السبت.. الأزهر يحتضن أول مؤتمر عالمي للتصوف بمشاركة 30 دولة بحضور السلفية والإخوان
كتب – هاني ضوَّه :
في محاولة جادة من علماء التصوف الإسلامي في العالم لتوحيد وتفعيل دور أكثر من 15 مليون متصوف مصري وما يزيد عن 200 مليون متصوف في الدول العربية وحول العالم للإسهام وبفاعلية في دعم المساعي والتوجهات الحالية في الدول الإسلامية الهادفة إلى تحقيق الإصلاح الشامل والتنمية الحقيقية في جميع القطاعات المجتمعية، يعقد بعد غد السبت ولأول مرة مؤتمر عالمي للتصوف تحت عنوان "التصوف منهج أصيل للإصلاح "برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمشاركة أكثر من 300 عالم من 30 دولة عربية وإسلامية وغربية.
ويشارك في المؤتمر وزارة الأوقاف والمشيخة العامة للطرق الصوفية ودار الإفتاء المصرية ونقابة الأشراف وتستمر فعاليات المؤتمر على ثلاثة أيام بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف بمدينة نصر بالقاهرة، حيث يناقش خلالها أكثر من 150 بحثا من كبار علماء الدين والمفكرين من أتباع المنهج الصوفي المعتدل من مصر والعالم.
وتم توجيه الدعوة للمشاركة إلى كلا من الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، والبابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، والدكتور عصام درباله رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي وعدد من رؤساء الأحزاب، منهم الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، ورؤساء حزب الفضيلة والنور السلفي، وحزب الجبهة الديمقراطي، وعدد من الأحزاب الأخرى كما تم توجيه الدعوة لرؤساء الجامعات وسفراء الدول الإسلامية والعربية ورجال الإعلام ورؤساء التحرير الصحف ووسائل الإعلام.
ومن جانبه صرح فضيلة الشيخ محمد عصام الدين زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية ومقرر المؤتمر أن المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة في ظل ما تعاني منه الدول العربية والإسلامية من ضغوط خارجية متواصلة لفرض نموذج معين للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت شعار الإصلاح والهادفة إلى تمرير هذه النماذج التي لا تتفق مع طبيعة التراث الحضاري للأمة وتحقيق أهدافها القومية.
وأوضح الدكتور حسن الشافعي أمين عام المؤتمر أن المؤتمر يأتي لإظهار حقيقة أن محاولات الإصلاح السابقة التي لم تتعد الأشكال والهياكل والمؤسسات دون الاهتمام بالجوهر والمضمون، ودون الاهتمام بإصلاح القائمين والتي أثبتت التجارب الزمنية أن هذه المحاولات قليلة الجدوى لأن الإصلاح الحقيقي لا يأتي إلا من خلال بناء الفرد المؤمن روحيا وماديا.
وقال: :إن المؤتمر سيبحث خمسة محاور تتناول الحاجة إلى الإصلاح الشامل في المجتمعات العربية والإسلامية، وطرح التصوف كمنهج للإصلاح وإشكاليات والعقبات التي تواجه تطبيق نماذج الإصلاح الإسلامية وعرض لإمكانيات الإصلاح عند الصوفية في بناء العقل والروح وجميع مستلزمات الحياة السياسية والاقتصادية والمجتمعية".
وأشار الدكتور محمد مهنا أمين عام الدعوة بالعشيرة المحمدية ومنسق عام المؤتمر إلى أن التصوف هو الضمان الحقيقي لبقاء الإصلاح نابعاً من عمق وحقيقة الحضارة الإسلامية وتراث الأمة وعدم انحرافه لخدمة أجندة أعداء الأمة مؤكدا أنه يجب البحث على أساليب جديدة لاستثمار التصوف وترشيده باعتباره رأس المال الطبيعي المتأصل في الأمة مؤكدا أنه سوف يكون أجدى وأنجح من محاولات كثيرة تتسم بالاندفاع دون رَويَّة مع ما يقتضيه ذلك من أثمان باهظة تنفق من المبادئ الثابتة والقيم الأساسية للأمة، لافتا أن تحقيق التقدم المادي في حاجة إلى جُرعة روحية تعصمه من الإفراط والتفريط.
وصرح الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي للمؤتمر بأن المؤتمر يهدف إلى بيان دواعي أهمية الإصلاح الشامل المتكامل وضروراته في المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة وإصلاح الهياكل أو المؤسسات وإصلاح الأفراد والمجتمعات، وبيان أهمية الخيار الصوفي في ضوء الخيارات المتاحة للإصلاح، وتوجيه وترشيد التصوف ورد ما يشاع على الممارسات الصوفية إلى الكتاب والسنة بفهم العلماء العاملين من السلف الصالح دون إفراط أو تفريط.
كما أوضح أنه سيتم مناقشة أفضل الطرق والسبل نحو تنظيم وتوجيه الطاقات الإيمانية لدى قطاعات عريضة من الجماهير في ربوع العالم الإسلامي نحو البناء والإصلاح على المنهج الرباني الروحي الأصيل بدلاً من الهدم والتفرق والاختلاف ، والتأكيد على أهمية إيقاظ وإنقاذ الحضارة الإسلامية من مُستنقع المادة التي طغت قوانينها بحكم الزمان على كل مناحي الحياة بكافة صورها ومستوياتها، وذلك بردها إلى أصولها الروحية ومناهجها الربانية باعتبارها القادرة على إعادة التوازن المُختل في العلاقات الدولية بين الشرق والغرب.
ويشارك في المؤتمر عدد كبير من علماء التصوف والإسلام والمفكرين من مصر والعالم، منهم الدكتور نصر فريد واصل رئيس اتحاد العلماء المسلمين بمصر والدكتور عصام البشير وزير الأوقاف السابق بالسودان و المستشار السيد علي الهاشمي مستشار العدل والشئون الإسلامية بديوان الرئاسة بالإمارات والداعية علي الجفري رئيس مؤسسة طابا والداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان والدكتور عبد الرحمن البر ممثل عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والشيخ محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية والداعية الإسلامي محمد الكتاني والدكتور عبد الناصر جبري عميد معهد الدعوة والشيخ عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء بالجزائر.
ويفتح فضيلة الإمام الأكبر فاعليات المؤتمر والجلسة الافتتاحية بعد غد السبت في تمام الساعة العاشرة والنصف بمركز مؤتمرات الأزهر بشارع يوسف عباس بمدينة نصر ويشارك في الجلسة الافتتاحية كل من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وسماحة الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: