يسري فوده.

المقال يعبر عن رأي الكاتب الشخصي ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

 

اقرأ أيضا:

بالفيديو.. التفاصيل الكاملة للمناظرة التاريخية بين ابوالفتوح وعمرو موسي

فيديو قد يعجبك: