البن والشاي والسجائر.. أزمة الاعتمادات المستندية تهدد مزاج المصريين
كتبت- شيماء حفظي وشيرين صلاح:
"كوباية شاي وسيجارة" هي فاصل اعتاد عليه المصريون لاستراحة قصيرة من الأعمال اليومية، ربما يأتي عقب فنجان من القهوة الصباحية التي يفتتح بها اليوم، لكن جميع مكونات هذا "المزاج" أصبحت مهددة في آن واحد، مع استمرار صعوبة استيراد المواد الخام والسلع.
يشتكي مصنعو المنتجات التي لا تعد أولوية في قائمة الغذاء - لكنها مهمة لمستهلكيها وهم بالملايين – من قرب نفاذ مخزون المواد الخام لصناعة السجائر والشاي والبن، مع صعوبة إحلال هذه المواد في ظل عدم توافر الدولار اللازم لفتح الاعتمادات المستندية وعدم توافر بديلها محليًا.
كان البنك المركزي قرر في فبراير الماضي، بوقف التعامل بمستندات التحصيل في كافة العمليات الاستيرادية والعمل بالاعتمادات المستندية بدلاً منها، وهو ما لم يلقَ قبولا من الصناع أو التجار لتبعاته السلبية على حجم أعمالهم ولكن المركزي تمسك بالقرار باستثناء 15 سلعة.
وجاء هذا الإجراء في إطار تخفيف الضغط على العملات الأجنبية بعد تراجع المتوفر منها بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية السلبية مع تداعيات حرب أوكرانيا وتشديد السياسة النقدية.
ومنذ يومين أعلن الدكتور محمد معيط وزير المالية، في بيان الثلاثاء الماضي، إقرار حزمة إجراءات استثنائية لتيسير الإفراج عن الواردات، وتخفيف الأعباء عن المستثمرين، والمستوردين، فى مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، وذلك تنفيذًا للتكليفات الرئاسية التى يتابعها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وينتظر المصنعين الإفراج عن البضائع المكدسة لهم بالموانئ لكي تساعدهم خلال الفترة المقبلة على استمرار الإنتاج في السوق المحلي، حتى يسمح لهم مرة أخرى بالاستيراد دون فتح الاعتمادات المستندية.
السجائر
يقول إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، لمصراوي، إن المواد الخام لدى مصانع السجائر والدخان لا يمكنها الصمود لأكثر من شهرين، وفي حال لم تتمكن الشركات من الحصول على مواد خام إضافية خلال هذه الفترة فهذا يهدد بتوقف الإنتاج.
وأضاف إمبابي :"المشكلة إن البنوك لا تدبر الدولار، وبالتالي المخزون آجلا أو عاجلا هيخلص، لو لم يدبر خلال شهرين، الشركات لديها مخزون في مخازن جمرك الدخان في الإسكندرية والتي يشترط أن يوفر البنك الدولار للإفراج عنها بعد الحصول على نموذج 4 وهذا لا يحدث.. لدينا بضاعة من شهر 3 ولم تخرج".
إضافة لذلك، فالمصانع تواجه أزمة أيضًا في ضرورة أن تتعاقد على التبغ للموسم المقبل وإذا لم يحدث هذا خلال الفترة الحالية ستواجه أزمة خلال العام المقبل.
ويوضح:"التبغ نبات موسمي مثل أي محصول وله موعد حصاد وموسم لازم نشتري فيه، حاليا موسم الحصاد في الهند لازم نشتري منهم وكل دول أفريقيا التي نشتري منها متقاربة أيضا.. لازم أنا كصاحب مصنع أتعاقد على شحنات للسنة المقبلة، لو لم تدبر البنوك الدولار المصانع لن تتمكن من الحصول على مواد التبغ العمود بتاع أي مصنع هو التبغ الخام".
تستورد مصانع الدخان والسجائر – بما فيها الشركة الحكومية والقطاع الخاص – مواد خام في حدود 600 - 700 مليون دولار في السنة، وفقا لإمبابي.
البن والشاي
ارتفعت أسعار البن في مصر، خلال شهر أغسطس، متأثرة بتراجع المعروض، وشح المخزون في مخازن المستوردين، فيما تعتمد مصر بشكل كامل على الواردات.
وفقا لما قاله حسن فوزي رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، لمصراوي، فإن المخزون لدى الشركات لا يكفي سوى شهر واحد، فيما يهدد استمرار أزمة فتح الاعتمادات المستندية إمكانية الاستيراد البن من الخارج لتوفير البنز
وتستورد مصر البن من البرازيل وبولندا ودول اخرى، وتعتمد بنسبة 100% على الاستيراد لتلبية الاحتياج المحلي.
أزمة أخرى، فجرتها شركة بدوي جروب – صاحبة منتجات شاي العروسة أبرز علامة تجارية في مصر – عندما قالت إنها لا تمتلك مخزون من الشاي يتخطى شهر واحد، وأنها تواجه مشكلة في توفير وارداتها من الشاي الذي تعبئه محليًا، ما دفعها للتقدم بشكوى رسمية للحكومة تطالب بحل الأزمة.
وتلبي شركة شاي العروسة نحو 60% من احتياجات السوق المحلي.
فيديو قد يعجبك: