تطبيقات التأمين المركزية تنقذ مصر من الخلل التقني العالمي
كتب- علاء حجاج:
تسبب خطأ صغير في تحديث أجرته شركة الأمن السيبراني كراودسترايك على نظامها فالكون الخاص بالحماية من الهجمات الإلكترونية، إلى سلسلة من الأعطال في الخدمات التي تعتمد على أنظمة تكنولوجيا المعلومات أمس الجمعة.
الخطأ الصغير كان نتائجها فادحة نظرا لكون نظام فالكون معتمد على الحوسبة السحابية وبالتالي تأثرت كافة الخوادم التي تعمل بالنظام بشكل مباشر وسريع الأمر الذي أدى إلى إصابة الكثير من الخدمات حول العالم بالشلل التقني.
مصر كانت بمأمن من هذا العطل التقني بحسب تصريحات وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت لقناة أكسترا نيوز، وذلك بسبب اعتماد مصر على أساليب التأمين المركزية وليست المعتمدة على الحوسبة السحابية الأمر الذي جعلها معزولة عن الحدث الذي شل العالم أمس.
اعتماد مصر على أسلوب التأمين المركزي تعتمده الكثير من دول العالم مثل الصين وروسيا وبعض الدول العربية.
قال المهندس طارق شبكة رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS، إن المؤسسات المصرية لم تتأثر بالخلل التقني العالمي الذي شهده العالم أمس الجمعة وذلك بسبب اعتماد مصر في تنفيذ خطط عمل الأمن السيبراني على أنظمة التأمين المركزية بشكل أساسي ولا تعتمد على تطبيقات التأمين عبر الحوسبة السحابية.
أوضح شبكة، أن الخلل التقني العالمي الذي شهده العالم ليس هجمات سيبرانية أو إستهداف أمني رقمي إنما هو خلل فني لدى القطاعات الرئيسية والخدمية التي تعتمد على تقنيات شركة كراود سترايك.
أشار إلى أنه بالرغم من أن حلول الأمن السيبراني أصبحت أحد الأعمدة الرئيسية في أنظمة تشغيل وإدارة كافة القطاعات الرئيسية إلا إنها ربما أن تتحول هذه التطبيقات والتقنيات الدفاعية الرقمية إلى أحد الأسباب الرئيسية في حدوث الخلل التقني دون التعرض لهجمات سيبرانية مقصودة أو بفعل فاعل.
وأوصى بضرورة تبنى ممارسات متكاملة تضمن للمؤسسات منظومة حماية ذو معايير ومواصفات قياسية.
ويرى شبكة أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، ولابد من العمل على التوافق المتلاحق مع الحلول الأمنية بما يتناسب مع المتغيرات العالمية، بالإضافة إلى خطة تحليل البيانات وإدارة الأزمات لمنظومة عمل الأمن السيبراني في أي مؤسسة.
وشدد على ضرورة الإعتماد على أنظمة الأمن السيبراني لدى القطاعات المختلفة من خلال تصميم نظام العمل بما يتوافق مع متطلبات القطاع وحجم المخاطر التي تواجه وتحليل نوعية الهجمات التي قد تستهدفه.
وأوضح إن الدرس المستفاد لكافة المؤسسات من هذا الخلل التقني يتجسد في أهمية تبني خطة مستقبلية واضحة للتطوير المستمر لأنظمة العمل الرقمية وتوفير حلول بديلة يمكن الإعتماد عليها في وقت الأزمات.
من جانبه قال محمد الحارثي خبير أمن المعلومات، إن الأزمة التكنولوجية التي شهدها العالم أمس ليست بسبب هجمة سيبرانية، ولكن بسبب خلل في التحديث او قد يكون شبهة ثغرة اثناء اجراء عملية التحديث
والمتسبب الرئيسي هي شركة كراود سترايك والتحديث الخاص بنظام فالكون الذي يقوم برصد الاستخباراتي للتهديدات السيبرانية.
وأوضح الحارثي أن سبب التأثير الواسع والتضرر من التحديث الذي قامت به كراود سترايك يعود إلى الاعتماد على نظام الحوسبة السحابية ما تسبب في تأثر كافة الأجهزة والخدمات المتصلة بالخوادم.
وبين أن الحوسبة السحابية هي أنظمة يتم الوصول إليها عن طريق خوادم لا مركزية، ويمكن الوصول إليها بطريقة مركزية أيضا، ولا يشترط أن تكون موجودة في مكان مقدم الخدمة.
فيديو قد يعجبك: