إعلان

أزمة غاز عالمية في الطريق.. كيف تؤثر على مصر والسينايوهات المطروحة؟

02:54 م الإثنين 20 يناير 2025

أزمة غاز عالمية

كتبت- دينا كرم وأحمد والي:

تواجه أوروبا نقصا في إمدادات الغاز خلال فصل الشتاء القارس بعد توقف روسيا عن تصدير الغاز لها على أثر العقوبات الأمريكية بما يفتح صراعا على أسعار الغاز في وقت تواجه فيه مصر أزمة في سد احتياجاتها المحلية، وهو ما يطرح سؤالا ما خطط مصر للتعامل مع هذه الأزمة؟.

وبسبب تفاقم الحرب الروسية الأوكرانية تواجه أوروبا خطر عدم تحقيق أهداف تخزين الغاز للشتاء المقبل، وسط سباق مشروع للحصول على الإمدادات قبل أن تبدأ السعة الإنتاجية الجديدة للغاز الطبيعي المسال في تخفيف الأزمة العام المقبل.

وأدت العقوبات الأمريكية على روسيا إلى عدم تجديد الاتفاقية بين روسيا وأوكرانيا التي تختص بضخ الغاز الروسي عبر أوكرانيا لينطلق لتدفئة أوروبا جميعها.

قبل التوترات الأخيرة كانت روسيا تمد أوروبا بنحو 41% من إجمالي إمدادات الغاز الطبيعي عبر شبكة ضخمة من الأنابيب وبتكلفة تقل عن استيراده من دول أخرى أو أمريكا وهو ما يوضح تفاقم حجم الأزمة.

ويرى خبراء البترول والاقتصاد خلال حديثهم مع مصراوي، أن خطة مصر في التعامل مع تفاقم أزمة الغاز عالميا تقوم على عاملين الأول استيراد شحنات من الغاز لسد فجوة الغاز، والأخر تكثيف اكتشاف الآبار الجديدة.

استيراد شاحنات

قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقا، الذي تحدث مع "مصراوي"، إن الحكومة المصرية بالفعل قامت بتأمين احتياجاتها من الغاز لسد النقص بعد التعاقد على استيراد شحنات غاز، كما أن عمليات الحفر الجارية تهدف لرفع الإنتاج المحلي.

وأوضح أن أزمة مصر ليست في توفير الغاز نفسه لكن في تدبير سيولة للاستيراد بالأسعار المرتفعة، والتي بالفعل ستؤدي إلي عبء علي الموازنة المصرية.

لجأت مصر خلال الصيف الماضي إلى قطع الكهرباء يوميا بمعدل ساعتين بسبب مشكلة نقص الغاز قبل أن يعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في يوليو الماضي، إنه تم التعاقد على كل الشحنات اللازمة من الوقود لإنهاء انقطاع الكهرباء في الصيف.

كانت الهيئة المصرية العامة للبترول أعلنت طرح مناقصة التي من المقرر أن تُغلق في 27 يناير، وهي أصغر من المناقصات التي طرحت في عام 2024.

وكان من المتوقع أن تطرح مصر مناقصة لشراء ما يصل إلى 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب في الربع الأول من عام 2025، لكنها أرجأت بعض الشحنات التي اشترتها مسبقاً للتسليم في يناير، وفق ما ذكرته الشر.

وتجري مصر محادثات مع شريكتها الأجنبية الرئيسية "إيني" لإنشاء منشأة جديدة لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال المستوردة، في خطوة تهدف لتجنب تكرار أزمة نقص الطاقة الشديدة التي شهدتها البلاد خلال الصيف الماضي، بحسب ما نشرته "اقتصاد الشرق" نقلا عن بلومبرج.

أزمة مفتعلة وسط صراع أمريكي روسي

ويرى وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، "لمصراوي" أن الأزمة الحالية ليست أزمة نقص في الغاز في أوروبا بسبب الطقس البارد كما يشاع، بل هي أزمة مفتعلة مؤقتة ناتجة عن الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال الأزمة لتسويق غازها الطبيعي لأوروبا بعد تحقيقها اكتفاءً ذاتيًا في عام 2024.

وأوضح أن قرارات بايدن الأخيرة بوقف الناقلات الروسية تهدف لزيادة حصة أمريكا من سوق الغاز الأوروبي، خاصة مع تهديدات ترامب بفرض تعريفات جمركية في حال لم تلتزم أوروبا بشراء الغاز الأمريكي.

اكتشافات جديدة

بحسب وائل النحاس، الخبير الاقتصادي فإن خطط مصر للتعامل في التعامل مع هذه الأزمات تتمثل في أن الحكومة تعمل على اكتشاف مناطق جديدة لتوسيع عمليات الإنتاج بالتعاون مع شركات عالمية مثل "إيني"، كما أن قيامها بسداد مستحقات الشركات الأجانب سيسرع عجلة البحث والاستكشاف وبالتالي زيادة في الإنتاج.

بالإضافة إلى تعاقدها على سفينة تغييز جديدة مما يمكنها من وجود بنية تحتية قوية، إضافة إلى استئناف العمل في حقول كبرى مثل حقل ظهر، خاصة مع تحسن الأوضاع الأمنية في البحر المتوسط، بحسب النحاس.

وأكدت وزارة البترول أن سفينة الحفر تستعد للوصول إلى مصر لبدء أعمال الحفر في شهر يناير الجاري باستخدام التقنيات الحديثة، بهدف زيادة الإنتاج والعودة إلى مخططات الإنتاج المعتمدة.

وأوضح النحاس أن مصر تتبع نهجًا مزدوجًا يشمل تأمين الإمدادات من خلال تعاقدها على استيراد الغاز، بالتوازي مع التخطيط لزيادة الإنتاج المحلي، مؤكدا أن هذه الإجراءات تعطي مصر نوعًا من الاطمئنان بخصوص ما يحدث في أوروبا.

وأكد النحاس أن تقلب أسعار النفط والغاز مرتبط بالتوترات السياسية، مشيرًا إلى أن انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية قد يعيد الاستقرار للسوق العالمية، خاصة إذا عادت حركة الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها.

وأعلنت شركة إكسون موبيل اكتشافها للغاز الطبيعي قبالة ساحل مصر على البحر الأبيض المتوسط، موضحا أنه تم العثور على خزان للغاز، وسنواصل تقييم النتائج"بحسب ما نشرته وكالة "بلومبرج".

التحول للطاقة المتجددة

وقال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إن مصر تؤمن إمداداتها من الغاز الطبيعي عبر توقيع عقود شحنات متوسطة وطويلة الأجل -تتراوح بين 6 أشهر وسنة- وذلك لتجنب التقلبات في أسعار سوق النفط العالمية.

وأضاف لمصراوي أن الدولة تعمل على زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، بهدف الوصول إلى 42% من إجمالي الإنتاج الكهربائي بحلول الأربع سنوات المقبلة، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وأشار إلى أن تسريع وتيرة الربط المصري القبرصي يهدف إلى تحقيق استفادة اقتصادية مشتركة، من خلال استقدام الغاز القبرصي إلى مصر، حيث يتم إسالة الغاز في مصانع الإسالة على ساحل البحر المتوسط وتصديره للأسواق الأوروبية، بالإضافة إلى الاستفادة جزئياً منه في السوق المحلي لتعزيز القيمة المضافة، من خلال استخدامه في صناعة البتروكيماويات لإنتاج منتجات ذات قيمة اقتصادية مرتفعة.

اقرأ أيضا:

كيف تفعل مكالمات "الواي فاي" على هاتفك الأندرويد أو الآيفون؟

ما تكلفة مكالمات "الواي فاي" ومن المستفيد منها؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان