هل تستأنف البورصة رحلة التعافي في الفترة المقبلة؟
كتب-مصطفى عيد:
توقع محللون أن تواصل البورصة رحلة الصعود التي كانت شهدتها الأسبوع الماضي خلال الفترة المقبلة في حالة التماسك حول مستوياتها الحالية في جلسات الأسبوع الحالي.
وكان المؤشر الرئيسي للبورصة ارتفع بمجموع 7.3% خلال 7 جلسات 2 منها قبل عيد الأضحى، بالإضافة إلى جميع جلسات الأسبوع الماضي بعد إجازة العيد ليصل إلى مستوى 9290 نقطة بنهاية تعاملات الخميس الماضي، قبل أن يتراجع خلال الجلستين الأخيرتين ليغلق تعاملات اليوم عند مستوى 9238 نقطة.
كما حقق رأس المال السوقي مكاسب خلال الجلسات السبعة بمجموع 29.6 مليار جنيه ليصل إلى حدود 622.7 مليار جنيه بنهاية تعاملات الخميس، وهو مستوى لم يبعد كثيرا عن قيمة رأس المال السوقي بختام جلسة اليوم عندما سجل 622.3 مليار جنيه.
وكانت البورصة شهدت تراجعات كبيرة خلال الأشهر الأخيرة تأثرا بما حدث لأسواق الأسهم العالمية بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا وظروف التشديد النقدي ورفع الفائدة عالميا، حيث خسر المؤشر الرئيسي منذ بداية العام وحتى الآن نحو 22.7% من مستواه.
وتوقعت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية، استمرار صعود البورصة خلال الفترة المقبلة خاصة إذا استطاعت تجاوز نقاط المقاومة والاستقرار فوقها.
وقالت حنان رمسيس، لمصراوي، إن مستوى المقاومة الحالي للمؤشر الرئيسي 9300 نقطة، ولو استطاع المؤشر كسره والاستمرار أعلى منه سيواصل الصعود.
وذكرت أن الصعود الذي شهده السوق خلال جلسات الأسبوع الماضي يعود إلى تدني أسعار الأسهم في الفترة السابقة مع التراجعات التي شهدتها الأسواق، وبالتالي هو ما خلق طلبا على شراء الأسهم وهو ما عززه عروض الاستحواذ على بعض الشركات من شركات وصناديق عربية.
وأوضحت أن ذلك دفع المستثمرين لتكوين مراكز شرائية مع المستويات المتدنية لأسعار الأسهم خاصة مع عروض الاستحواذ التي تدفع الأسواق للبيع، إلى جانب دخول بعض المؤسسات لاستغلال الموقف واستثمار أموالها مثل البريد والتأمينات.
كما يدعم الصعود خلال الفترة المقبلة مراجعات المؤشرات ودخول أسهم جديدة فيها، وبالتالي هناك تحركات محتملة من المؤسسات على الأسهم حتى لا تخرج من المؤشرات، وفقا لحنان رمسيس.
وأشارت إلى أن التحدي الذي يواجه المؤشرات أمام مواصلة الصعود في الفترة المقبلة هو تجاوز نقاط المقاومة، إلى جانب إيقاف بعض الأكواد عن الشراء والتي تؤثر في قيم التداول بالسوق، وأيضا تسوية المستثمرين الأجانب مراكزهم عند حدوث أي ارتفاع.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، لمصراوي، إن المؤشر الرئيسي للبورصة في حال استطاع التماسك فوق مستوى 9200 نقطة سيعزز من فرصه للصعود إلى مستوى 9500 ثم إلى 9800 نقطة في الفترة المقبلة.
وأضاف النمر أن أداء البورصة قد يتغير من أسبوع لآخر وفقا للتأثر بالأحداث التي تقع خلال كل فترة.
وأوضح أن الأسبوع الجاري سيشهد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وسط توقعات برفع سعر الفائدة بين 0.75% و1%، إلى استمرار تأثير بعض الأحداث سلبا مثل استمرار معدلات التضخم المرتفعة محليا وفي الخارج، إلى جانب مؤشر مديري المشتريات الأمريكي والذي جاء تحت الـ 50 نقطة وبالتالي هو مؤشر سيء.
وذكر أنه بالتالي تتسم الفترة الحالية بالضبابية وعدم الوضوح من الصعب معها التوقع بأداء البورصة لفترة تصل إلى أسابيع رغم أنها فترة قصيرة الأجل.
وأوضح أن أداء البورصة يتأثر بالاقتصاد الذي لا يزال يواجه عددا من التحديات في ظل الظروف الحالية منها ارتفاع التضخم وتوافر الدولار للاستيراد، والقدرة على توفير المواد الخام.
واتفق كل من حنان رمسيس وإبراهيم النمر على عدم تأثير إعلان الحكومة نهاية الأسبوع الماضي عن تأهيل شركتي وطنية لبيع وتوزيع المنتجات البترولية، وصافي للمياه التابعتين للقوات المسلحة للطرح في البورصة.
وقال إبراهيم النمر إن أغلب ما تم إعلانه فيما يتعلق ببرنامج الطروحات الحكومية في البورصة منذ بدء إطلاقه وحتى الآن مجرد تصريحات دون تنفيذ، وبالتالي أصبح السوق لا يعتمد على أي من هذه التصريحات في تكوين قرار استثماري.
وذكر أن عملية تأهيل الشركتين قد تستغرق فترة ليست قصيرة إلى جانب احتمالية الإعلان مجددا عن تأهيل هاتين الشركتين من أجل طرحهما لمستثمر استراتيجي وليس للتداول في البورصة، فالسوق يتفاعل مع التنفيذ على أن تكون الشركات المطروحة جيدة وهو ما حدث مع طرح شركة "إي فاينانس".
وأكدت حنان رمسيس أن السوق يحتاج إلى التنفيذ ووجود خطط زمنية تفصيلية لأي طرح حكومي حتى ينعكس إيجابيا عليه، ولم يعد يتأثر السوق بأي تصريحات تتعلق بالطروحات دون تنفيذ فعلي على الأرض.
كما استبعدت حنان رمسيس في إطار الحالة الحالية للسوق أن يستأنف برنامج الطروحات الحكومية خلال العام الحالي.
فيديو قد يعجبك: