الدولار ±32 جنيها.. انطلاق مغامرة إنهاء السوق السوداء: ماذا حدث اليوم؟

كتبت- شيماء حفظي:

في محاولة لكبح جماح السوق السوداء، وتطبيقا لاتفاق مصر وصندوق النقد الدولي، باعتماد سعر صرف مرن، شهد سعر الدولار مقابل الجنيه تذبذبات عالية ومتسارعة خلال تعاملات اليوم الأربعاء الذي شهد تحقيق مستويات تاريخية جديدة لسعر العملة الأمريكية.

وقفز سعر الدولار مقابل الجنيه في بداية تعاملات اليوم، من مستوى 27 جنيها للدولار، ثم قفز في ارتفاعات متتالية لمستويات فوق 28 ثم فوق 29 ثم 30 ثم 31 ثم 32 جنيهًا بحلول منتصف التعاملات.

ولأن كل قمة يتبعها قاع، عاد الجنيه لالتقاط الأنفاس سريعًا، وارتفع سعر العملة المحلية مقابل الدولار، ليستقر الدولار تحت مستوى 30 جنيهًا بنهاية تعاملات اليوم.

ولم يبق سعر الدولار في قمته 32 جنيهًا كثيرا، حيث هبط إلى 31 ثم 30 ثم أنهى التعاملات عند نحو 29.8 جنيه للبيع في البنك الأهلي المصري.

لماذا الصعود والهبوط؟

يطالب صندوق النقد الدولي، البنك المركزي المصري، بالتحول نحو سعر صرف مرن وبشكل مستدام، وهي واحدة من أبرز التوصيات التي وضعها في شروط برنامجه لتمويل مصر 3 مليارات دولار.

وفي ظل الأزمة التي تواجهها مصر بنقص التدفقات الدولارية، وهروب الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين الحكومية خلال العام الماضي، توحشت السوق السوداء للعملة، التي تخطت في ديسمبر 30 جنيها وكان حينها السعر الرسمي 24 جنيها في المتوسط.

ويسعى البنك المركزي من خلال السماح بتحرك حر يعتمد على العرض والطلب للدولار، إلى تقليل الفجوة والقضاء على السوق السوداء لسعر العملة.

ويتوقع محللون أن يشهد سعر الدولار تذبذبات عنيفة وسريعة مقابل الجنيه في البنوك، حتى يصل إلى سعر يوازن بين السعر الرسمي والسوق السوداء ليكون هذا هو القيمة العادلة لسعر الجنيه.

وخلال الأسبوع الماضي، طرح بنكا الأهلي ومصر شهادات ادخار بعائد مرتفع 25% لجذب الأموال المجمدة في الدولارات لدى الأفراد، وزيادة الإقبال على الجنيه بما يدعم سعره.

وجذبت الشهادة في البنكين، وفقا لآخر الإحصاءات المتاحة، 155 مليار جنيه حتى نهاية تعاملات الاثنين الماضي.