حرب ترامب التجارية.. هل تلقي بظلالها على أداء البورصة المصرية؟
البورصة المصرية
كتبت- أمنية عاصم:
تباينت آراء خبراء أسواق المال حول تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أكبر اقتصاديين على مستوى العالم على أداء السوق المحلية.
في حين يرى البعض أن هذا التوتر الاقتصادي بين أكبر اقتصاديين سينعكس بشكل سلبي على كافة الأسواق الخارجية ومنها مصر توقع آخرين عدم تأثر السوق المحلية وسط اعتماده على المؤسسات المحلية، وفق ما قالوه خلال حديثهم مع "مصراوي".
آثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية 10% على واردات الصين بداية من الثلاثاء الماضي، و25% على كندا والمكسيك قبل أن يقرر تعليقها شهر مخاوف من اندلاع حرب تجارية وزيادة معدل التضخم وتراجع أداء شركات عديدة.
وفي رد فعل فوري قررت الصين فرض رسوم جمركية 15%على واردات أمريكا من غد وهو ما يزيد من حدة الصراع التي ستمتد آثارها إلى باقية دول العالم.
وتزداد أهمية البورصة المصرية خلال 2025 بعد إعلان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في وقت سابق باستئناف برنامج الطروحات الحكومية عبر طرح 10 شركات من خلال طرح مباشر بالبورصة أو بيع لمستثمر استراتيجي.
البورصة المصرية ليس في معزل عن العالم
قالت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال، إن تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بالفعل تظهر تبعاته على أداء البورصات العالمية بما فيهم البورصة المصرية.
وأوضحت لمصراوي أن المبيعات القوية التي تشهدها الأسواق انعكست على أداء المؤشرات خاصة في ظل تلك الحرب التجارية الشاملة.
وأضافت أن السوق المحلي متأثر بالأحداث العالمية بجانب رغبة ترامب في تهجير أهل غزة إلى مصر بما ساهم في زيادة الأزمة في منطقة خاصة مع رد الصين حول رفضها المساومة السياسية على الفلسطينيين.
وأشارت رمسيس إلى أن جميع تلك الأحداث ساهمت في انخفاض المؤشر الرئيسي دون مستوى 30 ألف نقطة.
ونوهت إلى أن رد الرئيس المكسيكي والكندي حول أنهم يسعوا نحو فرض عقوبات على المنتجات الأمريكية واستبدالها بمنتجات صينية ساهم في تعديل ترامب من لهجته التهديدية؛ بما ساهم في استرداد الأسهم عافيتها تدريجيًا خلال الآونة الماضية.
وأشارت رمسيس إلى الصعود الذي حققته المؤشرات المصرية ليتخطى خلال تعاملات اليوم 30 ألف نقطة؛ جاء بدعم مشتريات من جانب المؤسسات، موضحه أن السلوك المسيطر على المتعاملين يتمثل في البيع عند تحقيق مكاسب؛ تخاوفًا من تصاعد الأحداث في المنطقة.
وأكدت أن تلون مؤشرات الأسواق العالمية باللون الأحمر ينعكس على السوق المحلية بشكل سلبي نظرًا لتأثرنا بوتيرة تعاملاتهم - المؤسسات الأجنبية - على المؤشر الرئيسي.
التعاملات المحلية المسيطرة
أما أمال سليمان، خبيرة سوق المال، ترى أن تصاعد حدة التوترات بين الجانبين الشرق والغرب لا ينعكس على أداء البورصة المصرية خاصة بعد أنهم وجدوا خلال بعض جلسات الفترة الماضية صافي شراء من الأجنبية؛ بما يدل على تواجدهم في السوق.
وأضافت أن نسبة تعامل الأجانب من إجمالي تداولات السوق تعد ضعيفة حيث أن سوق الأوراق المالية معتمد على المؤسسات المحلية بصورة أكبر.
وأكدت أن حركة المؤشر الرئيسي تعد امتداد عرضي بين منطقة 29650 نقطة لـ 31 ألف نقطة.
سيناريوهان
وقال محمد مهدي، خبير أسواق المال، إننا حاليًا نشهد "فترة هدنة" بعد أن منح ترامب منذ الأول من فبراير مهلة للصين والمكسيك وكندا - أكبر شركائها التجاريين - فرصة لمدة شهر قبل استئناف الحرب التجارية.
وأضاف أنه في بداية شهر مارس لدينا سيناريوهين الأول تخفيف وتيرة الحرب التجارية بين الدول أما السيناريو الثاني هو استئناف فرض الرسوم الجمركية.
وأوضح مهدي أن فرض الرسوم بين الصين وأمريكا أكثر من 20% سيظهر تداعياته السلبية متمثلة في زيادة معدلات التضخم بالأخص على الدول النامية من ضمنها مصر، موضحًا أن أكبر شركاء مصر التجاريين هم الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن زيادة معدلات التضخم يؤثر على الأسواق العالمية بما فيها السوق المحلي، بجانب أن ذلك سيساهم في اتخاذ وتيرة بطيئة في حركة أسعار الفائدة من قِبل البنوك الفيدرالية بما سيزيد من تأثر أسواق الأسهم.
فيديو قد يعجبك: