آخرها أمازون.. شركات التكنولوجيا تواجه العاصفة الاقتصادية بتسريح العمالة
كتب- علاء حجاج:
يبدو أن الاستغناء عن الموظفين أصبح الخيار الأسهل والأقرب لعدد من شركات التكنولوجيا في مواجهة الأزمة الاقتصادية العاصفة التي تمر بها الأسواق العالمية في الفترة الحالية.
وعلى مدار العام لجأت كبريات شركات التكنولوجيا العالمية للتخلي عن جزء من موظفيها للتخفيف من وطأة الأوضاع الاقتصادية، أملا في بقائها على قيد الحياة.
إنتل ومايكروسوفت وشوبيفاي وسناب وLyft وStripe وميتا وتويتر وأخيرا أمازون، كلها شركات أما تخلت عن جزء من موظفيها أو أعلنت عن عزمها التخلي عن بعضهم في الأسابيع والشهور الأخيرة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز عبر موقعها الإلكتروني، إن شركة أمازون تخطط لتسريح ما يقرب من 10 آلاف موظف بداية من هذا الأسبوع، بحسب ما نقلته عن أشخاص على دراية بالموضوع، موضحة أن هذا سيكون أكبر خفض للوظائف في تاريخ الشركة.
وستركز التخفيضات العاملين في مجال أجهزة أمازون، بما في ذلك المساعد الصوتي أليكسا، وكذلك في قسم البيع بالتجزئة والموارد البشرية، بحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علنًا.
وقال أحد الأشخاص إن حالات التسريح قد تحدث بشكل متتالي في فريق تلو الآخر بدلاً من تنفيذها دفعة واحدة، ويمثل عدد الموظفين المرجح تسريحهم حوالي 3% من موظفي شركة أمازون وأقل من 1% من قوتها العاملة العالمية التي تزيد عن 1.5 مليون شخص.
وضاعف عملاق التجارة الإلكترونية الحد الأقصى للتعويضات النقدية للعاملين في مجال التكنولوجيا بأكثر من الضعف هذا العام.
ليست أمازون وحدها
أدت نماذج الأعمال المتغيرة والاقتصاد غير المستقر إلى تسريح العمال في صناعة التكنولوجيا خلال العام الجاري.
وخفض إيلون ماسك عدد موظفي تويتر إلى النصف هذا الشهر بعد شراء الشركة، وفي الأسبوع الماضي، أعلنت ميتا، الشركة الأم لـ فيسبوك وإنستجرام، أنها ستسرح 11 ألف موظف، أي حوالي 13% من قوتها العاملة.
كما أعلنت شركات Lyft و Stripe و Snap وغيرها من شركات التكنولوجيا بتسريح العمال في الأشهر الأخيرة.
في نهاية أكتوبر 2022، أعلنت شركة "مايكروسوفت" أنها قلصت أعداد الوظائف في عدة أقسام، من بينها وحدة "إكس بوكس" (Xbox)، إذ سرّحت أقل من 1000 شخص تقريباً.
وقالت إنتل، إحدى أكبر شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية نهاية الشهر الماضي، إنها تخطط لتسريح نحو 20% من موظفيها البالغ عددهم 120 ألف موظف في نوفمبر الجاري.
شركة نتفلكس هي الأخرى تخلت عن 150 موظفا في مايو الماضي ثم 300 موظف آخر في يونيو.
شوبيفاي منصة التجارة الإلكترونية، سرحت ألف موظف، أي 10% من قوتها العاملة، حسبما قال الرئيس التنفيذي للشركة توبي لوتكي في رسالة للموظفين في 26 يوليو الماضي.
لماذا تخلت أمازون عن 10 آلاف موظف؟
ساهم وباء كورونا في تحقيق شركة أمازون أكبر أرباح في تاريخها على الإطلاق، حيث توافد المستهلكون على التسوق عبر الإنترنت والشركات لخدمات الحوسبة السحابية.
وضاعفت أمازون قوتها العاملة في غضون عامين، ووجهت مكاسبها إلى التوسع، لكن نمو الشركة تباطأ في وقت سابق من هذا العام إلى أدنى معدل له في عقدين من الزمن، مع توقف الوباء.
وواجهت الشركة تكاليف عالية من قرارات الإفراط في الاستثمار والتوسع السريع، في حين أن التغيرات في عادات التسوق والتضخم المرتفع أثرا على المبيعات.
وشهدت أمازون انتعاشًا طفيفًا في الربع الثالث من العام الجاري، لكنها حذرت المستثمرين من أن النمو قد يضعف مرة أخرى، وربما ينخفض إلى أدنى معدل له منذ عام 2001.
وقطعت أمازون 1500 وظيفة، بما في ذلك العمال بالساعة في عام 2001 أثناء انهيار الإنترنت، والتي كانت تمثل 15% من موظفيها في ذلك الوقت.
كما سرّحت بضع مئات من موظفي الشركات في أوائل عام 2018 بعد فترة أخرى من التوسع السريع.
في الأسبوع الماضي انخفض سهم أمازون إلى أدنى مستوى له منذ الأيام الأولى للوباء، مما أدى إلى محو تريليون دولار من قيمتها، وفقا لنيويورك تايمز.
وفي الأشهر الأخيرة، قامت أمازون أيضًا بإغلاق أو تقليص عدد قليل من المبادرات، بما في ذلك "Amazon Care"، خدمتها التي توفر الرعاية الصحية الأولية والعاجلة التي فشلت في العثور على عدد كافٍ من العملاء؛ وكذلك أغلقت "Scout" وهو روبوت التوصيل للمنازل.
من أبريل إلى سبتمبر، خفضت عدد الموظفين بما يقرب من 80 ألف شخص، مما أدى في المقام الأول إلى تقليص عدد العاملين بالساعة.
وجمدت أمازون التوظيف في عدة فرق، توقفت عن تشغيل أكثر من 10000 وظيفة مفتوحة في أعمالها الأساسية للبيع بالتجزئة، وقبل أسبوعين جمدت توظيف الشركات في جميع أنحاء الشركة، بما في ذلك قسم الحوسبة السحابية.
وقال جون بلاكليدج، المحلل في شركة كوين آند كومباني الذي غطى أمازون لمدة عقد من الزمن، إن حساباته أظهرت أن أعمال التجارة الإلكترونية الأساسية في أمازون كانت تخسر المليارات هذا العام.
فيديو قد يعجبك: