تحليل – أبو الفتوح بين يسري فودة ومحمود سعد
تحليل – الدكتور شادية المتولي:
لقاء الدكتور أبو الفتوح مع محمود سعد ..
كان ضيف محمود سعد علي برنامج آخر النهار يوم 11من ابريل 2012 الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أحد مرشحي الرئاسة لمناقشة خططه للنهوض بمستقبل مصر.
الدكتور أبو الفتوح كما ذكرت من قبل هو شخصية كاريزماتيه لما حباه الله من ميزات كالصوت الجهوري الرخيم وبنية جسمية مع اكتساء شعره بالبياض دون محاولة اختصار سنين العمر بالصبغ والحناء كما يفعل البعض وجدية في الملامح واتزان المشاعر.. كل ذلك يضيف على الشخصية هالة من الاحترام وهو جدير بها.
ما يلفت النظر في هذا اللقاء عن ما أشرنا إليه في لقاءه مع يسري فودة من قبل عدة نقاط أهمها.
1- أولا: يجب الإشارة إلى اختلاف طبيعة كلاً من يسري فودة ومحمود سعد؛ فالأول أكثر جدية في الملامح اللقاء يأخذ صفة رسمية. بالنسبة لمحمود سعد محمود تعلو وجهه دائماً ابتسامة يردد دائماً أنه يريد أن يفهم لأنه مواطن بسيط ويعكس فعلا صورة المواطن العادي واللقاء أميل إلى الدردشة سواء ذلك مقصود من محمود سعد أو غير مقصود، وذلك لا ينفي أو ينقص من جدية الحوار ولكن يشعر المتفرج بنوع من الألفة والحميمية عند متابعة البرنامج باختلاف لقاء يسري فودة فهو أميل لما يسمي جدال سياسي (debate) أو مناقشة سياسية يميزها في العموم نوع من الجدية بطول اللقاء.
هذا يضفي بعض الاختلاف في أجواء كلا البرنامجين كذلك في صورة أبو الفتوح وهنا يجدر الإشارة النقاط التالية:
١- الشكل العام للدكتور أبو الفتوح (personal image) أصبح أكثر اتساقا للمنصب المرشح له هناك نوع من (fine tuning) قد يكون من تكرار اللقاءات والحوارات التلفزيونية أو بعد ازدياد شعبية الدكتور أبو الفتوح الآن أكثر من ذي من قبل على مستوي كثير من الفصائل العقائدية والمجتمعية المختلفة من الشعب المصري جعل صورته العامة أكثر ثقة مع هدوء (more relaxed than before)
٢- عند الحديث عن الإخوان مع يسري فوده كان التأثر واضح علي الوجه ولكن في لقائه مع محمود سعد أصبح أقل تأثرا ولكنه صرح كما صرح من قبل: أنا استقلت من الإخوان ولكني لم أنشق عنهم".. وهنا ميزة أنه إخواني الهوى ويجهر بذلك فهو لا يصرح أو يدعي شيء لكسب مؤيدين ولكنه ثابت على أرآه ولم نري منه إحساس المرارة كذي قبل ويعلن أنه دائما ضد خلط الدعوة بالسياسة ولكن من حق أي شخص أن يترشح.
حركة اليد وهي تلمس الأنف تكاد لا تلاحظ
٣- عند الإجابة، على أسئلة محمود سعد لا يأخذ نفس الوقت في التفكير كذي قبل الرد سريع.. الرؤية أكثر وضوحا بالنسبة للدكتور أبو الفتوح سواء على المستوى الإخواني والرئاسي أو الشعبي.
٤- أصبح أقل تحفظا في تصريحاته عن الجيش أو البرلمان أو مرشحي الرئاسة الآخرين كما قلت وهذا يعكس ازدياد الثقة ووضوح أكثر في الرؤية وفي قراءة الموقف فلغة الجسد أكثر انطلاقا وأقل تحفظا من ذي قبل.
٥- بالنسبة لرؤيته للمستقبل فهي كما قلت هو ابن لهذا الوطن ويشعر بهموم المواطن البسيط وخطته لم تختلف عن ذي قبل هي نفس الرؤية ونفس الإصلاحات التي نادى وينادي بها ويتعهد بها إلى الآن للنهوض بالمجتمع.
حركة اليد حزم واضح متفق مع تصريحاته وضع الاذرع والكفين بهذه الصورة(indication Of higher status)
وهو شخصية زعامية كما قلت بتوجه إسلامي إخواني لا يخفيه قلبا وقالباً ولكن بتوازن مقبول يتلاءم مع الطوائف المختلفة في المجتمع المصري وهو شديد الذكاء في إثارة موضوع الحريات والإبداع مع ما يتلاءم مع المجتمع وأن المجتمع هو الضابط للإيقاع وليس رقيب تنفيذي أو عسكري ولذلك هو غير قلق على مستقبل مصر ولا على وعي الشعب، وهو تصريح يعطي لكثير من المصريين الأمل والثقة في المستقبل وهو ما يحتاجه كثير من المصريين الآن بعد ما حدث ويحدث على الساحة السياسية وماجّد من مشاهد في الترشيحات الرئاسية.
الكل يعلم أني مرشح لكل المصريين
كذلك خبرته مع الإخوان وخبرته مع النظام السابق أكسبته رؤية أشمل تساعده على التعامل مع الجهتين بمهارة أكثر من غيره على المستوى الشخصي وهي تضيف أيضا من الثقة التي ظهر بها في اللقاء الأخير عن اللقاءات السابقة وسرعة الرد التعليق دون تفكير كذي قبل.
وأخيرا الدكتور أبو الفتوح رجل جدير بالاحترام وهو يتمتع بشعبية يستحقها وسيرة ذاتية ليس فيها من الشوائب أو التساؤلات التي تسير الظنون أو الشكوك ويعتبر من أكثر الناس توافقا مع المزاج العام للموطن المصري ويبقى أن ننتظر ماذا ستأتي به الأيام وما سوف تعلن عنه صناديق الاقتراع في سباق الرئاسة الحاضر.
أقرأ ايضًا:
فيديو قد يعجبك: