مصراوي كان هناك .. بصفتيه الصحفية والإنسانية
عدسة – إسلام الشرنوبي
قلم – محمد الدويك
بدأ حياته طفلا صغيرا في قرية متباعدة بمحافظة سوهاج ، ثم أتى الى القاهرة ليدرس التاريخ الاسلامي والفرعوني بجامعة فؤاد الاول، وانتهى به الحال كراهب ثم أبا للكنيسة الأرثوزوكسية المصرية.. ومرت الأعوام سريعا لتتوعك صحته بمرض حاد في رئته ويذهب للولايات المتحدة ، ويعود منها مرة ثانية ليجلس على ذات الكرسي الذي شغله لأربعين سنة ، ولكن هذه المرة كان ميت.. أسرة مصراوي تنعاه وتتمنى له المغفرة.
تلك الحشود الهائلة تذكرنا بموت القادة العظام .. لما مات عبد الناصر كانت جنازته مشابهة لتلك ، ولما مات الشيخ الشعراوي كانت جنازته مشابهة لتلك ، ولكن هذا المشهد تربطه أواصر صلة بالثورة المصرية حيث اجتمع المسلم والمسيحي على أمر واحد ، في الثورة اجتمعنا لتنحية النظام ، وحول الكتدرائية اجتمعنا لإلقاء نظرة وداع أخيرة ، تضن بها الدنيا ثانية .
والبعض لا يدرك أن الرهبنة هي شأن مصري خالص ، حيث أهدته المسيحية المصرية للعالم أجمع ؛ فحينما احتل الرومان أرض مصر، كانو مشابهين للمصريين في الدين وإن كانوا مخالفين لهم في الطائفة ، المصريون أرثوزوكس والرومان كاثوليك ، وعانى المصريون من الاضطهاد لعشرات السنوات ، فكان الحل في الاعتزال في مبنى صحراوي بعيد عن الناس يعبدون فيه الله ويفرون من بطش الغزاة .. وهنا نشأت الرهبنة .. البابا شنودة رغب في ترك الحياة وزينتها وعاش راهبا ومعلما وأبا روحيا للكنيسة المصرية.
وتحركت كاميرا مصراوي وسط الجموع المحتشدة حول الكتدرائية وحاولت أن تسجل تلك اللحظة المهيبة ، ورغم الزحام والتدافع والحزن المخيم على كل الحضور إلا أننا حصدنا عدة صور لنشرك القراء معنا في الحدث عن كثب.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: