هبوط حاد رغم هجوم السعودية.. لماذا تراجعت أسعار البترول اليوم؟
كتب- مصطفى عيد:
شهدت أسعار البترول تراجعا حادا خلال تعاملات اليوم الاثنين، أول تعاملات الأسبوع، تزامنا مع مخاوف ضعف الطلب على الوقود في الصين، وآمال المصالحة بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب شبكة سي إن بي سي، انخفض سعر برميل خام برنت خلال تعاملات اليوم بنسبة 6.88% مقارنة بنهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، ليصل إلى مستوى 112.35 دولار في الساعة الخامسة إلا ربع مساءً بتوقيت القاهرة.
وكان سعر البرميل وصل في وقت سابق من تعاملات اليوم إلى مستوى 111.17 دولار، وفقا لبيانات الشبكة.
ويأتي ذلك رغم هجوم صاروخي شنته جماعة أنصار الله "الحوثي" يوم الجمعة الماضي على منشأة توزيع بترول تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
وبحسب وكالة رويترز، جاء تراجع الأسعار مع تنامي المخاوف بشأن ضعف الطلب على الوقود في الصين بعد جهود مدينة شنجهاي، المركز المالي الصيني، للحد من زيادة الإصابات بفيروس كورونا.
ودخلت شنجهاي في إغلاق على مرحلتين لـ 26 مليون شخص اليوم الاثنين في محاولة للحد من انتشار فيروس كوفيد 19.
ووفقا للوكالة، قال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك في مذكرة: "هذا يثير أيضًا مخاوف متزايدة من أن سياسة الصين الصارمة الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا الجديد ستؤدي إلى عمليات إغلاق متكررة في مراكز الأعمال الرئيسية".
وقال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB، إن الطلب على النفط في الصين، أكبر مستورد للخام على مستوى العالم، من المتوقع أن يكون 800 ألف برميل يوميًا أضعف في أبريل مقارنة بالمستويات "العادية" نتيجة لذلك.
وقالت الوكالة إن آمال المصالحة من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تبدأ في تركيا غدا الثلاثاء وفقًا للكرملين، أثرت أيضًا على الأسعار.
وقال كازوهيكو سايتو، كبير المحللين في فوجيتومي للأوراق المالية، إن رد الفعل بصعود الأسعار على هجوم صاروخي شنه الحوثيون اليمنيون على منشأة توزيع نفط سعودية انتهى يوم الجمعة.
لكنه توقع أن تتحول سوق النفط إلى اتجاه صعودي عندما تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها (أوبك+) يوم الخميس لمناقشة زيادة مزمعة في حصص الإنتاج قدرها 432 ألف برميل يوميا، بحسب رويترز.
وقال سايتو إن المجموعة التي قاومت حتى الآن الدعوات لتسريع زيادات الإنتاج لتخفيف شح المعروض من الخام "كان من غير المرجح أن ترفع إنتاج النفط بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة".
وقال محللون إن عجز الإمدادات يلوح في الأفق، حيث ستكافح كميات فورية من الخام الروسي في أبريل للعثور على مشترين.
وتأثرت تدفقات النفط الخام الروسي قليلاً في مارس حيث تم التعاقد على معظم الكميات قبل الغزو، ومع ذلك، لا تزال دول مثل الهند والصين تشتري الخام الروسي.
وقال شيلدروب: "التوقعات تشير إلى خسارة 2.5 مليون برميل في اليوم من الخام والمنتجات الروسية في أبريل"، مضيفًا أن نقص الديزل سيزيد الطلب على خام برنت والخام الخفيف الحلو.
وللمساعدة في تخفيف نقص المعروض، تدرس الولايات المتحدة إطلاقًا آخر للنفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، ولكن هذا قد يكون محدودًا نظرًا لانخفاض المخزونات بالفعل، بحسب الوكالة.
فيديو قد يعجبك: